اخبار السودان لحظة بلحظة

ميريام عمران تكتب: السوريون والهجرة.. رحلة الالم والأمل

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

كنا دائما نتغنى بالبحر وجماله ولكن اليوم حتى البحر اصبح يضيق خناقه على اللاجئين بل يبدو انه قد استساغ طعمهم مرة بعد مرة .. كثيرة هي القصص التي سمعنا بها عن الموت غرقا في البحر بأعداد تفوق الخيال .. ليس هذا فحسب بل هناك ماهو أعظم فالإهانة والاذلال والضرب والقتل وقصص اخرى كثيرة كبيع الأعضاء البشرية والأطفال واسترقاق النساء .. وليس في هذا أي مبالغة بل على العكس تماما فما نعلمه هو غيض من فيض من قصص لم نسمع مثلها حتى في العصور الغابرة القديمة ولا حتى في أفلام هيوليود .. قصص كثيرة وحكايات متنوعة جرت فصولها مع كل من لاذ بنفسه هربا من جحيم الحرب والاقتتال فوقع في جحيم مستعر أعظم تقف كل الكلمات عاجزة عن التعبير عنه .
فعندما يصبح العيش صعب في بلدك وعندما تغلق كل الابواب في وجهك وقتها لا يوجد حل سوى الانتقال ان كان عبر البحر او الصحراء فالبعض اتجه نحو اوربا يحرا عن طريق تركيا ومصر او ليبيا او الجزائر ، ومنهم من تدبر امره بالوثائق المزورة واتجه نحو كندا والولايات المتحدة بالرغم من الصعوبات الكبيرى التي ستواجههم من تواجد تجار البشر في تلك الطرق ورائحة الموت المنبعثة منها ، ولكن لا حول لهم ولا قوة هم فقط يبحثون عن ملجأ آمن لا قذائف فيه ولا بارود ، و لا برد ولا جوع .
السمسار في رحلة الموت اساسي ولا بد من التعامل معه وقد يكون تاجرا مخادعا كاذبا وفي القليل من الاحيان ما يكون صادقا ينفذ وعده بالوصول الى اوربا .
بعض السماسرة قد يبسط امر التهريب كثيرا ويجعله كأنه شربة ماء ويضع امام الشباب الكثير من المميزات كأن يقول لهم انهم يقدمون الطعام والماء وسترات الامان وقد يكون هذا كله مجرد كلام ، وبعضهم يمنعهم من اصطحاب سترة امان حيث انها قد تأخذ مكان شخص ولا يستطيعون ان يحملوا معهم الا الاشياء الضرورية من اوراق مهمة ومال ، فرحلة التهريب كما وصفها لنا احد الشباب قائلا تبدأ بوقوف القارب المطاطي المعروف ب ( البلم ) بعيدا عن الشاطئ وعن الانظار ويضطر المسافر ان يقطع المسافة سباحة حتى يصل اليه ، بعدها يأخذونه الى قارب اكبر وهو المجهز لعميلة التهريب ويمتلئ على اخره بالاطفال والنساء والشباب والقارب يتكون من طابقين ، السفلي ارخص من العلوي ، ويتسع المركب ل ( 150-200) شخص في الحالات العادية ولكن المهرب قد يجعله يتسع ل ( 400-600) شخص وينطلق المركب ولا يعرف من على متنه ان كانوا سيصلون الى وجهتهم ام انهم سيكونون طعاما للحيتان واسماك القرش ، وهي ليست برحلة بحرية بل انتحار ولكن البقاء في بلد دمرته الحروب والمجاعات انتحار اكبر .

The post ميريام عمران تكتب: السوريون والهجرة.. رحلة الالم والأمل appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد