الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
بقلم: (جيولوجي مُستشار) صبري محمد علي (العيكورة)
وماذا كُنّا نتوقع من وزير الطاقة صاحب مقولة (حالنا مسجّم ومَرَمّد) ومقولة البواخر بالميناء ومن لديه (قروش) فليذهب لإفراغها ماذا نتوقع من هذا الوزير المُتشائم حدّ (الردحي) عديم الرؤية والرؤي الذي (بشّرنا) بالأمس أن الكهرباء ستمضى نحو الأسوأ ولمدة أسبوع (خشمك فيهو السكر ياخ) بدأ الأسبوع بالأمس الأول الثلاثاء فحتى لا ينسي الناس (أحسبوا يا جماعة) أسبوع فقط فهذه الحكومة لا تحترم كلمتها فعِدُوا معي بالأصابع.
السيّد الوزير ذكر جُمل غير دقيقة قال إن الكهرباء قد تتعرض لقطوعات من خمس الى سبع ساعات وها هى تقطع (25) ساعة في اليوم كما قال رئيس وزرائنا السيد (حمدوك) أنه يعمل (25) ساعة في اليوم الواحد ! أمرنا لله ومين يفهم أكثر من الحُكومة ! تزامنت هذه الكارثة مع شن الجهات الأمنية لحملة إعتقالات واسعة وسط مُهندسي الكهرباء إعترفت بها الوزارة في تعميم صحفى ولكنها قالت أن الاعتقالات تمت بأمر النيابة في تحقيقات اخري وليس لها علاقة بتذبذب التيار، إنعدام الكهرباء سمّته تذبذب ! ولعل هذا الاعتقال وفى هذا التوقيت هو محاولة للهروب الى الوراء بإعادة تسويق (فرية) أن الدولة العميقة هى من يقف وراء القُطُوعات ! (أسطوانة) مشرُوخة ملّ الناسُ سماعُها كل ما أطلّت برأسها الأزمات .
ولكن مالم يقوله معالي الوزير بحسب بعض العارفين بالشأن الداخلي للكهرباء وبعض المواقع الاسفيرية تحدثوا عن إنعدام (الفيرنس) لتشغيل محطتى (قرّي) و(بحْري) منذ عُدّة أيام هو أحد أضلاع المشكلة و أن الطمى قد أربك توربينات خزان (الرُصيرص) وأمامه أسابيع حتى تُعالج المُشكلة فنّياً وما لم يقوله وزيرنا (الضو) أن عدد (2) تُوربين من خزان (مروي) مُتوقفان عن الإنتاج بسبب أعطال تحتاج لقِطع غيار عجزت وزارة المالية عن توفيرها وأن محطة (أم دباكر) خارج الخدمة لغرض الصيانة. وأن معالى الوزير لم يكن صادقاً عندما ذكر أن مُغادرة المُهندسين الألمان لبلادهم بسبب (الكورونا) هى من أسباب الأزمة ولكنه لم يقول أن المحطة التي يعمل بها هؤلاء المُهندسين ما زالت تحت الإنشاء ولم تدخُل الخدمة أساساً وما تحاشي أن يقُوُله أن جميع محطات الكهرباء كانت تُدار بواسطة عُقول وكفاءات سودانية خالصة تم إعفائهم لأنهم (كيزان) يختلفُون معهُم (آيدلوجياً) إذاً (برأيي) المطلوب من معالي الوزير أن يخرج للناس ببيان يوضح مُلابسات القطوعات بدلاً من إلتزام الصمت درئاً للظنون السيئة بوزارته.
