بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)
الشعب السوداني بطبعه طيب ودود ، صبور يجيد إستخدام النفس الطويل ويسلك أقصر الطرق للحلول بعيداً عن الاجراءات القضائية المعقدة ، شعب كريم كله تكافل وسماحة وكرم وبشاشة ومؤمن متعلق بالسماء يوكل الامر كله لله ويرفع الشكوي لقاضى السماء له قناعة راسخة ان (ربك سيحلها) لا يقلق كثيراً من متغيرات الاحداث السياسية وفى ذات الوقت لا يجهل متابعتها ورصدها بدقة وتحليلها موضوعية متناهية مدمنه يعرف الله فعندما سأل قاضٍ أحد المبتلين بالسكر كيف له ان يشرب هذا الاناء الكبير من الخمر فأجابه بقوله (والله كلو توفيق من الله يا مولانا) . ومن ما يحمد لهذا الشعب انه جبل على الكرم المطلق والشجاعة بلا حدود ولا يحب الفوضى بأنواعها سياسية و اقتصادية و اجتماعية سمها ما شئت الفوضى من حيث هى ولعل ما أصابه منذ مجئ هذه الحكومة الانتقالية هو ما أكد تلك الحقائق ليعلمها جيل اليوم .
نعم يمكن ان يصدقك ولكنك لا يمكن اسفاهه ويمكن ان تحدث الخصومات والمنازعات بين بنية ولكن ستجمعهم الملمات والمصائب و (الفاتحة) . أحصى على حكومة السيد حمدوك الاولي انفاسها حتى ذهبت وها هو يستشرف حكومة أخري لحمدوك وسيحصيها نفساً نفساً و لا أظنها ستكون بأفضل من سابقتها الا بقدر ما ياتى به المخيط الى ادخل ماء البحر و لكننا مأمورون بالتفاؤل بتحسن الحال . ولكن القارئ للاوضاع يلاحظ ذات المفردات التى بدأت بها الحكومة الاولى وذات الوعود .
(برأيي) ما يجعل التحديات امام هذه الحكومة كبيرة هو دخول الجبهة الثورية كشريك و اصبح كل واحد (كاشف ورقو) والبرامج والخطط اصبحت مكشوفة للمتابع العادي ففي حين نادت الجبهة الثورية بالمصالحة الوطنية الشاملة ازداد بطش اليسار واستعرت نعرة الانتقام السياسي والاعتقالات لمنسوبى النظام السابق . ايضاً ازدادت حالة الجري بلا كوابح التى تسيطر على اليسارين لتغطية و(مضايرة) السوءات وطمس آثار الفساد وما قرار انشاء الشركة الحكومية القابضة الا واحدة من تلك المحاولات لتجنيب المال خارج ولاية وزارة المالية بعد قدوم الوزير الجديد ذو الخلفية الاسلامية الدكتور جبريل ابراهيم . برأيي ان حزب الامة أيضاً قد وجد نفسة أمام (حرج) شديد بتولى حقيبة الخارجية فإما ان يسير في زفّة التطبيع مع الخائضين او ان يلتزم براي الحزب المبدئي ورفضة القاطع للتطبيع جملة وتفصيلاً وهذا ما تمسك به زعيمه الراحل الصادق المهدي حتى رحيله فالامر لن يكن سهلاً على الوزيرة الجديدة الدكتورة مريم الصادق الا اذا استطاع حزبها أن يرجح كفة رفض التطبيع من داخل المجلس التشريعى بالتضامن مع آخرين . هذا إن تم عرض الامر على المجلس المرتقب من اساسه ! فغير ذلك اعتقد ان الحزب سيواجه قضية مصيرية معلوم رايه فيها سلفاً .
أيضاً من ضمن التحديات التى ستواجه (حكومة حمدوك الثانية تعيين الولاة ففى حين تم تصنيف سبعة ولايات بالغرب هى غرب كردفان وشمال وشرق وغرب دارفور كولايات هشاشة امنية وتتطلب تعيين ولاة عسكريين وأيضاً ولايات الشرق الثلاث كسلا و بورتسودان والقضارف بإعتبارها ولايات امن القومي للوطن لاعتبارات الحدود والمواني . فلا أظن ان سبعة ولايات فقط هى ما يجب ان يحكمها عسكريون فقد تنضم لها قريبا ولاية سنار ولربما نهر النيل الملتهبتان منذ تعيين الولاة السابقين . اعتقد ان (قحت) ستقيم مأتماً مؤقتاً وعويلاً مُصطنعاً ولكنها سترمي بثقلها في في شوارع الولايات التى سيحكمها العساكر لتسيير المظاهرات وخلق نوعاً من الفوضى ولكنها لن تدوم طويلاً في ظل الوعى المتنامي لدي الشباب واكتشاف الحقيقة المخادعة لقحت فستهدأ الامور .
قبل ما أنسي : ـــ
نعود لصدر المقال بأن الشعب السوداني لا يحب الفوضى بل ويمقت فاعليها لذا سيظل يغنى للجيش رائعة هاشم ميرغني
غيب وتعال تلقانا نحن يانا نحن
ما غيرتنا الظروف ولا هزتنا محنه
تلقانا بى نفس القلوب الياما
حزنت لما فقدت ابتسامتك
والله من بعدك يا غالي
لا غنينا ولا انشرحنا
يا حبابنا و يا شبابنا
يا رباطنا و يا سمحنا
المصدر: صحيفة الانتباهة