اخبار السودان لحظة بلحظة

عبداللطيف يكتب: هين دقيق للمديدة

(1 )
بالامس تحدثنا هنا عن شهيد التراب السوداني (الغالي الما لى تمن ) النقيب\ كرم الدين ابراهيم شرف الدين الذي وهب نفسه رخيصة في المواجهة مع القوات الاثيوبية المعتدية على منطقة الفشقة تحديدا بركة نورين وفي تحليل موازين القوى بين البلدين قلنا إن اثيوبيا تراهن على معرفتها وادراكها الكامل لنقاط الضعف في تركيبتنا الحكومية لانها من الخبازين الذين خبزوها وقلنا إنه لابد من تلافي هذة الثغرة بتقوية جهاز المناعة الحكومي لتصبح حكومة قوية ليها شنة ورنة لكي تهابها كل المنطقة قالسودان اﻵن يعتبر منطقة منخفض سياسي بالنسبة لجيرانه نقول بالنسبة اي ان الامر نسبي فدول المنطقة كلها مسجمة ومرمدة وحالها ذي الزفت وهذا يفرض علينا أن ننتبهه لتوازن الضعف حتى لا يرمي احد الضعفاء ضعفه علينا وذلك بافتعال مواجهة معنا.
(2 )
ضعف الاداء الحكومي خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي قالت به مكونات الحكومة نفسها وحاضنتها السياسية فحزب الامة فرز عيشته من الحاضنة وحزب المؤتمر السوداني قال فيها ما لم يقله مالك في الخمر، الحزب الشيوعي كان من اول الشائنين لها اها تاني فضل منو ؟ وللاسف الشديد هذا الضعف الناجم من عدم الانسجام والتناغم معدلاته آخذة في التزايد فبعد أن كان الشقاق مدنيا \ عسكريا اصبح رباعيا وقده خماسي فالخلاف المدني \ مدني اي داخل مكونات التغيير وصل حافة الهاوية و الخلاف العسكري \عسكري بدأت بوادره تظهر رغم أن بطون العسكر غريقة .وكل هذا واضح للعيان والجيران ويمكن لكافة الجيران وليس اثيوبيا وحدها أن يراهنوا عليه في اي حالة مواجهة مع السودان عليه لابد من تلافي هذا الامر وبالسرعة المطلوبة حتى لا تؤتى بلادنا من قمة هرمها لتستباح اطرافها.
(3 )
وهناك انشقاق آخر لايقل سوءا عن انشقاق قمة الهرم وهو انشقاق الراى العام الذي كشفته احداث الفشقة التي وقعت يوم الخميس الماضي اذ ظهرت بعض الاصوات التي تقلل من اثر ذلك العدوان، مشيرة للاحتلال المصري لحلايب وشلاتين فوصفت تلك الاصوات الاعتداء الاثيوبي بانه نزاع محدود وينبغي توجيه القوة نحو الاحتلال المصري الذي قطع شوطا بعيدا وبالمقابل تعالت اصوات تقول إن الانفعال السوداني بالعدوان الاثيوبي يجب أن يكون بذات الذي حدث مع احتلال حلايب فالفشقة لا تقل اهمية عن حلايب . باختصار ظهر سودانيون ذوو هوى اثيوبي وآخرون ذوو هوى مصري وقد يتطور هذا مع الانشقاق الحكومي ليكون هناك استقطاب جديد وفي هذه الحالة سيكون الاستقطاب قد وصل قمته لانه اصبح له بعد اقليمي موصول ببعد عالمي وساعتها لن نملك الا أن نقول مع السلامة سودان وننتظر محمد علي باشا جديد . انتبهوا ايها السادة الانقسام الي سوداني\اثيوبي من جهة وسوداني\ مصري من جهة اخرى ليس مثل انقسام هلال \مريخ فالاول لعب بالنار
(4 )
ايها السادة إن الامر ليس مفاضلة بين عدوان وعدوان فالعدوان هو العدوان جاء من مصر جاء من اثيوبيا جاء من السماء الاحمر وفي حالة العدوان يجب أن نتكاتف جميعا ونقف ضده ونتعامل معه موحدين والتعامل هنا يرجع لظروفنا فيجب ان نعرف متى وكيف نرد حقوقنا المسلوبة وكيف نرتب اولوياتنا وكيف نحدد خياراتنا فالحرب لم تعد بالاسلحة النارية وحدها على أن نوقن بانه ما ضاع حق من ورائه مطالب . وهذا الذي اراهن عليه فالشعب السوداني وصل مرحلة من الوعى لن يستسلم لاستلاب النخبة ففي حالة العدوان سوف يزيح النخبة المتخاذلة ويواجه العدوان من اي جهة اتى فعلى كافة الجيران المعتدين أن يدركوا هذه الحقيقة وحالة السيولة السياسية الحالية يمكن أن تنتهي في رمشة عين لان السودان الآن يتمتع بقدر وافر من الحريات المدنية بفضل ثورة ديسمبر المباركة والتاريخ يقول لنا إن الشعوب الحرة التي تقول لحكامها دا صاح ودا غلط لا تقهر , الشعوب التي تشارك في الاداء السياسي لن تضل او تضلل (يبدو اننا اﻵن نحن محسودون في الحتة دي) باختصار كدا في هذا المناخ الصحي الذي نعيشه اﻵن رغم الضوائق يمكن ان تظهر الحلول السحرية ويمكن أن تنقلب حياتنا رأسا على عقب والمثل السوداني يقول ( بين المديدة والعصيدة هين دقيق ) بمعنى اذا وضعنا قبضة يد من الدقيق على المديدة سوف تتحول الى عصيدة بعبارة اخرى إن الوضع السياسي السائل اﻵن يمكن أن يتصلب بأقل مجهود . تعديل وزاري في كل الطاقم الاقتصادي لن يرفع حاجب الدهشة ويأتي بحكومة تهز وترز .كفاءات وطنية غير مسيسة في الخدمة العامة بشقيها المدني العسكري واكمال بقية مؤسسات الحكم الانتقالي وبرنامج اسعافي مختصر وواضح ويمن الله علينا بموسم امطار ناجح وموسم برد ناجح كما من علينا بالامس . كل المطلوب اخلاص النوايا ووجود الارادة والتضحية بالمصالح الذاتية حزبية كانت ام جهوية ام فئوية ,, تاني النشوف منو البلحقنا.

 

 

 

 

 

صحيفة السوداني

اترك رد