اخبار السودان لحظة بلحظة

السودان: العيكورة يكتب: في إنتظار الطبّاخ

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
الذين ينتظرون البعثة الأممية أن تُحلحل مشاكل السُودان الاقتصادية والسياسية وقبول العالم الخارجى لنا سينتظرون طويلاً (برأيي) والنماذج كثيرة . الآن صَمَت الجميع الحكومة والسيادي فى إنتظار العصا السحرية القادمة من بلاد (الفرنجة) صمت الوزراء وطُويت الاوراق وأغلقت الاقلام وصُفدت العقُول داخل الأدراج فالكُل ينتظر ! لا حديث عن الرؤية الوطنية الداخلية لا أحد يُحدث عن الزراعة ولا عن المخزُون النفطى ولا عن الثروة الحيوانية ولا عن القمح و أحد يذكُر العروة الصيفية هكذا تجمدت العُقُول ، حتى إصحاح البيئة لا بواكى لها هذه الأيام فالكل مُشرئبٌ بعُنقة خلف الحُدُود ينتظرُ ما ستأتي به طائرات الأمْم المُتحدة من الدعم السياسي والاقتصادي ينتظرُون وفرة الرغيف والمحروقات و وصفة (بروتوكول) القبول العالمى لتأتينا من الخارج وكيفية مُمارسة الحُرّيات الشخصية كيف تكون و ينتظرون فتح الحانات والمراقص والعلاقات المُحرمة فما لله لله وما للوطن هو للوطن وينتظرون كيف لنا أن نقرأ القانون والإقتصاد و الامن بعُيونهم لا بعيوننا لا أفهم كيف يأتي من هو على غير ملتنا ليضع لنا دستوراً ونمط حياة ومبني جامعة الخرطوم شاهدٌ بين ظهرانينا منذ العام 1902م أننا ليسو جُهلاء وقد كان منّا النذير دفع الله عالمٌ له نظريات في علم البيطرة تُدرس بجامعات العالم وغيرهُ كثيرون مِنْ مَنْ أضافوا للعالم العلم والأفكار في شتى المجالات ومنهم من شبابنا من أجري أدق العمليات الجراحيه بنظريات تحمل أسمائهم آخرهم طبيب سوداني (بكندا) أوقف الدورة الدموية لتسعة عشر دقيقة هى الاطول في العالم لاجراء عملية مُعقدة كل هذا يحصل وذات العقول السوانية تفشل في علم السياسة او هكذا توهموا انهم فاشلون وكأنهم لم يقرأوا ولن ترضى عنك اليهود ولا النصاري (الآية) ، فمنذُ أن أتت هذه الحُكومة وهى رافعة راية الإستسلام ومهزومة نفسياً عن مُواجهة مُتطلبات الحُكم أرعبتها الجُمُوع الهادرة وصفوف الرغيف والغاز والمحرُوقات لم تستطع التوفيق بين المُهِم والأهْم ولا إدارة لعلاقات خارجية مُتوازنة برهن الارادة الوطنية ، ليس لها رؤية لإدارة الموارد وفاشلة حتى في إدارة الخلافات السياسية فأصبح التلفاز القومي مثاراً للسُخرية ، إنفلتت الأسعار بلا كابح و أغلقت المُستشفيات و أصبح التردي في قِبل السودان الاربع و أصبح من يتشاورون همساً خارج حلبة الرقص أكثر من الراقصين بداخلها والكُلّ يُخطِط لفضح الاخر حتى تشظوُا وتشرذموا لكيانات (مايكروسكوبية) لا أتوا بسلامٍ عادل ولا تركوا وضع الاختلاف داخل دوائرة القديمة . الكُل مشغُول بتقطيع الخُضار وتقشير الباذنجان و(حشّ) البصل في إنتظار الطبّاخ (الأبيض) ليتولى تحديد المقادير ، سيستدعُوا وزرائنا واحداً