اخبار السودان لحظة بلحظة

فى موضوع سد النهضة : لماذا يدير الرأى العام الأفريقى ظهره لمصر والسودان وإثيوبيا ؟!

‎لا الشعوب ولا الحكومات فى شمال وشرق افريقيا هزتهم مذابح رواندا ودارفور ولا الاثنين مليون إنسان الجنوب سودانى الذين تم ازهاق ارواحهم فقط لان شمال السودان المهووس بالنسب السعودي يرغب في محوهم من على وجه الارض ما لم يقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله و ينهوا لغاتهم الافريقية العذبة ويتبنوا لغة القرآن .

كان الطفل الجهلول مصطفى عثمان اسماعيل – الذى جلس على كرسى وزير خارجية السودان بعد العظماء من أمثال جمال محمد احمد و منصور خالد – محل حفاوة وتأييد الجامعة العربية وكان الالعباتى عمرو موسى الأمين العام الاسبق للجامعة العربية يدلل مصطفى عثمان ويستقبله بمزيكة حسب الله رغم علمه التام الذي يصل لحد اليقين ان مصطفى عثمان ونظامه الاخوانى و جنجويدهم فى ذات اللحظة كانوا يغتصبون نساء دارفور ويحرقون رجالهن احياء بالجملة والقطاعى ،

ما جعل الدارفوريون يعلنون صراحة ان الجامعة العربية عدو رئيسى لهم ، و لدرجة ان البعض كان يعتقد ان عمرو موسى ربما كان يتلقى رشاوى من نظام البشير …

و ما بالنا نتكلم عن الامس والجامعة العربية تخرج اليوم لسانها لشعب السودان الابى وثورته الفتية وكأنها تقول طظ لارادة الشعب السودانى عندما تقرر الاحتفاظ بالاخوانجى المجرم كمال حسن على أميناً عاما مساعدا لها وهى تدرك ان يده ملطخة بدماء طلاب معسكر الخدمة العسكرية فى العيلفون و لا تنس ان كثيرين لم يعجبهم اصلا ان يشارك رجل حقوق الانسان الحقيقى محمد فايق وزير اعلام عبد الناصر فى كتابة التقرير الاممى الأساسى حول المذابح التى طالت شعوب دارفور

‎ورغم ذلك ظل الاعلام العربى فى ذلك الوقت يلهث وراء المبادرة الليبية المصرية المشتركة التى كانت تستهدف منع شعب جنوب السودان من الحصول على حق تقرير المصير و يكرس نظرية المؤامرة ‎بشأن دارفور ويرجع حروبها لوجود حفرة النحاس واليورانيوم وغيرها من الخزعبلات ،

متناسيا انهما موجودان منذ القدم ، كما ان فرنسا موجودة هناك منذ القدم .

‎وهكذا عجزت شعوب وحكومات شمال وشرق افريقيا عن خلق راى عام يعكس نوعا من التعاطف مع شعوب افريقيا فى دارفور وجنوب السودان ، بينما كانت شعوب وحكومات افريقيا جنوب الصحراء ترمى بثقلها خلف رواندا ودارفور و جنوب السودان.

‎وعندما بدا ان نظام حسنى مبارك يرسل شحنات السلاح لنظام البشير عن طريق أطراف عربية لمساعدته فى الاجهاز على شعب جنوب السودان ، لم تتوانى نيجيريا وجنوب افريقيا عن إرسال إشارات تؤكد عزمهما التدخل عسكريا فى جنوب السودان لحماية السكان فى حال تكرر اى تدخل من أطراف غير سودانية !!

‎النقطة الرئيسية هنا : شعوب شمال السودان ومصر وليبيا ومن لف لفهم تقاعسوا عن خلق رأى عام يساند ضحايا النظام الاخوانى الارهابى فى دارفور وجنوب السودان دعك من رواندا البعيدة ..

ولو انهم فعلوا لوجدوا اليوم رأيا عاما يؤازرهم فى قضية سد النهضة، لا اثيوبيا ولا السودان ولا مصر لديهم رديفا اليوم فى القارة.. أليس غريبا ان يدير الراى العام الافريقى ظهره للدول الثلاثة التى أسست منظمة الوحدة الافريقية ؟
لكى يكسب افرقاء سد النهضة الراى العام الافريقى عليهم استبعاد لغة الحرب وتغليب الدبلوماسية ،

كلما شاهد الافارقة أطراف سد النهضة يتحلقون حول مائدة التفاوض ، كلما نشأ بالتوازى معه راى عام افريقى مؤازر للتوافق ..المزاج الافريقى العام بات يحبذ التسويات التى لا يظلم فيها احد !!

اترك رد