الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
الخرطوم: رندا عبد الله
كابوس وأحلام مزعجة لم تتوقع أن تشاهدها الأستاذة قمرية عمر عضو تجمع المهنيين وهي تغط في نوم عميق بعد يوم حافل من الاجتماعات السياسية والتنظيمية لتكوينات وأجسام وواجهات الحرية والتغيير المنتشية بسقوط نظام البشير، لكن سرعان ما استيقظت على صوت طرقات عنيفة من بناتها اللاتي هرعن إليها ليخبرنها ببداية مجزرة فض اعتصام القيادة العامة، ووقتها تمنت ما تكون تشاهده على قنوات التلفزة العالمية مجرد كابوس، لكن الأوان كان قد فات وأصبح الأمر حقيقة مؤلمة.
لم يكن حال الأستاذة قمرية بأفضل من أحوال زملائها وزميلاتها في تجمع المهنيين، كانت لحظات فض الاعتصام – لحظة مزعجة من التاريخ في مسار الثورة السودانية – لحظة سوداوية وحزينة ومشاهد القتل والدماء والرصاص المنهال على الشباب فى ميدان الاعتصام، الكل لايعلم ماحدث وما سيحدث
ولماذا غدر الجيش بالثوار المعتصمين؟ وهل خطوة فض الاعتصام مجرد البداية لانقلاب عسكرى؟ إلا أن قمرية حينما تسترجع شريط تلك الذكرى المشؤومة بعد مرور عام عليها، تبكي في حزن عميق وهي تتذكر أشلاء القتلى والضحايا وتقول (الانتباهة أون لاين) أن تجمع المهنيين السودانيين أصيب بالذهول والارتباك والصدمة لفجاعة الغدر من العسكر وكثرة دماء الأبرياء التي سالت فى ميدان القيادة العامة، وتؤكد أن كل الشواهد والمؤشرات كانت تشير لحدوث شيء غير طبيعي في ميدان القيادة العامة، لكن لا أحد كان يتصور فض الاعتصام بتلك القوة والوحشية التي جعلت من الاتصال والتواصل بقيادة تجمع المهنيين صعبة للغاية إن لم تكن مستحيلة، إلا أنها استطاعت التواصل مع أحمد ربيع ووجدي صالح وعباس مدني، واضطرت فى نهاية اليوم أن تغلق هاتفها كإجراء احترازي وتأميني مخافة من الخطر القادم المجهول. وتقول بأن تجمع المهنيين لجأ لاستخدام الانترنت وتكنولوجيا الاتصال المتطورة لكسر حظر الانترنت الذي فرضته السلطات المختصة، الأمر الذى كان له بالغ الأثر فى الاتصال بلجان المقاومة وثوار الأحياء لمواجهة كارثة فض الاعتصام، والذى أدى في النهاية لتوظيف طاقات الشباب القابضة في نصب المتاريس في الشوارع والأحياء والطرقات الرئيسية كنوع من التعبير السريع على الاحتجاج السلمي على فض الاعتصام ومسلسل القتل.
وتستطرد قمرية بأن كل تحضيراتها المنزلية لأسرتها الصغيرة كانت تتجه لقضاء عطلة العيد في القيادة العامة، كأول عيد في الثورة المجيدة لكن خطوات أحذية العسكر الثقيلة في ميدان اعتصام القيادة العامة حول عيد الفطر إلى عيد بطعم دماء الشهداء الذكية بدلا من طعم الخبيز والكيك والحلوى، وحول المعايدات إلى صيوانات للعزاء وتكدس الجرحى بالمستشفيات والمفقودين الضائعين إلى أشباح لا أحد يعلم مكانهم وعشرات الجثث المثقوبة بالرصاص والأخرى غارقة في نهر النيل الخالد الذي شهد على هتافهم وحناجرهم الثورية التي تهتف حرية سلام وعدالة.
لكن الأستاذة قمرية تختم شريط ذكرياتها بالتعهد بالإستمرار في مسار الثورة والانتصار لشهداء فض الاعتصام وتبريد حشا أمهاتهم، لكن بعد عام تظل أحلام الأستاذة قمرية وغيرها تنتظر تقرير لجنة الأستاذ نبيل أديب حول فض الاعتصام الذي طال انتظاره أو سيطول إلى الأبد.
<
p style=”text-align: justify;”>
The post السودان: قمرية: خطوات أحذية العسكر الثقيلة حولت عيد الفطر إلى عيد الدماء appeared first on الانتباهة أون لاين.