شمس الدين المصباح
ماحدث أمس الخميس في اجتماع مجلس وزراء الحكومة الانتقالية السودانية، وما أقدم عليه الوزراء وتقديمهم لاستقالاتهم الجماعية، لهو حدث كبير وخطير ومهم للغاية.
ولا يجب أن يمر دون أخذه بعين النظر والعبرة والاعتبار والدراسة والتحليل والتوثيق.. والشاهد أن الحدث تصدر وأشعل الأسافير والمواقع والميديا طيلة يوم أمس.
وإن كنا لا ندري هل جاءت هذه الاستقالات طوعاً واختياراً وقراراً.. أم أنه تم إرغام السادة المستقيلين عليها..
مهما يكن من أمر، فإن التاريخ سيسجل هذا الحدث التاريخي والفريد بأحرف من نور ومداد من ذهب، لأن الاستقالة جاءت في وقت عصيب ومنعطف خطير تمر به بلادنا ووطننا الحبيب.. وطننا المغلوب علي أمره، والذي كنا نريده أن يكون غالباً على أمره.
رغم الإحن والمحن والفاقة والبطالة والفقر والمسغبة والمرض والجوع، والملمات والأزمات التي تحدق وتحيط به من كل حدب وصوب، ورغم كل ذلك هو الشعب الكبير العالم والمعلم والملهم والصابر والمحتسب.
وفي ظل هذه الظروف العجيبة والغريبة والمعقدة، بل والبالغة التعقيد، تأتي استقالة معظم وزراء الحكومة الانتقالية الشابة والوليدة؛ والتي لم تتجاوز نصف عمرها المضروب والإفتراضي.
شؤون:
تلك الحكومة التي ظن وعقد عليها شعبها الأماني والآمال العراض وراهن عليها بالمضي قدماً في فترتها الانتقالية المضروبة، وتعويضه سنيناً عجافاً وظالمة ومظلمة ومدلهمة، بسنين واعدة ونضرة ومخضرة ورغيدة..ومهما يكن من أمر، تبقى الاستقالة أدب من الآداب الراشدة والرشيدة والنيرة والمستنيرة.
شجون:
قال تعالى : (يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون) – صدق الله العظيم.
صحيفة مصادر