أقطعها يا سيدي و (كفاية) نورك وماذا سيفعلُ الناسُ بالكهرباء في ظل حُكومة الكُسالي فاقدي الأهلية السياسية التي تبُشرُنا بالتعليم (الأون لاين) وإستخدام أحدث التقانة وخدمة الانترنت و إستخدام التطبيقات الذكية بهواتفنا فعلى من تضحكون ! وماذا كُنتُم تتوقعون عن إدارة الدولة أحلام وأماني؟ أم أن الحُكُم هو أمانة و عرق ومُجاهدة وتخطيط و رجال وأضع تحتها خط بمعني ما تحمل الكلمة (رجال) في التضحية والبذل والعطاء لا فى صبغ الشوارب وتلميع الأحذية و (طقيش) الأنخاب ، رجالٌ يَسْبحُون عكس التيّار لمعالجة الخلل ، رجال لا وقت عندهم للنوم والراحة همُهم أن تُضئ سماء الخُرطُوم ليلاً وتتلألأ طُرقاتها وهى تستقبلُ الطائراتُ . فهل يملك وزير الطاقة (بتاع حالنا مَرّمّد) هذه الإرادة وهل يتمتع بروح التحدى؟
(كفاية) نورك يا سيدي فأقطع (براحتك) فما الذي تبقى لنخشي عليه ؟ سيعُودُ الناسُ الى (هبّابات) السعف وماء الزير ولمبات الجاز وسيذهبون بالثلاجات الى متحف الذكري الأليمة وسيأتي يوماً نُحدث فيه أحفادنا بأننا كانت لنا (كهرباء) وماءٌ بارد سطا عليها يوماً ساسةُ جُهلاء و وزير أشُك أنه يفهم العلاقة بين (الفولت) و (الأمبير) و (الوات) و (الميغاوات) وما لخريج (الجيولوجيا) و ذلك.
صدقنى معالى الوزير ليست الكهرباء وحدها ما سيُسقط حُكُومتكم فقد سبقكم بها (عُكاشة) (بتاع) التجارة والصناعة فقد أرهقتكم المحرُوقات والمُستشفيات والرغيف والحصاد والتعليم والصحة فماذا تبقى لكم من الدولة غير المكاتب ؟ سيادة الوزير حتى نبتعد بهذا المرفق الحيوي عن المُزايدات السياسية فأعيدوا لنا ما وجدتُمُوه ، جاءت الانقاذ وإنتاج السودان (120) ميغاواط من الكهرباء وغادرت سدّة الحُكم و إنتاجه (5000) ميغاواط وبين هذين الرقمين كان السُودان يرفل و يعيش ويتنفس فأعيدوا لنا ما دمرتمُوه خلال عام واحد ولن نسألكُم عن التنمية و الصحة و النهضة و سنعتبر وُعُودكُم لنا كأن لم تكُن فقط أعيدونا (لصِفْر) الإنقاذ أيها الفاشلون .
و أخيراً أدعوكم وزملائكم من الوزراء صادقاً الإستماع لأغنية (تحسبُو لعِب) للشاعر حدربي محمد سعد غنّاها الفنان إدريس إبراهيم حين فشل إنقلاب الشيوعيين ضد الرئيس (نميري) فى أوائل السبعينيات أظن التوقيت مُناسب والمزاج السياسي هو ذات المزاج حينها .
قبل ما أنسي :ــــ
عمّتنا حاجّة (المَحَنّة) رحمةُ الله عليها كانت لديها لمّبة من النُوع الأحمر (التانجستون) أيام حُكومة نميري وكان يحدث بين فترات مُتباعدة خلل فني في الإمداد من (الحصاحيصا) فينخفض التيار ولكنه لا ينقطع كاملاً فتنخفض إضاءة لمبتها ثم تعود لقوتها مرّة أخري ويبدو أن يوماً ما إستمر هذا الوضع حتى صبيحة اليوم التالي فقالت لجارتها شاكيةً (البارح يا بت أمُي الكهرباء جاتنا سُرّسار ساكت) فليتها عاشت ليومنا لتري أن حتى (السُرّسّار) لم يعُد موجُوداً فى زمن ناس (حَمّدكَا) .
الخميس ٢٥/ يونيو ٢٠٢٠م
The post السودان: العيكورة يكتب: وزير الطاقة .. كفاية نُورك appeared first on الانتباهة أون لاين.