واحدا ومعه الكراسة كما التلميذ وسيتلقونها أوامر وليس مُشاورات كما سيصورها لنا إعلام (قحت) إفعل كذا وأضف هذا وأشطب ذاك ، سيحشرُون أنوفهم في كل أمرنا السياسي والإقتصادي وخلال فترة بقائهم ستمتلئ حواسيبهم وتشتغل أقمارهم الصناعية بذكاء لن يتركوا حساب مخزوننا من اليورانيوم في دارفور جراماً جراما ، وسيهتموا بمعرفة المخزُون النفطى هل هو خمسة مليار برميل أم يزيد ولن يُحدثونا ، سيعدوا ثروتنا الحيوانية رأساً رأسا وسيدرسوا كيفية إضعافها عبر إثارة الحرب بين المُكون القبلى الذى يتقاسمها سيفحصوا (القَرَضْ) والصمغ العربي والماء . و ستكون عينهم (الكبيرة) على جنوب كُردفان النُقطة الوُسْطي لأفريقيا حلمهم القديم بإنشاء أكبر قاعدة عسكرية تتوسط القارة الافريقية ولن يتركُوها ، و سيفتحوا شهية تقرير (بفايتامين) الثروات في كل شبرٍ من بلادنا ولن يتركوا إلاّ السودان العربى بقلب الوطن بلا رئة وبلا أطراف يستجدى ليأكل ويصلى وينام بلا (شوشرة) وأذان الصلاة من تحت البطانية ، ولن يتركوا الجيش كما فعلوا بجيش العراق وليبيا واليمن . ولن ينسُوا إطالة عُمر الفترة الانتقالية تحت ذريعة أن الوقت لا يكفى وسترقصُ (قحتُ) طرباً وسيحشر العُملاء ما ظهر من الدولارات داخل جيوبهم غبطاً ملوحين بعلامة النصر فلتكُن خمسة أو عشرة سنوات فلا يهُم فوقتها ستكون الحُكُومه قد استبدلت بحكومة بريطانية المانية تحت التاج الامريكى وعندها لن نسمع فيصل هو من يُصرّح بل سنُشاهد علي صدر نشرات الاخبار (غسّان سلامة) و (بريمر) و (كرزاي) بعُمامة سُودانية كما فعلوا بالأخرين .
الكُل توقف عن مجرد التفكير ولو في برنامج إسبوعي الحاجة أسماء ، بت البوشى ، مُفرّح عادل ، مدنى ، فيصل ، وزير العدل و(بتاع) الثروة الحيوانية علاّم وكبيرهُم حمدوك أين ذهب هؤلاء (صبّت فيهم مطرة؟) أين برامجكم ؟ أسمِعُونا أصواتكم أيُها الوزراء !
وهاكُم هذه مني فقسماً مُغلّظاً أسمعوها لن يُسمح لكم بمقابلة الحُكّام الجُدُد وستأتيكم الأوامر ومعها (السبّابة) مَمْدُودة ومن خلفها العصاً وسيجلسُونكم بالصف على كنب الطابق الثالث بالقصر الجمهوري كما طُلّاب الروضة وسيرسلونكم لتحجزوا لهم (الشيّة) في مطاعم قندهار وترتبوا طاولات الغداء لدى (عوضيه سمك) وستنفضوا لهم (البنابر) ليحتسوا الشاي على شاطى النيل وستهرولون أمامهم تتعهدون (بناطلينكُم الناصلة) وخلفِكُم وأمامكم جيشٌ جرارٌ من الحراسات الامنية ستفعلوا كلّ هذا و زيادة ولن يعكسها إعلامكم و طالما بعتُم فاستلموا المُقابل .

قبل ما أنسي :

أن تُمارس الانكِسار والتزلّف لأبناء وطنك، أكرمُ لك ألف مرة من أن تمسح الطاولة لخواجة.

وأخيراً : إما علمُونا قلّة الأدب أو علّمناهُم (سفّ الصعوط) !!

الثلاثاء ٩/ يونيو ٢٠٢٠م

The post السودان: العيكورة يكتب: في إنتظار الطبّاخ appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد