اخبار السودان لحظة بلحظة

(مواكب ما بتتراجع تاني).. في الثلاثين من يونيو.. ها مرة أخرى.. مدن السودان تنتفض !!

مواكب شرق النيل..
شعارات على منضدة الانتقالية..

قبالة مبنى رئاسة الشرطة بمحلية شرق النيل، أصطف العشرات من شباب لجان المقاومة ممسكين بأيدي بعضهم البعض، لمنع المتفلتين من الاحتكاك بعناصر الشرطة، التي تعاملت مع المواكب بكامل المهنية، لجان المقاومة لم يغب عن ذاكرة شبابها عالم القيادة العامة.. (أرفع يدك فوووق التفتيش بالذوق).. جملة كانت حضوراً على مقربة من الطريق المتفرع من شارع الحاج يوسف الرئيس المتجه لمناطق الجريف وسوبا، وللحفاظ على سلمية الثورة التي بدأت بها، اجتهد شباب لجان المقاومة في تجريد متفلتين من عصي وهراوات كانوا يحملونها.. الجموع التي تقاطرت لمنزل الشهيدين (توتو) بمنطقة الردمية و(مهند) بحلة كوكو، لم تتسع لوصولهم الطرق والأزقة التي تقود للمنزلين، مواكب انطلقت منذ العاشرة من أقصى أطراف محلية شرق النيل، تنهبُ الطريق شرقاً لتقول كلمتها مرة ثانية في الثلاثين من يونيو، مليونية لم تخرج هتافاتها مما تعاقد عليه أسر الشهداء ولجان المقاومة، القصاص واستكمال مهام الثورة..
سيرت لجان مقاومة احياء الحاج يوسف موكب الثلاثين من يونيو، استجابة للدعوة التي اطلقتها قريحة الثورة السودانية، وأحياء لذكرى مليونيه 30 من يونيو، وخرجوا عن بكرة أبيهم في موكب مهيب أهتز له الأسفلت، وضرب الثوار بأقدامهم بقوة كأنما يعبرون عن غضبهم الذي ظل مكبوتاً جراء عدم تحقيق مطالب الثورة..

التحام المواكب
بدأت المواكب التجمع بضاحية الوحدة، حيث التقي موكب الوحدة مع ثوار موكب دار السلام وحي البركة، لتلقتقي بموكب الردمية، ثم موكب شارع واحد، ليلتقي الموكب بثوار حله كوكو بمحطة الصقعي، وسط هتافات الثوار (دم الشهيد دمي) و(لا اله الا الله الكيزان اعداء الله ) (المشنقه بس ميه وتلاتين ويا عسكر ما في حصانه)، كما رفع الثوار لافتات تطالب بالقصاص وهيكلة القوات النظامية بجانب لافتات مؤيدة لحمدوك (شكرا حمدوك)، فضلا عن لافتات تطالب باستكمال هياكل السلطة الانتقالية، عند مدخل الميدان بحلة كوكو احتشدت المواكب من كل حدب وصوب شيبا وشبابا من الجنسين مرددين هتاف دم الشهيد دمي، والالتقاء بأسرة الشهيد (مهند).

 

وتجمع الثوار بميدان الصقعي معقل لجان مقاومة حلة كوكو والدوحة، ورددوا الهتافات الثورية من قبل الكنداكات والثوار والاطفال الصغار في مشهد كأنما هو احياء لاعتصام القيادة وليس ذكرى للمليونية ومطالب تُوضع على طاولة الحكومة الانتقالية، رفعوا لافتات تؤكد سلمية الثورة تحت عنوان (نحمي ثورتنا بوعي)، وتحلق الثوار على شكل مجموعات متوشحين بالاعلام الوطنية ورددوا هتافات تطالب بالقصاص من قتلة الثوار، وتزيبن الميدان بالأعلام الوطنية وعبارات تطالب باستكمال هياكل السلطة (كالبرلمان صمام أمان الثورة) و(مطالب متكاملة ثورة متكاملة)، وبجانب المطالبة بتشكيل المجلس التشريعي وتحديد فترة للجنة أديب للتحقيق في فض الاعتصام، كما لم يغفل الثوار الملف الذي ظل عالقا على منبر جوبا وهو ملف السلام وطالب بضرورة تحقيقه، بيد أن الالتزام بالموجهات الصحية كان بارزا حيث أرتدى الثوار الكمامات وشرعوا في تبادل المعقمات، وأركان النقاش نالت حظها من الطرح حيث انتقد الثوار العنصرية والحروب القبلية التي تشهدها بعض مدن البلاد مطالبين بضرورة الحسم فيها، ورسم الثوار لوحة زاهية أكدت التعاضد والتكاتف والتعاطف للأواصر الاجتماعية والتي ستظل عالقة في ذهن كل ثائر وثائرة وللتأكيد على أن جذوة الثورة ما زالت متقدة، بجانب ارسال رسائل في بريد مكونات السلطة الانتقالية وتحديدا الشق العسكري للمجلس السيادي.

