اخبار السودان لحظة بلحظة

(الانتباهة) (تتحرى) مع مدير شرطة الخرطوم حول الأوضاع الأمنية بالولاية: الشـرطة تحمـي القانون وليـس الأنظـمــــة

حوار:هويدا حمزة ـ تصوير :متوكل البجاوي
كثير من الاسئلة التي فرضها المشهد الأمني الذي طفحت سيولته في الخرطوم، كانت في كنانتنا ونحن نتوجه صوب مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق شرطة دكتور ياسر عبد الرحمن فضل المولى في الموعد المضروب لنا في الحادية عشرة من صباح أول أمس الثلاثاء، إلا أننا فوجئنا بمغادرته مكتبه متوجهاً صوب أقسام شرطة أحياء العزبة والصافية للتحقق بنفسه مما شاع في السوشيال ميديا عن تعرض دكتور للسلب والنهب ورفض القسمين المذكورين فتح بلاغ بالواقعة، ولم يسعنا سوى الانتظار حتى عاد، فأبدى غاية أسفه للتأخير بسبب الظرف الطارئ فقدرنا ظرفه، إلا أننا لم نستطع طرح كل أسئلتنا نسبة لارتباط آخر للمدير. ونسأل الله أن تسنح لنا الفرصة مرة أخرى لننثر ما تبقى في كنانتنا، خاصة أن الشرطة قد كثرت الآراء حول آيديولوجيتها وأدائها.. فلنتابع في المساحة أدناه.
] هل مازالت الشرطة في خدمة الشعب أم هي جهاز سياسي لحماية الأنظمة؟
ــ الشرطة جهاز عريق أنشئ قبل أكثر من مائة عام، وتعمل وفق القوانين السارية لحماية الحقوق والممتلكات العامة والخاصة وتصون العروض والمعتقدات، والشرطة تعمل بشفافية وحيادية وتنسيق تام مع كافة الأجهزة التنفيذية والسيادية، وتنفذ توجيهات الدولة عبر المنظومة الأمنية والعدلية، وتأخذ قراراتها بمهنية واحترافية في تنفيذ مهامها وفقاً للقانون .
] لكن قبل سقوط نظام الإنقاذ كانت الشرطة تقوم بتفريق المتظاهرين ضد الإنقاذ بالقوة والبمبان، وبعد سقوطها فعلت ذات الفعل مع المتظاهرين ضد حكومة التغيير؟
ــ الشرطة تعمل بموجب قانون، وأينما وجد القانون توجد الشرطة، فهي تحمي القانون الذي وضعه الشعب ولا تحمي الأنظمة .
] لماذا يشعر الناس بأن الشرطة خائرة القوى ومحبطة؟
ــ هذا كلام للاستهلاك وغير مسنود بأدلة وبراهين، والغالبية تشيد بالشرطة وأدائها وتساندها، فالشرطة متماسكة وتقوم بواجباتها على أكمل وجه، بالرغم من مساعي البعض للتقليل والنيل من عزمها وبث روح اليأس، وهذا ينم عن عدم مسؤولية تجاه جهاز حساس يعمل ليل نهار لحماية وحفظ حقوق المواطنين ويسهر على راحتهم وطمأنينتهم.
] هناك تجاوزات من بعض أفراد الشرطة في تطبيق القانون، فأحياناً يستخدمون القوة المفرطة، وهذا يسفر أحياناً عن قتلى كما في حادثة عطبرة؟
ــ إذا حدثت تجاوزات من أفراد أو ضباط الشرطة فالقانون هو الفيصل بين الناس، وأينما وجد القانون فالشرطة تقوم بتنفيذه .
