في الأسبوع الثاني من شهر مايو الماضي حركت السلطات بولاية القضارف إجراءات في مواجهة القيادي بالجبهة الشعبية للتحرير والعدالة الأمين داؤود، وتم إيداعه الحراسة في القلابات، عقب انتهاء فترة الحجر الصحي المفروضة عليه.
وكانت السلطات ألقت القبض على الأمين داؤود بناءً على تحريك الإجراء من بورتسودان، عقب خروجه من الحجر الصحي؛ الذي وضع فيه بعد عبوره القلابات بولاية القضارف، وتحويل بلاغه القديم في أحداث بورتسودان التي وقعت في ديسمبر الماضي، إلى سلطات القضارف، بغية عرضه للمحكمة، وتحويله إلى الخرطوم، وحُكم عليه بالسجن لمدة سنة بتهمة التسلل.
ويعد الأمين داؤود نائب الأمين العام للجبهة الثورية، رئيس حزب الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة المتحد، شخصية حامت حولها الكثير من الجدل والتضاد من قبل قيادات مكونات شرق السودان، وإحدى الدول العربية؛ لتضارب مصالحها وأجندتها الخاصة مع أطروحات الأمين داؤود؛ الذي ظل ينادي بالسودانوية في حل كل قضيا البلاد، الأمر الذي دفع به إلى “غياهب الجب”، حسب مراقبين.
في المقابل، انتابت مؤيدو وأنصار “داؤود”، موجة من الرفض للظلم الذي طال قائدهم – حسب تعبيرهم – في أعقاب محاكمته السريعة وحبسه، إذ طالب عدد من قيادات الحزب بولاية كسلا باطلاق سراحه.
وقال قائد موكب المطالبة بإطلاق سراح الرجل، صالح محمد أحمد عثمان، إن القائد الأمين داؤود هو مؤسس حزب الجبهة الشعبية لتحرير والعدالة المتحد، ولم يستطع المكو بالسودان في ظل النظام السابق، بعد أن تكشفت له حقيقة فساد السلطة.
وأوضح صالح لـ(مصادر)، أن الأمين داؤود إنضم إلى زمرة أبناء السودان الرافضين لمسار ظلم النظام السابق وانضمامه للمناضلين الذين حملو عبء المسؤولية لازاحة نظام الإنقاذ، منوهاً إلى أن خبرة وحنكة وقدرات الرجل أوصلته لتبؤ منصب نائب الأمين العام للجبهة الثورية التي تضم حركات الكفاح المسلح، ووضع نصب عينيه اتساع وتمدد الحزب على مستوى السودان.
وأشاد عثمان، بجمهور الهامش وأعضاء الحزب بولاية القضارف الذين التفوا حوله مكونات الولاية، وعزا ذلك للأطروحات والأهداف التي حملتها مدونة الحزب؛ على رأسها تنمية وتطوير الهامش وإنسانه، بجانب المشاركة في الموارد، عطفاً على المحافظة على موانئ السودان بالبحر الأحمر والبعد بها عن الأجندات الملوثة، لافتاً إلى أنهم يعتزمون فتح مكاتب بكل ولايات السودان، مبيناً أن أهداف حزبهم جاذبة لكل ضحايا الظلم والاستبداد والتهميش.
وأشار صالح، إلى أن القائد الأمين داؤود القابع بسجن كوبر، على خلفية الأحداث التي شهدتها ولاية البحر الأحمر مؤخراً إبّان زيارته الأخيرة للولاية لتنفيذ تباشير السلام في ظل مكتسبات ثورة الحرية والعدالة عقب وصوله البلاد من المهجر، منوهاً إلى أن الرجل هو أحد أبناء شرق السودان الماضلين، وظل صادقاً في تعاطيه مع قضايا الشرق، إلا أن أعداء النجاح وبعض قيادات الشرق التاريخية وإحدى الدول التي تريد السيطرة على الموانئ في المنطقة عملت على اسكات صوت داؤود، بعد مطالبته بصون ساحل البحر الأحمر.
ودعا عثمان، الشعب السوداني وضع ساحل البحر الأحمر نصب عينيه وحمايته من الأطماع الإقليمية والدولية، والتنبه للمخاطر المحدقة به، منوهاً إلى أن الحملة ضد الأمين داؤود تهدف إلى قتله سياسياً وإبعاده عن المشهد، وأبدى أسفه لوجود قيادات من حزبهم لم تحفظ حق من صنع منهم قيادات سياسية، بجانب قيادات أخرى من النظام السابق قاطعت مسار الشرق؛ الذي ابتدره الأمين داؤود، ووصفته بأنه ينتمي ويعمل لإحدى دول الجوار، مؤكداً أن هذه المكائد هي التي أودت بالأمين إلى السجن.
وعبر صالح، عن أسفه للطريقة التي تمت بها عملية توقيف الأمين داؤود عندما همّ بالعودة للبلاد عبر معبر القلابات الحدودي بولاية القضارف ليواجه البلاغات الكيدية التي دوّنت ضده في أحداث بورتسودان، بجانب مخالفته دخول البلاد بقانون الطوارئ الصحية، رغم أنه قام بعزل نفسه لمدة (14) يوماً بالقلابات السودانية.
ورأى عثمان، أن السلطات تعاملت بمكيالين مع داؤود، لجهة محاكمة من كانوا معه بالغرامة المالية وإطلاق سراحهم، في حين تم إيداعه السجن، إثر محاكمة غير عادلة، إذ لم يتاح للمتهم الدفاع عن نفسه.
وقال إن الأمر يدور حول أحداث البحر الأحمر، في أعقاب مطالبة الأمين داؤد بالمحافظة على موانئ البلاد، والتشديد على نصيب إيرادات ذهب شركة أرياب لصالح إنسان الشرق، علاوة على إيجاد طرق لمعالجة مياه الشرب بولاية البحر الأحمر، وأيلولة مشروع سيتيت لإنسان الشرق، وعودة حلايب وشلاتين والفشقة الكبرى إلى حضن الوطن، ومراجعة أداء صندوق تنمية وإعمار الشرق، ومحاسبة القائمين على أمره خلال الخمس سنوات الماضية.
وأشار صالح، إلى مطالبه الأمين داؤود بفتح ميناء عقيق للملاحة وإعادة النازحين الذين تضرروا من الحروب في الشرق إلى قراهم وتعويضعهم بطريقة مجزية، وتشييد المنازل، وتوفير سبل كسب العيش لهم.
وأكد عثمان، أن تسيير الموكب المطالب باطلاق سراح “داؤود”، تم تمويله بالجهد الذاتي من أنصار الحزب؛ الذين امتدح مواقفهم، في أعقاب تنظيم مواكب مماثلة في ولايات الشرق الثلاث والعاصمة وتسليم الجهات ذات الصلة مذكرات معنونة لمجلسي السيادة والوزاراء لإطلاق سراح الأمين داؤود، مشيداً في ذات الوقت بالجهات التي تسلمت منهم المذكرة ووعدهم بتسليمها للسلطات المعنية.
في الأثناء، قال أمين الإعلام بالحزب، محمد داؤود، إن عودة الأمين داؤود للوطن جاءت لاستكمال مابدأته جبهة الشرق، ولإزالة الاختلالات التي صاحبت تنفيذ اتفاقية سلام الشرق الموقعة بين الحكومة وجبهة الشرق خلال الحكومة السابقة، دون النظر إلى الشكل الإثني، باعتبار أن الشرق يسع الجميع، كاشفاً عن عزمه تنظيم مؤتمر جامع لكل مكونات شرق السودان لإضافة مالم تتضمنه اتفاقية مسار الشرق بجوبا؛ التي وقع عليها “داؤود” إنابة عن أهل الشرق.
صحيفة مصادر