
الخرطوم :ابتهاج متوكل
تباينت ردود افعال وآراء عدد من المختصين حول نتائج مؤتمر الشراكة السودانية في برلين مابين نظرة تفاؤل وتحفظ ، واعتبرها البعض فرصة لتحريك (ركود) علاقات وصداقات، وعكسها في عمل شفاف مع المجتمع الدولي، وانها (انتشلت) السودان من حالات (اليأس و الإحباط و التسول) إلى حالة (الندية و الشراكة)، وفي المقابل رهن رأي آخر رد فعله بكيفية استغلال الحكومة لهذه الفرص ، محذرا من العودة (للمربع الاول).
وقال المحلل المالي عثمان التوم ل(السوداني) إن رد فعله مرتبط ، بتصرف الحكومة في الموارد وكيفية استغلالها، متطلعا بأن تكون هناك نظرة استراتيجية نحو الاموال القادمة من الخارج، مثل اقامة مشاريع مستدامة وبنيات اساسية ، وإضافة قيمة للانتاج، موضحا أن الانفتاح الخارجي خطوة إيجابية، ولكن يجب معالجة معظم المشكلات وتغطية الاحتياجات داخليا، محذرا من الاعتماد على الآخرين في ذلك ، مشددا على ضرورة الالتزام بالنظرة الاستراتيجية للمساعدات والدعومات الخارجية ، حتى لاتعود البلاد (للمربع الاول).
الخبير الاقتصادي عادل محجوب ، أبدى تفاؤلا، ودعا لاتخاذ تدابير اقتصادية ، تستهدف حسن إدارة مخرجات مؤتمر شركاء السودان ، بغية الوصول السريع لمرحلة ، استقرار قيمة العملة الوطنية ، وإنجاز تحدى كبح جماح التضخم وزيادة الأسعار.
واصفا نتائج مؤتمر شركاء السودان في برلين ب(رواب عالمي)، متوقعا أن يكون له أثر كبير ، على مستوى علاقات السودان الدولية ، وتحريك مياه الشراكات والصداقات (الراكدة) لعمل شفاف مع المجتمع الدولي.
وقال ل(السوداني ) إن التعهد بالدعم محدد التوجيه، يوضح المصداقية و الإلتزام ، واضاف : المرحلة تتطلب آليات متابعة مباشرة تتبع لرئيس مجلس الوزراء، وتكون ذات ( وطنية وكفاءة وهمة وصارمة )، لديها قنوات ارتباط مع البعثات الدبلوماسية، لتحويل التعاون لعمل واقعي، وتستطيع الدخول في شراكات مع الدول والمنظمات ، لافتا الى أن المؤتمر يعد مدخل لانجاز أحزمة التنمية الخمسة المقترحة ، والشاملة لكل ولايات السودان، موجها بتنفيذ خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل ، مع كل دولة ومنظمة في أفضل مجالات التعاون، وذكر ( بهذه الطريقة يمكن بان نصل لأرقام طموحة)، تلبي الإحتياجات الفعلية لموازنة هذا العام تحديدا.
واشار محجوب، الى أن الزخم( غير المسبوق في برلين) يشكل ( الرواب لعجينة التنمية المستدامة)، وله من قوة الدفع السياسية ، التي ستحدث الفارق للبلاد.
ودعا الاقتصادي حامد عبداللطيف عثمان، الى ضرورة الحفاظ على نجاح مؤتمر شركاء السودان، وتجسيد النتائج و المخرجات لعمل حقيقي ، محملا مسؤولية المحافظة ، لكل السياسيين والاقتصاديين والاعلام ، وقال ل(السوداني) إن مؤتمر شركاء السودان انتشل ونقل السودان من حالات (اليأس و الإحباط و التسول) إلى حالة (الندية و الشراكة) وتحقق مبدأ التكافؤ السياسي و اﻻقتصادي، مع المجتمع الدولي والإقليمي، كما اثبت السودان للعالم أنه غني بموارده، واضاف : السودان يسير في الطريق الصحيح نحو اﻻستغلال الأمثل لتلك الموارد.
و يذكر أن السودان حصل على مساعدات مباشرة ، بلغت 1.8 مليار دولار، وتعاهدات واعفاءات لجزء من ديونه، وحدث تمهيد للرجوع لنوافذ التمويل في البنك الدولي، بمعالجة متأخراته، والتوافق على برنامج المتابعة للإصلاحات الاقتصادية مع صندوق النقد الدولي، بجانب سند دولي لإزالة اسمه من قائمة الإرهارب ، واتاحة فرصة التواصل مع المجتمع الدولي، بمشاركة أكثر من 40 دولة و منظمة دولية و إقليمية في المؤتمر.