اخبار السودان لحظة بلحظة

إعلان حالة الطوارئ الخريفية ضرورة لازمة و إلا….

د.عثمان البدري

مدرس تحليل السياسات العامة جامعة الخرطوم
osmanalbadri@gmail.com

الماء أساس الحياة و ينبت به الزرع والضرع، ولا أساس للحياة بدونهما وما حولهما.السودان حتى الآن ليس من دول الفوائض المالية بل من دول فوائض الموارد الأساسية :المياه النازلة من السماء وتلك التي تحملها الأنهار والوديان والمياه الجوفية.ومن دول فوائض الأراضي الخصبة السهلية المنبسطة التي لا تتطلب زراعتها كبير جهد أو استصلاح.فقد ذُكر كثيراً أن المساحة القابلة للزراعة تفوق المائة وخمسين مليوناً من الأفدنة وأن المزروع منها كل عام حوالي الخمسين مليون فدان من المطري التقليدي والآلي والمروي رياً انسيابياً في المشاريع الزراعية الكبرى..أو ما يعرف اصطلاحاً
بمشاريع الري الكبرى..وشيخها هو مشروع الجزيرة والمناقل الذي تبلغ مساحته نظامياً حوالي اثنين مليون ومائتي ألف فدان داخل الدورة الزراعية الصيفية والشتوية وتقارب الثلاثة ملايين فدان بالأراضي حولها وداخلها.
وكذلك مشاريع الرهد وحلفا والسوكي وسنار والنيلين الأبيض والأزرق وأبو حبل وخلافها وبداخلها و حولها ومعها مما يروى بالآلة أو بالأمطار زراعات أخرى
مكملة داخل المشروع وخارجه للخضروات والفواكه.والحبوب الزيتية.
.
تلك الزراعات تشمل الذرة بأنواعها والحبوب الزيتية والأقطان والأعلاف والمنتجات الغابية من الأصماغ بأنواعها وتكون أعلاف للحيوان مكملاً للمراجعة الطبيعية أو المتسارعة.تلك تكون أساسيات الأمن الغذائي ومنها يتم الحصول على جزء كبير من النقد الأجنبي بالرغم من الفقد فيه لا يقل عن ثمانين بالمائة من القيم النهائية أما بسبب تصديرها خاماً أو تجنيب الحصائل فى الخارج أو خفض أسعار الصادر مما يعرف للكافة بـUnder Invoicing عند التصدير و التعليته عند الاستيراد Over invoicing.إذا استمر التباطؤ في التعامل مع مطلوبات إنجاح موسم الخريف أو الصيفي بتلك الوتيرة فمن المتوقع جداً أن تزداد الفجوة الغذائية التي ذكر أحد المسؤولين الحكوميين أنها الآن في حدود المليون ونصف المليون طن، ونتوقع كذلك انخفاض حصائل الصادرات نتيجة لضعف الاستعداد المتكامل الآن .المطلوب إعلان حالة الطوارئ ليس للائحة الكورونا فقط بل إعلان الطوارئ لإنجاح الموسم الزراعي حتى يتم تأمين الغذاء في حده الأدنى .وهذا يستدعي توفير المدخلات وإكمال الاستعدادات الحرجة خاصة الري والتقاوي والتمويل وبقية المدخلات .تحديداً ما نعني بإعلان الطوارئ الزراعية؟
الوجود الحقلي المستمر للدولة في أماكن الزراعة.. مشاريع مرورية أو مطرية حوارات بلدات أو جبراكات رئيس ونائب رئيس وأعضاء مجلسي السيادة و الوزراء ووزراء الزراعة والري والمالية والبنك المركزي والبنك الزراعي وبنك الادخار وبنك التنمية الصناعية وبنك الادخار… .
تمكين البنك الزراعي وبنك التنمية الصناعية وبنك الادخار برفع رأسمال كل منها لمائتين وخمسين مليون دولار على الأقل لمقابلة مطلوبات الإنتاج والتصنيع الزراعي المتكامل.
إكمال أجهزة المؤسسات الزراعية َوالمشاريع الكبرى والمصارف والمؤسسات والهيئات التي تم حل إداراتها ومجالس إداراتها لأن الموسم لا ينتظر والزراعة مواقيت وحزم ولا يمكن تخزين الزمن فإما أن تستثمره أو أن يقطعك وإياك أن يقطعك…
فهل أسمعت….

اترك رد