أبوسعد المربعات..
مطالب القصاص تتسيّد المشهد..
بدأت مواكب أمدرمان من محطة بشير بأبوسعد المربعات، حيث تجمع المئات من الثوار، حسب الخارطة التي حددتها لجان المقاومة والتي أُعتبرت نقطة انطلاق، وسط هتافات (سقطت ما سقطت صابنها، والشعب يريد قصاص الشهيد) وانطلق الموكب الى محطة سراج نقطة التجمع، واتجه صوب شارع الأربعين، واحتشد الآلاف من الثوار حيث استقبل مواطنو بانت وابوكدوك والعباسية الثوار، وفتحت الاسر أبوابها، وتراصت حافظات المياه والبراميل لمياه الشرب على امتداد الشوارع، وانطلقت (الزغاريد) وزرفت الدموع وتجددت الهتافات (شهداءنا ما ماتو عايشين مع الثوار، وحالفين نجيب التار، والدم قصاد الدم مابنقبل الدية، ودم الشهيد ما راح لابسنو نحنا وشاح)، وكان الثوار ملتزمين بالتباعد الاجتماعي وحمل بعضهم الاطارات والأعلام، عند الساعة الثانية ظهرا، قام بعض المتفلتين وهم يحملون سواطير في محاولة منهم لتخريب الموكب، وكان ذلك عند صينية الشهيدة سلمى، وتدخلت القوات النظامية واطلقت الغاز المسيل للدموع وفرقت الموكب.

الجنينة.. تحت زخات المطر
تُسلم والي الولاية مطالب لجان المقاومة

 

في الأسبوع الماضي أعلن تجمع المهنيين السودانيين ولجان المقاومة، عن موكب الثلاثين من يونيو، اطلقوا عليه موكب تصحيح مسار الثورة ودعم حكومة الفترة الانتقالية. وشهدت مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور خروج الآلاف من المواطنين تلبية لدعوة لجان المقاومة وتجمع المهنيين السودانيين غرب دارفور، حيث طاف الموكب شوارع المدينة وصولا لأمانة الحكومة، وتسليم والي الولاية مذكرة مطالب ثوار الولاية والذي وعد بتنفيذها.

 

الجدير بالذكر أن والي ولاية غرب دارفور المكلف لواء ركن دكتور ربيع عبد الله آدم، أصدر قرارا منح بموجبه دولاب العمل، أجازة لمدة ثلاثة أيام مدفوعة الأجر، كما اصدر المدير التنفيذي لمحلية الجنينة قررنا قضى باغلاق الأسواق والمحال التجارية لفترة ثلاثة أيام.
ومن جانبها دفعت اللجنة الأمنية في الولاية بتعزيزات أمنية من الجيش والشرطة وقوات الدعم السريع والاحتياط المركزي لتأمين المدينة والموكب.

 

في صباح الثلاثين من يونيو بدت شوارع المدينة هادئة والأسواق في كامل اغلاقها، بينما بدأت لجان المقاومة الاستعداد في اعداد الموكب.
بدأت الحشود تتوافد في نقاط التجمع منذ الساعة التاسعة صباحا، قبل أنطلاق الموكب الذي تقرر الواحدة ظهرا. وفي مدينة اردمتا شمال مدينة الجنينة احتشد المئآت من سكانها في ساحة مدرسة الحميراء مرددين الشعارات الثورية المعهودة، قبل أن يتحركوا في أكثر من ١٠٠ سيارة ليعبر الموكب أمام قيادة الفرقة ١٥، ليتحرك الموكب إلى ساحة مستشفى الجنينة الملكي وفي أثناء تحرك الموكب من ساحة المدرسة فاجأت شرطة المرور الثوار لتتقدم الموكب بسيارات النجدة، ليمر الموكب من أمام مستشفى الجنينة وثم ساحة الفيتوري وسوق الجنينة وساحة البرهانية، حيث اكتملت كل المواكب على طول الشارع الذي مر به الموكب من مدينة الجنينة وصولا لأمانة الحكومة كان هناك انتشار واسع للقوات الأمنية المختلفة والذين تفاعلوا مع الموكب بصورة إيجابية.

 

مكث الثوار حوالي نصف ساعة أمام مقر حكومة ولاية غرب دارفور، يرددون هتافات الثورة بأصوات هادرة (ماراجع انا لي مطالب) قبل أن يخرج دكتور ربيع برفقة اعضاء لجنة أمن حكومته حيث كان على سيارة دفع رباعي يتوسط أعضاء اللجنة. الأستاذ عبد العزيز أحمد عمر عضو لجان مقاومة الجنينة بدأ في سرد مطالب الثوار بالولاية، والتي كانت ثلاثة عشر مطالبا أبرزها ( إقالة جميع المدراء العامين ومفوض مفوضية العون الإنساني والمدراء التنفيذيين والطاقم الإداري بإدارة التجارة والتعاون والتموين وحماية الموسم الزراعي ونزع السلاح اضافة لمطالب أخرى، من جانبه تسلم الدكتور ربيع عبد الله المذكرة وأشاد بثوار الولاية قبل أن يأكد تنفيذه لمطالبهم.

تدافع الولايات
وفي الولايات تدافع الاف المتظاهرين في مدن نيالا، والفاشر، وعطبرة والجزيرة والقضارف، وكسلا، ودنقلا، وشندي، والدمازين، ورددوا هتافات تطالب بالقصاص للشهداء، واستكمال هياكل السلطة الانتقالية.

صحيفة الجريدة

اترك رد