اخبار السودان لحظة بلحظة

لن تفشل ما دمت تحاول

د.عبد الله إبراهيم علي أحمد

الإنسان يحتاج إلى تقييم نفسه تقييماً ذاتياً، كما أنه يحتاج لبعض الوقت ليحاسب نفسه كأن يسألها: ماذا أنجز وكيف قضى وقته، في المقابل نجد البعض يحاسب نفسه حين يأوي إلى سريره ليلاً، فيبدأ بمراجعة نفسه بقياس مستوى أدائه وفعله خلال اليوم والليلة مثلاً، كما يُقال إن لكل رجل كهفا، فيلجأ إليه كلما زادت حاجته لتجديد قواه واتخاذ قراره بعد إعادة تفكيره، أو حينما تواجهه مشكلة صعبة، وهنا حتى في العلاقة الزوجية أحياناً قد يصيبها الملل، وفي هذه الحالة تغيير الروتين لكسر حاجز الملل لأمرٍ في غاية الأهمية، وذلك يكون بالسفر إلى جهة معينة كأداء العمرة أو زيارة الأقارب أو السفر للاستمتاع بالطبيعة أو الابتعاد عن الطرف الآخر إلى حين، لزوم تغيير البيئة والعودة بروحٍ جديدة يسودها الحنين والشوق والرغبة للقاء الطرف الآخر.
وفي المنزل يحتاج الرجل لفترة ولو قليلة يجلس فيها وحده ليفكر في حل بعض الأمور المستعصية ومراجعة أحوال أسرته لقيادتها القيادة الرشيدة، ويمكن أن نسمي هذه الظاهرة (كهف الرجل).
إذن كهف الرجل هو فترة نقاهة لإعادة الاتزان واسترجاع الطاقة، أما بالنسبة للمرأة فقد يكون هذا الكلام غريباً عليها وغير مفهوم، فهي عندما تحتاج لتجديد طاقتها أو تواجه ما يزعجها، تبحث عن دفء وحنان تجده عند زوجها فتلجأ إليه، ولكن في المقابل تتفاجأ برغبته في الانزواء في كهفه بعيداً عنها عندما يحصل له نفس الشيء، وهذا الأمر طبيعي حيث أن رغبة الرجل في بعض الأحيان أن يكون وحيداً لا يريد أحداً، وذلك ليس انتقاصاً من شأنها أو تجاهلا ً لها، غير أنه حاجة نفسية قد لا تفهمها النساء لأنها غير موجودة لديهنَ، وما لا نفهمه نستنكره ونغضب منه، ومن هنا تأتي أهمية فهم الجلوس على انفراد عندما يبدأ الرجل بالاتجاه نحو كهفه، وهنا على الزوجة أن تفهم ذلك ولا تعترضه، ولتمنحه الفرصة للتفكير والتصرف بإيجابية، ففي حالة صمته لا يريد الحديث مع أحد، فهو يحتاج للإنفراد بذاته لوقتٍ معين يحدده عقله على قدر ما تلزم الحاجة، فهي طبيعة الرجال وسرعان ما يعود إليها بعمقٍ مختلف وأفكار جديدة، لذلك يجد الرجل في عزلته الملاذ والراحة لحل مشكلةٍ ما أو إجراء سلسلة من الحسابات شديدة التعقيد لربط المستجدات والخبرات الجديدة بكل خبراته ومعلوماته السابقة، فيعيد وجهات النظر من جديد لمواجهة الحياة، وليس بالضرورة أن ينعزل الرجل عن الآخرين تماماً بقدر ما هي حالة نفسية تنتاب الرجل وتشعره بالرغبة بالانطواء على نفسه عند حدوث مشكلة معينة أو ضغوط نفسية.
إذن طريقة التعايش مع المشكلات والضغوط هو أحد أهم الفروق بين الجنسين في حين أن المرأة تشعر بارتياح عندما تفضفض وتتحدث عن مشاكلها مع صديقاتها، وبهذه الحالة نجد الرجل لا يبتغي النصح والمشورة أو المقاطعة من أحد، وكل ما يريده هو التركيز على مشكلته ليجد حلاً لها، فيتصدى لها وينزوي عليها بنفسه، وهنا بعض النساء تظن ذلك إهمال من أزواجهنَ، لعدم الانتباه لهنَ حين يتحدثنَ، فيحدث الإشكال بينهما في بعض الأحيان.
أخيراً على المرأة ألا تأخذ الموضوع بطريقة شخصية، فالرجل يتعايش مع الضغوط بطريقته الخاصة، وليعش الرجل والمرأة مع بعض بسلام وهدوء ومحبة، فيجب على كل منهما فهم طبيعة الطرف الآخر بشكل أفضل وأنهما بكل بساطة مختلفين في طريقة التفكير والتعايش مع أحداث الحياة.
*خبير المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية

اترك رد