هبطت يوم السبت 20 يونيو 2020 في مطار الخرطوم الدولي ،طائرة قطريه حاملة دعم خير من قطر الخير .
وهي الطائره الأولي التي تصل الخرطوم منذ التطورات السياسيه الأخيرة بالبلاد2019.
وبهذا الصدد فإن كاتب المقال يود ان يشير إلي ثلاث نقاط جوهرية.
النقطه الأولي:
في محفل العلاقات الدولية التقليديه, احتلت حجم الدوله(Size of the state ) ،المناخ(the Climate )،حجم السكان(population)،والتضاريس (Topograph)وغيرها ,أعتبرت عناصر القوه القوميه التقليدية(Old elements of National Power
)التي إذا توفرت تكون لتلك الدولة الغلبه. و لكن في إطار تطور عناصر القوه القوميه للدوله في العلاقات الدولية في ظل العولمة (Golablization)، تغيرت و تمت إعادة ترتيب عناصر القوه الحديثة ،والمتمثل في درجة التعليم (Level of education) ،التماسك المجتمعي (National Unity& Coherence)،نوعية القياده(Type of Leadership) والرضي الشعبي بقيادتها ، الدبلوماسيه (Diplomaty)، و القدره علي الاتصال والتواصل مع الدول الأخرى،وقدرة تأثير الدوله علي الراي العام العالمي (The World Public Opinion)،وغيرها من العناصر الحديثة.
فتجربة دولة قطر أثبتت دون أدني شك ، أنها الأقدر على تجاوز أزمة حصارها الجوي البري البحري الاقتصادي الاجتماعي السياسي.
والتي كانت من المتوقع ان تستسلم (give up)في خلال شهر واحدwithin one Month) ،من أكثر المتشائمين بالنتيجة الحتمية.
النقط الثانيه:
تميزت العلاقات السودانية القطرية تجاوزها للمستوى الرسمي (Formal relations )إلي المستوى الشعبي (public relations )والتي تعتبر أكثر تجذرا في العلاقات الدوليه.
فدور قطر بأميرها المفدي وحكومتها الرشيده وشعبها المعطاء الوفي لا تنسي( بضم التاء وسكون النون).إذ إستضافت مفاوضات المشكله السودانيه في دارفور(The Sudanese Conflict in Darfur )لمدة أكثر من ثلاث سنوات. و بجهد وساطتها(Qatari Mediation )و والوساطه الامميه الافريقيه(United Nations/ African Union Joint Mediation), وبدعم من الاتحاد الأوروبي(European Union )، و منظمة التعاون الاسلامي(Islamic Cooeration Council )و الجامعه العربيه(the Leagueof Arab States )، و دول الفيتو (Vito Countries) و الدول المجاوره(Neighbouring Countries )، توصلت الاطراف باعتماد وثيقة الدوحة لل للسلام في دارفور(Doha Document for Peace in Darfur- DDPD) في 14 يوليو 2011.
واعتبرت الأمم المتحدة وثيقة الدوحة انها الأساس لإستكمال السلام في أي مفاوضات مستقبلية للمشكلة السودانية في دارفور .
النقطة الثالثة:
في المؤتمر الدولي المانحين في دارفور Darfur International Donors Conference والذي عقد في الفترة من 6- 8 أبريل 2013, والذي شارك فيها أكثر من (117) دولة و منظمة دولية، إقليمية، و محلية بالدوحة. بلغت جملة تعهدات المشاركين مبلغ قدره( 3.689.656.700.00)& فقط ثلاثة مليار وستمائة وثمانية وتسعون مليون وستمائة خمس وستون الف وسبعمائة دولار أمريكي، من جملة تقديرات بلغت( 7.245.000.000)& فقط سبعة مليار ومائتان اربعة وخمسون مليون دولار أمريكي لا غير ، لإعادة إعمار وتنمية دارفور علي مدي (07) سبع سنوات من 2013- 2020.
ففي الوقت التي تعهدت من أفريقيا دولة تشاد(Republicof Chad )، ومن أمريكا اللاتينية االبرازيل (Brazil )ومن أوربا تركيا(Turkey)، المملكة المتحدة(United Kingdom)، والمانيا(Germany)، ومن المنظمات: الاتحاد الاوربي، ومن البنوك البنك العربي للإنماء الاقتصادي الاجتماعي-ومقره في الكويت، وبنك التنمية الاسلامي بجدة، والمنظمات الإنسانية العربية الإسلامية بمبلغ قدره (172.000.000.00)& فقط مائة واثنين وسبعون مليون دولار أمريكي لا غير ، لم تساهم أي دولة عربية ( بفلس) واحد باستثناء دولة قطر الفتية.
اذا تعهدت دولة قطر في المؤتمر بمبلغ قدره( 500.000.000.00)& فقط خمسمائة مليون دولار، هذا فضلا عن وعودها السابقة وهي: 2.000.000.000.00& فقط اثنين مليار دولار لأنشأ بنك دارفور لإعادة الاعمار والتنمية(Darfur Reconstruction& Development Bank)، ومبلغ( 517.000.000.00) & فقط خمسمائة وسبعة عشرة مليون دولار لبناء(75) فقط خمس وسبعون قرية للعودة الطوعية للنازحين واللاجئين، وقد نفذت عددا منها في ولايات دارفور الخمس, ومبلغ (50.000.000)& فقط خمسون مليون دولار لموفوضية الرعاة والرجل,بالإضافة إلي الدعم المعنوي ، ورئاستها للجنة الدولية للمتابعة( International Follow Up Committee).
الان وقد بدأت عودة العلاقات مع دولة قطر الشقيقة ، نناشد قياداتنا ان تنشأ علاقات السودان مع الدول الاخري علي قدم المساواة ، و علي اساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والاحترام المتبادل، وتبادل المنافع، بعيدا عن المحاور والتحالفات السياسية التي غالبا لا تبقي ولا تذر.
**كبير المفاوضين لوثيقة الدوحة للسلام في دارفور
**رئيس فريق منظمات الأمم المتحدة والكادر الوطني لتقديرات احتياجات دارفور- استراتيجية تنمية دارفور.
** و باحث في الشؤون الدولية والأمن الإنساني.
29.10.1441 Hagria
21.06.2020
Kh.Sudan
ملحوظة: هذا المقال يعبر فقط وجه نظر كاتبه.