اخبار السودان لحظة بلحظة

ما الذي يحدث مع السفراء الأجانب بالخرطوم ؟!

بكري المدنى

من أخبار الأمس ان السفير المصري بالخرطوم قد التقى قيادة الحزب الشيوعي السوداني وبحث معها قضايا داخلية من بينها التحضير لمسيرة الثلاثين من يونيو ولم يرد في الخبر ان اللقاء قد تطرق – ولو عرضا – للأوضاع  داخل مصر .

في القاهرة وفي غيرها من دول العالم هل بإمكان السفير السوداني مقابلة جماعة سياسية والحديث معها عن الشأن  الداخلي لبلادها ؟!

من المؤكد في علم الغيب أن لا هذا ولا ذاك سيحدث فلا حزب سوداني يستطيع أن يخوض مع سفير بالخرطوم في شؤون بلاده الداخلية ولا يمكن أن يلتقي سفير للسودان بأية دولة  حزبا سياسيا  من أساه. 

ما الذي يحدث للسودان إذاً ؟! كيف دخل السفراء العرب منهم والعجم دور أحزابنا وإعلامنا بل وحتى بيوتنا ولم يبق لهم إلا مقاسمتنا  غرف نومنا ؟!

أيام الاعتصام والذي فاق من حيث التوثيق والتمجيد حدث الاستقلال كان يسمح لأي عربي وأجنبي الاقتراب والتصوير والرقص بالقرب من القيادة العامة للجيش السوداني!

مسؤول غربي ثقيل الوزن خضر العيون ما ان وصل الخرطوم حتى استلم الوصلة الغنائية من سفير بلاده وارتفع صوته بالغناء مع الشباب(قفلنا الساحة وشلنا مفتاحها وعليك يا الباوقة اللذيذ تفاحها) وهم من حوله فرحون!

سفراء ودبلوماسيون عرب وأجانب يجالسون حتى ستات الشاي على شارع النيل ويسافرون لكل المناطق بالسودان ولهم أصدقاء بالقرى النائية في الولايات البعيدة.

على عهد النظام السابق كان بعض المسؤولين يترددون على السفارات بالخرطوم أكثر مما يذهبون إلى وزاراتهم أثناء اليوم!

إن استمر الوضع على هذا الحال فما حاجتنا لوزارات؟ السفارات العربية والأجنبية بالخرطوم تكفينا والبعثة السياسية الدولية وهي حكومتنا القادمة قادمة على الطريق!

في هذا العرض المستمر أصبحت الأغلبية تبحث لها عن سفارة وان لم تجد فمنظمة وتطلب الإعانة ولا أقول العمالة والعرض مفتوح !

لا تحتاج اي مخابرات دولية او إقليمية ان تجهد نفسها في الملف السوداني فكل شيء مباح ومتاح فما بالقلب على اللسان وما للجيب ليس في الغيب !

أصبح من المعتاد ان ترى رجلا بكامل الزى القومي السوداني أو فتاة بكل مفاتنها على مدخل أي سفارة بالخرطوم فلمن نشكوا والكل يهرول نحو العمارات والسفارات والمطارات ؟!

قد لا ترى سفيرا عربيا أو أجنبيا في مبانى وزارة الخارجية السودانية ولكنك قد تجده في أية بقعة داخلية في بلادنا !

لا شيء يدعونا مع هذا الحال المائل الترديد مع وردي (ما هنت يا سوداننا يوماً علينا ) او (سيد نفسك مين أسيادك)!

اترك رد