اخبار السودان لحظة بلحظة

أحمد يوسف التاي يكتب: عن لينا يعقوب أحدثكم

تابعتُ بأسى بالغ الحملة الشعواء التي تتعرض لها الزميلة المحترمة الثائرة لينا يعقوب، وهي حملة في رأيي مجردة من الأخلاق، والوقار، ومن كل قيم الاختلاف النبيلة، حملة غارقة في السباب و السذاجة، والغباء والسطحية لكونها تغالط واقعاً عايشناه لحظة بلحظة، وتتقاطع مع حقائق الأشياء التي رأيناها رأي العين، وتتناقض مع معرفتنا المحفورة عميقاً بهذه الزميلة التي ماعرفناها إلا وهي متوشحةً بثوب المهنية، دقيقةً في نقلها، مستقصيةً في سردها، حكيمةً في عَرضها، نبيلةً في أهدافها ومقصدها ، عادلةً منصفةً بين الفرقاء والخصوم، تلك هي لينا يعقوب التي عرفناها في عالم الصحافة، أم أنكم تتحدثون عن لينا أخرى ليست في عالَمنا نحن..
عرفناها مناضلة جسورة لاتخشى جبروت السلطان ولا إرهاب السلطة، ولاتداهن ولاتماري ولاتتملق ذوي الشوكة أبداً.
كانت كثير من مقالاتها مصدر ازعاج لجهاز أمن البشير الذي أدمن استدعائها والتضييق عليها، مُصنِّفاً إياها ضمن قائمة الصحافيين المغضوب عليهم، وكثيراً ما يحدث أن يستدعيها جهاز أمن البشير في وقتٍ متأخر مما يضطر والدها الشفوق لمرافقتها حتى وقت متأخر من الليل بمباني الجهاز، ويمارسون عليها صنوفاً من الضغوط لتكشف عن مصادرها، أو معلومة يبغونها، فيتراجع زبانيته أمام صمود لينا ورباطة جأشها وجرأتها، ( وأقسمُ بالله العظيم ثلاثاً، اخبرني ضابط قريب لي عن شجاعتها وجرأتها وقوة شخصيتها وإصرارها على ما تكتب على نحو لم يألفوه عند الرجال، وهم يمارسون عليها الضغوط والتهديد، فلا تستجيب ولا تتراجع عن مواقفها التي استدعيت بسببها لمباني الجهاز)…
أما زملاؤها الفاشلون الذين يقودون الحملة خلف الكواليس، ويوعزون بها الى “ببغاوات’ اعتادت، ترديد الشتائم الجاهزة دون تفكير او دراية، فليس لهم نصيب في النضال الا نقد الانقاذ داخل غرف نومهم وهم (يبارون بالحيط) أيام النضال ضد جبروت نظام البشير..
اعود وأقول كفوا عن لينا يعقوب فهي والله صنف من النساء يفاخر بمواقفه الرجال، ويعتزُ به زملاء النضال، وليتنا جميعاً نكون بمستوى صدقها ونقاءها وجرأتها ومهنيتها ودقتها وإنصافها…
يقيني الذي لايزحزحه شك أن الحملة التي تتعرض لها لينا يعقوب الآن والتي كان آخرها المقال “المدسوس” المنسوب لها والذي تتناقله الوسائط حالياٌ ، ماهي إلا حملة جبانة تستخدم سلاحاً جباناً يمسك به جبناء بارعون في أساليب اغتيال الشخصية وتشويه سمعة الأتقياء والناجحين، ومن عجب أن الذين يتولون كبر الحملة ويصورون الزميلة لينا على أنها (كوزة مندسة) تعمل ضد الثورة هم أنفسهم الذين كانوا يصفقون لها عندما كانت تناضل نيابة عنهم وهم داخل غرف نومهم يكتبون باسماء مستعارة، بينما كانت تواجه طغيان السلطة بقلم أمين وقلب شجاع.
تعاون قوش مع بعض قيادات قوى التغيير لم تتناوله لينا وحدها بل لاكته كل الألسن واعترف به قيادات ملء السمع والبصر في التغيير فلماذا تُهاجم لينا حدها، وهي تنقل خبراً وليس رأياً ، ثم أن انتقادها لوزير الصحة ليس مبرراً يستجلب لها كل هذا العناء وكأن أكرم هذا نصف إله أو نبي مرسلٌ…ابتعدوا عن لينا فهي صاحبة قلم حر وكلمة أمينة وثبات على الحق، وهي من الصحافيين القلائل الذين رموا بأسهم عزيزة في معركة النضال ضد نظام البشير المستبد…
حماية الثورة ليست بتأليه وزرائها ورموزها بل بالنقد البناء والتقويم الموضوعي وإن الزميلة لينا لهي أهل لكل ذلك…..اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اترك رد