بقلم محجوب مدني محجوب
للذين بادروا بحماية هذا الدين، وسقطوا ليس أمام عدوهم حتى يعيدوا ترتيب جيشهم، وعتادهم، وحتى يعيدوا خطة هجومهم؛
لأنهم لم يسقطوا أمام عدوهم.
فعدوهم ذاك كان ضعيفا غاية الضعف، فهو إما شرد بسبب ملاحقته في عيشه، أو بسبب ممارسته للسياسة، أو تم إغراؤه، وشراؤه، فصار ضمن منظومتهم.
فلم يكن عدوهم ذاك هو سبب سقوطهم، وإنما كانت نفسهم، وشهواتهم التي اتسعت باتساع حقول البترول التي اكتشفت. كما تعددت شهواتهم بتعدد المستثمرين الذين وفدوا إلى السودان من كافة الملل.
ومما زاد الطين بلة هشاشة النظام القضائي، وسهولة اختراق مؤسسات الخدمة الوطنية.
فبإمكان الوزير أن يفعل ما يشاء، ويتحايل على كل قانون، فمنصبه يتيح له ذلك بكل سهولة.
وكل الموظفين مبرمجون على إرضاء الوزير، وتنفيذ تعليماته، ومن يخالف يجد نفسه خارج اللعبة.
فالله لن يكل دينه لهؤلاء، فلو كان عدوهم هو من يحارب دين الله، فسنة الله هي إعانة عباده المؤمنين الصابرين الشجعان.
وبما أن عدوهم لم يكن سوى أنفسهم، وشهواتهم، فسوف يتركهم الله لشهواتهم وملذاتهم التي فضلوها على دين الله.
ومن الجهة الأخرى لن يترك الله دينه؛ ليعبث به من يرفضه، ويحاربه، ويسعى لإزالته، فيهزمه ويتغلب عليه ولا يجد أحدا يتصدى له.
الله سوف يحفظ دينه، وسوف يهيء له من يدافع عنه، فلن يتركه للضعيف الذي غلبته شهوته، ولن يتركه للجاحد، والمنكر له.
فالضعيف سوف يبدله الله بقوي، والمنكر، والجاحد له سوف يهيء الله من ينتصر عليه، ويهزمه.
فالدين لم، ولن يخسر بالضعفاء، ولن يضيع بالذي يسعى لإزالته.
الخاسر هو الضعيف بأن ضيع على نفسه شرف الدفاع عن هذا الدين، وركن إلى شهواته.
والمنهزم والمنكسر هو من يحارب هذا الدين؛ لأن الله لن يكل دينه لهؤلاء الضعفاء يدافعون عنه؛ ليهزمهم من يحارب دينه.
سيبقى الدين، وبالتالي سيلازمه الأقوياء الذين يدافعون عنه.
وسيهلك الفريقان:
فريق الضغفاء الذين لم يعرفوا الدفاع عن الدين.
وفريق الأعداء الذين ناصبوا الدين العداء.
فكلما ضعف من يدافع عن الدين كلما قوي من يهاجمه.
فالله لن يترك دينه لهؤلاء، ولا إلى هؤلاء.
فليندم الضعيف على ضعفه لا يندم على دين الله، فدين الله محمي من عنده، ولن تستطيع قوة أن تضعفه أو تزيله.
ومن يظن بانتصاره على الضعفاء بأنه انتصر على الدين، فسوف يتبين له أنه انتصر على الضعفاء، ولم ينتصر على الدين.
الحقيقة التي لاتتغير ولا تتبدل هي منعة هذا الدين، ونصرته.
فإن لم يظهر الدين قويا، فهذا اختبار لمن تقلده لا اختبار لحقيقة الدين.
وإن هوجم، وأسيء إليه، فهذا ليس بسبب أنه ضعيف، وإنما بسبب أن من هاجمه لم يجد القوي الذي يتصدى له.
فالمتغير هو الضعيف من هنا، والعدو من هناك.
والثابت هو دين الله
وحينما يقوى الدين، وينتصر على أعدائه، وتطبق تعاليمه ليس بسبب أنها تغيرت، وتبدلت إذ أن تعاليمه ثابته لا تتغير.
فمن أين جاء النصر، وجاءت القوة؟
جاءت بعد أن جعل الله من يدافع عنه قويا، وبعد أن جعل عدو الدين أمام هذا القوي منكسرا مهزوما.
فلا تندم أيها الضعيف إلا على نفسك، ولا تفرح أيها العدو بنصرك.
المصدر: صحيفة الانتباهة