] ولكن تكررت الاعتداءات والتفلتات التي تحولت إلى ظاهرة؟
ــ تمر البلاد بمرحلة تحول ديمقراطي مصحوب بوقفات احتجاجية في ظل حريات عامة، وهذه استغلها البعض وفهمها فهماً خاطئاً، حيث أن حرية الفرد يجب ألا تتعدى حرية الآخرين وتمس حقوقهم، والشرطة كعهدها ووفقاً للقانون منوط بها حفظ الأمن الداخلي كما ورد في الوثيقة الدستورية، مما جعلها تواجه المتفلتين والخارجين عن القانون وذوي الأغراض والأهواء واللصوص والمخربين والمندسين الذين لا يمثلون توجهات الثورة ولا يحترمون الحقوق العامة .
] هناك غياب شبه تام للشرطة في الشوارع حيث يجب أن تكون، وهذا يدحض فرضية أن الشرطة عين ساهرة ويد أمينة؟
ــ الشرطة موجودة ومنتشرة في كل الأنحاء وتمثل الهيكل العظمي للدولة، حيث نجدها في خدمة المواطن في كل مناحي حياته الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، فتحفظ النظام وتغيث الملهوف وتحمي العروض وتحفظ الممتلكات والأرواح .
] هناك عربات ومواتر تستأجر ويتم استخدامها في السلب والنهب، وكثيرا ما يشكو الضحايا من تقييد البلاغات ضد مجهول؟
ــ تم ضبط أعداد مقدرة من المواتر والمركبات بدون لوحات بالتنسيق مع إدارة المرور والجمارك، ومن قبل كان يستخدمها البعض في عمليات غير مشروعة وسرقات الهواتف والحقائب، وأضحت ظاهرة روعت إنسان الولاية، والحمد لله بفضل هذه الجهود قلت نسبة بلاغات الخطف ومازالت عمليات الضبط مستمرة. والشرطة تبذل جهوداً كبيرة ومتعاظمة وفق عملها الروتيني وترفع وتيرته عند اللزوم، وشرطة ولاية الخرطوم تعمل كل محلياتها على مدار الأربع والعشرين ســـاعة، وهي في حالة استعداد 100% على مدار الأسبوع، وتقوم بتنشيط أعمال دورياتها الراكبة والراجلة والسواري، وشرطة النجدة حاضرة جنائياً وإنسانياً، وكل البلاغات ضبطت فيها المعروضات.
] تردد عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما يفيد بتعرض الأستاذ الدكتور كامل بلة الأستاذ بقسم الكيمياء بجامعة الملك عبد العزيز سابقاً، لحادث إرهاب ونهب مسلح بمنطقة العزبة ببحري، وقد اعتذر ضباط بقسمي شرطة العزبة والصافية عن استلام البلاغ.. هل هذا صحيح؟ وما هو رد فعل الشرطة حيال هذا التقصير إذا صح؟
ــ الخبر غير صحيح، وقد زرت موقع الحدث والقسم المعني بنفسي، وعلمت أن المذكور لم يحضر للقسم ولا يوجد اى بلاغ بالواقعة، واتصلت بالدكتور شخصياً فنفى الحادثة كما وردت بالميديا، وقد كلفت شخصاً للتدوين، واتضح أن الحقيقة تتمثل في خطف ثوب نسائي ومبلغ مالي قدره (5) آلاف جنيه من زوجته بواسطة بعض صغار السن من المشردين، ووجهته بضرورة فتح البلاغ مساء الأمس بعد نشر الخبر بوسائل التواصل الاجتماعي. ومن هذا المنبر نناشد المواطنين الكرام عدم الالتفات لما يُثار من معلومات مغلوطة وشائعات بالميديا، ونطمئن الجميع الى سيطرة الشرطة على الأمن واهتمامها بأمن مواطنيها وسلامتهم، فهي لا تألو جهداً في بسط الطمأنينة وملاحقة المجرمين ومخالفي القانون، وعلى الإعلام أن يلعب دوراً إيجابياً في تطمين المواطنين وليس إرهابهم .
