اخبار السودان لحظة بلحظة

تغول على الأراضي بكسلا والمزارعين يستنجدون بالحكومة

ضربت ظاهرة التغول على الأراضي الزراعية بولاية كسلا، مساحات واسعة، ما أدى إلى نشوب احتكاكات بين الرعاة والمزارعين، في أعقاب غياب الإدارات التي كانت تشكل جداراً عازلاً لحماية حقوق صغار المزارعين.

وافتقدت إدارة المراعي كثيراً من الوقار الوظيفي، وباتت تشكل عقبة كوؤد أمام تقدم صغار المزارعين – حسب تعبيرهم – خلافاً للإدارة السابقة، بتجاوز كل الأعراف وصمتها المريب حيال قضايا وشكاوى المزارعين، الأمر الذي دفعهم إلى توجيه أصابع الاتهام لتلك الإدارة التي باتت خميرة عكننة وحياكة صناعة المتاريس لوأد أحلامهم – وفقاً لقولهم.

ويعاني صغار المزارعين من تلك السياسات ويخشون من تبديد الآمال، ويأملون في تدارك الأمر، بعد أن دفعوا بشكوى عاجلة لوالي كسلا للتدخل العاجل لحماية أراضيهم الزراعية المعروفة بحسب المواقع والخُرط المدوّنة في سجلات الزراعة.

معالجة القضية:

ناشد صغار المزارعين بولاية كسلا عبر شكواهم  الجهات المسؤولة وإدارة المراعي والعلف، ممثلة في مدير الإدارة المهندسة، نجاة علي عثمان، معالجة قضيتهم في أعقاب التغول على الأراضي الزراعية، وما سمّوه “الخطر الداهم” عليهم، ودعوا إلى إعادة النظر في القضية بصورة عاجلة ورفع ماوقع عليهم من ظلم.

وأكد ممثل صغار المزارعين، علي إبراهيم سند، الشهير بـــ(علي جن)، أن إدعاء إدارة المراعي بأن صغار المزارعين يتغولون على أراضي المرعى حديث عارٍ من الصحة تماماً، مبيناً أن الأراضي المعنية الواقعة بين منطقة القرضة والطريق القومي “كسلا – الخرطوم”، بها مناطق سكنية، وأصبحت إدارة المراعي والعلف تتغول على الأراضي وتعتبرها مراعي.

وأشار إلى وجود لجنة مكونة من وزارة الزراعة والمراعي والإدارة الأهلية قبل أربع سنوات، تم خلالها اختيار شارع منطقة الشجراب ليكون فاصلاً بين الأراضي الزراعية والرعوية، وتخصيص غرب الشارع حتى البحر للزراعة، على أن تكون المنطقة شرق الشجراب حتى الحدود الإريترية مُخصصة للرعي.

وناشد “علي جن”، جهات الاختصاص، حماية صغار المزارعين من اعتداءات إدارة المراعي على “البلدات والتروس”، على أن يكون شارع منطقة الشجراب هو الحد الفاصل بين الزراعة والمراعي، حيث أن مساحة الزراعة غرب الشارع فقط 15%، بينما تبلغ مساحة المراعي شرق الشارع 80%.

شكاوى المواطنين:

في الأثناء، قال ناظر عموم قبائل الرشايدة، أحمد حميد بركي، إن المناطق الجنوبية من الولاية هي مشتركة، فيها محليات غرب كسلا وريفي المدينة، منوهاً إلى شكاوى المواطنين في هذه المنطقة، خاصة صغار المزارعين المتكررة من التعديات.

وأشار إلى وجود مزارع تاريخية “قديمة”، تتم زراعتها وقت الخريف، لافتاً إلى أن المنتمين إلى المراعي يأخذون (بواكيرهم) في فترة الخريف، إذ تضرر منها الكثيرون.

وأكد بركي، حرصهم على إقامة حد فاصل بين المزارع والمراعي، منوهاً إلى وجود مساحات كافية لعزل المزارعين والرعاة عن بعضهم، بعد اختيار مواقع للرعي وأخرى للزراعة، وطرحها لحكومة الولاية، إلا أن مصلحة الأراضي اعترضت على المقترح، وأشار إلى أنهم متمسكون بها لعدم وجود مناطق أخرى غيرها.

ودعا بركي، لجنة تجمع الإدارات الأهلية والرعاة والزراع أن تكون منصفة للطرفين، وقال :”إننا قدمنا نصحنا لإدارة المراعي، وأوضحنا لهم بأننا أدرى بمشاكلنا، وأن اللجنة إذا استفردت برأيها سيتضرر آخرون”.

وعبر عن أسفه لتجاهل رأي صغار المزارعين، الأمر الذي سيوقع ضرراً عليهم، وأضاف :”على إدارة المراعي أن تعي بأننا أعلم بمناطقنا وظواهرها وبواطنها، وإذا تمت مطاوعتنا، والأخذ برأينا سنقف مع الحكومة وندعمها، بجانب المراعي، وإذا حدث غير ذلك سنتوقف” – حسب قوله.

صحيفة مصادر

اترك رد