تعويم الجنيه السودانى دون توفير رصيد نقدى لمليارات الدولارات بخزينة بنك السودان لهو امر مشكوك فى جدواه وقفذه نحو الهاوية والظلام بقاطرة الاقتصاد الوطنى.
وهذا الاقتصاد الذى للاسف لاتتحكم الدولة فى 80%من امكاناته والتى تقع تحت ادارة وسيطرة العسكر وخارج منظومة مجلس الوزراء كما صرح حمدوك تماما وهو الادارة التنفيذية للدولة بالمقام الاول.
وفى ظل عدم سيطرة كبرى على اهم مورد للبلد وهو الدهب والذى يهرب بطرق عدة ولاتكاد الدولة تسيطر حتى على مطارها الرئسى فيه وبعاصمتها القومية وعلى بعد كيلومترات معدودة من مبنى مجلس الوزراء والذى اصبح يشكل احد اعمدة اقتصاديات احدى دول الخليج المعروفة .
وفى ظل غياب اى خطط واضحة وصريحة وهيكلية لاقتصاد البلد ورؤية نحو المستقبل تطرح قيام صناعات تحويلية للرقى باضافة قيمة مضافة لصادرات البلد وفق ما صرح به رئيس الوزراء عند تولية المسؤلية وفق اتفاقات شراكة معروفة او بقروض دولية وفق خطط عمل متفق عليها على المستوى السياسي والاقتصادى.
والامر الاخر والمهم وهو الاعداد والتهيئة السياسية للشعب بقبول وادراك وتحمل تبعات هذا القرار وتبعاته الاقتصادية ومستوى كلفة المعيشة الذى سيرتفع بناء على ارتدادات هذا القرار على المستوى العملى ومقاومة وسباق اجتذاب النقد الاجنبى مع السوق الاسود وتجار العملة والذى لن ينتهى بالضربة القاضية من اول جولة بالتاكيد .
وهو مايعنى الدخول فى حرب استنزاف ربما تطول ولذلك وجب الاستعداد لها بمخزون نقد اجنبى كافى تحت يد الدولة وليست وعود فقط او مبالغ محدودة ستجعل من الانتصار فى المعركة امرا مستحيلا .
وفى حالة خسارة هذه المعركة والتى لن تعنى للدولة الا الانهيار الكامل والشامل فلم يعد فى امكاناتها مايعينها على الصمود ولا حتى هذا الشعب الذى تحمل كثيرا وصبر كثيرا.
ومايخيف حقا الاحساس ان هذه الخطوة ليست مدعومة بتحركات سياسية ضمنت دعم المحيط الاقليمى من دول الخليج والصناديق الدولية وسبقتها محادثات وضعت خطط وخطوات واضحة وصريحة وفق توقيتات زمنية محددة وقد سقطت القرارات ومنشور بنك السودان على وسائل الاعلام والوسائط وكانه خبر مفاجى كانقلاب على السلطة او تفجير ارهابى من وقع الحدث والمفاجاة وهو ما كان يجب ان يحدث فى اتباع مثل هذه القرارات وان تاخذ زمنا فى خطط تهيئة الاوضاع لهذه القرارات ماديا ومعنويا لضمان تمويلها وتاييدها وضمان نجاعتها.
ويبقى امر التواصل مع الشعب المرتكز الاساس لاى سياسة جديدة وقرارات مصيرية يجب ان تحظى بدعمه اولا ولن يتم ذلك الا بالتواصل المستمر والاهتمام بقضاياه المعنوية والتى تشكل حوافذه النفسية للتحمل وابتلاع المرارات من اجل العبور.
وزيارة حمدوك بالامس لاسر الشهداء ضمن وفد يشمل وزير العدل والنائب العام لاسر الشهداء ببيت الشهيد هزاع والذى يذكر موته باستهانة امن الانقاذ حياة شباب السودان باطلاق النار على رؤوسهم وقد استقبلوا بترحاب ستنتصر الثورة
ولو سلك حمدوك ووزراية هذا الطريق وجعلوه واجبا شهريا فسيتحمل الشعب الجوع والبرد وحتى الموت فى سبيل العبور…
الشعب اذكى من ان يخدع …والشعب يعرف الصادقين من ابنائه حتى وان اخطأوا الطريق فسيسامحهم امل العودة من جديد..
.ولكن عليهم ان يعملوا بارادة ووهج الثورة وبنبل دماء شهدائها وصبر اهاليهم وامال الثوار وشبابهم وتضحياتهم العظيمة وبعضهم فقد عينه وبعضهم يده وبعضهم اصابه الشلل الكامل لرصاصة اطلقها الخونة من حراس الانقاذ والمؤتمر الوطنى على عموده الفقرى ومازالوا يبتسمون من اجل غد افضل للسودان ومن اجل حرية سلام وعدالة لشعبه الصابر والعظيم
المصدر: صحيفة الانتباهة