]ولكن هذا الخبر ورد في السوشيال ميديا، وليس بالضرورة أن يكون كاتبه صحافياً؟
ــ المواقع مرتبطة ببعضها وكلها منصات إعلامية، والسوشيال ميديا خرجت من رحم الإعلام .
]أفراد الشرطة أنفسهم يتعرضون للاعتداء، ومن لا يحمي نفسه لن يحمي الآخرين؟
ــ أي شخص يعتدي على شرطي نتعامل معه بموجب القانون، فالشرطة قدمت العديد من الشهداء.
] ما هي آلياتكم لتأمين العاصمة؟
ــ  كل الإدارات العامة والمتخصصة تشارك في عملية التأمين بقوة مقدرة من قوات الطوارئ والعمليات وقوات الاحتياطي المركزي والأمنية الخاصة، وكلها تعمل في الأطواف الليلية والارتكازات ومناطق الهشاشة الأمنية. ونغطي كل الأسواق الكبيرة بالولاية بقوات مقدرة، وتقوم الدائرة الفنية بالمراقبة عبر كاميرات في مواقع حاكمة، وقد نفذنا سبع عشرة عملية نوعية تأمينية وفق الخطط التأمينية للولاية بمسمى (البرق الخاطف) أشرف وشارك فيها وزير الداخلية ومدير عام قوات الشرطة، وستتواصل هذه الحملات حتى يشعر إنسان الولاية بالأمن والاطمئنان .
] هل لديكم خريطة بأوكار الجريمة ومواقع وجود المجرمين؟
ــ تعمل قوات المباحث في جمع المعلومات عن المجرمين ومناطق وجودهم ورصدهم وضبط المتفلتين والخارجين وأصحاب السوابق الجنائية.
] البعض يقول إن الشرطة محبطة بسبب شعارات الثورة (كنداكة جا بوليس جرى)، وانعكس ذلك على أداء أفرادها، فيقولون لمن يشتكي: (مش دي المدنية العاوزنها)؟
ــ الشرطة لا تنظر لمثل هذه الشعارات الزائفة، وهذا ليس رأي المواطن الذي تحميه الشرطة وتحمي عرضه وتقف معه، فالشرطة من الشعب وللشعب ولا يوجد بلد بدون شرطة؟
] هل الشرطة مستهدفة؟
ــ ليست الشرطة هي المستهدفة، بل الأمن العام هو المستهدف ويطلقون شائعات زائفة.
]  لماذا؟
ــ لشيء في نفوسهم.
] كيف تتصدون لتلك الشائعات؟
ــ أية شائعة ننفيها عن طريق إدارة الإعلام، ونوضح الحقائق عبر منصة إعلامية خاصة بالشرطة (الشائعة والحقيقة).
] لماذا هناك لجنة سياسية مثل لجنة أديب للتحقيق في فض الاعتصام؟ الا يجب أن يكون هذا شأن الشرطة؟ أم أنه تحقيق سياسي مقصود به عدم الوصول للحقيقة؟
ــ أنا لم أحضر فض الاعتصام ولا علاقة للشرطة به، واللجنة التي تحقق فيه مشكلة من قبل النائب العام .
] هل تعاني الشرطة من أي نقص في قواتها أو تحتاج لأي دعم فني أو لوجستي؟
ــ أي نقص نعالجه مع وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة.
] نسبة لارتباطك بموعد آخر ماذا تود أن تقول أخيراً؟
ــ نناشد مواطني ولاية الخرطوم الإبلاغ الفوري عن أية معلومة تساهم في استتاب الأمن عبر (777 ــ 999)، ومساعدة الشرطة بالالتزام بالقوانين واحترام حقوق العامة والخاصة، ونؤكد أن الشرطة صمام الأمان، وتمد يدها بيضاء لبناء جسور وعلاقات طيبة مع المواطن لبناء دولة حضارية آمنة، ونسأل الله أن يتحقق الأمن والسلام في كافة ربوع البلاد  .

المصدر: صحيفة الانتباهة

اترك رد