اخبار السودان لحظة بلحظة

صراع دموي بين الشرطة والمواطنين في نيويورك

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

نيويورك – صلاح ادريس
لليوم التالى وعلى التوالى تواصلت الاحتجاجات الغاضبة فى نيويورك، احتجاجا على مقتل السيد جورج فلويد الافريقى – الامريكى ” الاسود” من قبل رجل الشرطة ” الابيض” فى مدينة مينابوليس فى ولاية مينسوتا. كانت نقطة التجمع الرئيسة امس فى ” باركليز سنتر”. حيث تجمعا اكثرمن 500 شخص منذ اول المساء الى اواخر الليل. التظاهر كان يشمل كل الوان الطيف الاجتماعى واعنى بذلك الابيض والاسود والاحمر والازرق ومابينهما. وكانوا يرددون هتافا واحدا مشتركا ( لا استطيع ان اتنفس). وهى اخر الكلمات التى كان يرددها السيد فلويد قبل يقضى نحبه على يد رجل الشرطة الذى كان يضغط على رقبة الضحية بلا رحمة. وتحدثت عن هذا الفيديو فى خبر مفصل قبل حوالى يومين
الذى وصلت مشاهداته الى الملايين فى كل انحاء العالم. تحدثت “الانتباهة” الى بعض المشاركين فى هذه التظاهرات وهناك اجماع من كل الاطياف ان ما حدث من الشرطى ” مرفوض” ويدعوا الى ” الغثيان” بغض النظر عن اللون. اعتقد ان الفرق بين مظاهرات الامس واليوم اولا : ان مظاهرات اليوم اكثر ” دموية” حيث شاهدت اعتداءات مباشرة واخرى ارسلها لى بعض الاصدقاء فى فيديوهات. حيث تم ضرب العديد من ضباط الشرطة فى عدد من احياء نيويورك وخاصة بروكلين.وحرق العديد من سيارات الشرطة فى عدد من مراكز الشرطة رغم الحماية التى حاولت القيام بها قيادة الشرطة فى المدينة. ثانيا : مظاهرات اليوم وقعت فى مناطق متفرقة من المدينة وخاصة فى الاحياء ذات الاغلبية السوداء. حيث ان هناك عداءا واضحا من قبل سكان هذه الاحياء لكل شئ له علاقة بالشرطة. فى جولتى فى وسط المدينة رأيت العديد من سيارات الشرطة وهى فى طريقها للسيطرة وتهدئة الجموع الغاضبة. ولكن هيهات الهيجان اكبر من الشرطة واكبر من القوة المادية لدرجة الناس نست فى حاجة اسمها كارونا والتباعد الاجتماعى.
ثالثا رغم كل هذه المجهودات اعتقد ان الشرطة فقدت السيطرة على هذه المظاهرات لانها عديدة وفى مناطق متباعدة وهى تعد مخاطرة كبيرة للشرطة للدخول فيها حتى فى الظروف العادية ” مستوى العنف وانتتشار الجريمة فى هذه الاحياء عاليا جدا”. مجازفة كبيرة للشرطة تصل لفقدان الحياة. رابعا من الحوادث التى رأيتها بام عينى والتى حكاها لى بعض الافراد فان مساحة الاحترام للشرطى تضاءلت كثيرا بل اعتقد انها وصلت الى حد الاساءة وعدم التردد فى الاعتداء عليهم. وهناك العديد من حالات الاعتداء على رجال الشرطة فى وضح النهار وبدون ادنى تردد. حيث اختلط الحابل بالنابل وتحولت الى مواجهة قاسية بين “مظلوم” وهى كل المجتمعات ذات الاغلبية السوداء فى كل انحاء امريكا. و”ظالم” وهو رجل الشرطة ” الابيض” بصورة خاصة ورجل الشرطة من كل الاطياف بصورة عامة.وهذه معادلة غير عادلةولكنها الواقع المعاش.

وهناك سلاح اصبح واحد من اقوى الاسلحة المستخدمة فى هذه المعركة بين الشرطة والمواطن وهو ” سلاح التلفون الهوائى” الذى اصبح “يوثق ويسجل ويحرر وينشر الخبر فى ثوانى”. بمعنى اخر التلفون النقال حول رجل الشارع الى صحفى ومحرر من الطراز الرفيع. وبعد شوية اخواننا الصحفيين يشوفوا ليهم شغلة تانية ؟؟؟!!!!
رغم اعلان ترمب عن القبض على الشرطى الذى ارتكب هذه الجريمة الشنيعة ورغم اعلان النائب العام فى مينسوتا ادانته مبدئيا يالقتل من الدرجة الثالثة ” القتل غير المقصود”. ورغم تعهد السلطات باجراء محاكمة عادلة. الا ان الغضب ” الاسود” لم يهدأ ولعل احداث اليوم تشئ بما هو قادم. ليس فى نيويورك فقط ولكن فى عدد من المدن الامريكية من عنف ودماء وتذمر واحساس بالظلم لا ينذر بخير واختم بالسودانى ” الله يستر”.

The post صراع دموي بين الشرطة والمواطنين في نيويورك appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد