اخبار السودان لحظة بلحظة

مائدة حميدتي..علي سودانية٢٤

 

الجمعة الثامن والعشرين من العام تسعة عشر والفين وقد بلغت حالة الاحتقان السياسي مداها فهذا التاريخ بعد ايام من فض الاعتصام الحدث الذي عقد المشهد السياسي السوداني واحدث حالة من عدم الثقة والتنافر بين شركاء الثورة السودانية الوليدة لدرجة ان اعلن رئيس المجلس العسكري الشريك مع قوي الحرية والتغيير في الثورة الي اعلان تعليق المفاوضات التي كانت تجري بين الطرفين للوصول لمطلوبات وتفاصيل الفترة الانتقالية هذه التفاصيل قد تكون نظريا مكتوبة كنصوص لدي قوي الحرية والتغيير لكن انحياز اللجنة الامنية للنظام السابق ومن بعد القوات المسلحة ودخولها كطرف في التغيير ادي لارباك في حسابات قوي الحرية والتغيير وجعل المجلس العسكري شريك اصيل في معادلة الثورة وشهدت المفاوضات بين الطرفين شد وجذب حتي بلغ الشقاق مداه بعد فض الاعتصام عندما اعلن رئيس المجلس العسكري تعليق المفاوضات وذهب لأبعد من ذلك عندما اعلن تشكيل حكومة تكنوقراط من طرف واحد وانتخابات مبكرة بعد تسعة اشهر

حينها استشعر بعض العقلاء من السياسيين والوطنيين الخلص من اعضاء قوي الحرية والتغيير واخرين من الحادبين علي سلامة الوطن بالخطر والمصير القاتم الذي تتجه اليه البلاد فطلبوا لقاء القائد الفريق اول محمد حمدان العائد لتوه من رحلة عمل شاقة ومرهقة فتم ترتيب اللقاء بوساطة خيرة لم يحن الوقت للحديث عنها و رحب الرجل علي الفور بالزيارة وتم اللقاء في داره ولان لكل دقيقة ثمنها ولان الرجل كان مرهقا حاول اعضاء الوفد الدخول في الحديث دون مقدمات لكن الرجل اصر ان لا حديث قبل ان يتناول ضيوفه وجبة الافطار فكانت مائدة عامرة ومتنوعة وجد فيها كل الحضور ما يروق لهم علي اختلاف ثقافاتهم الغذائية
مهد هذا اللقاء لعودة الطرفين للمفاوضات مما ادي فيما بعد للاتفاق الذي عرف بالوثيقة الدستورية وبه تشكلت ملامح الفترة الانتقالية

في لقائه مع قناة سودانية ٢٤ مساء اول ايام عيد الفطر المبارك قدم الفريق الأول محمد حمدان مائدة دسمة من الافادات والبيان ومن تنوعها ودقة اعدادها واخراجها راي فيها كل طرف نفسه واجتزأ جملا مما راق له ويخدم مصالحه والقليل قرأ الحوار كرؤية متكاملة
هذا التكالب علي مائدة حوار القائد حميدتي مع قناة سودانية ٢٤ يدل علي مركزية ومحورية الرجل في الراهن وربما مستقبل السودان السياسي علي الرغم من محاولات الاحراق المستمر (والشيطنة) المنظمة والممنهجة التي تستهدف الرجل وقواته والتي احسب ان سببها منهجيته في وضوح الهدف وصدق النوايا في الوصول لسودان جديد يسع الجميع دون هيمنة او اقصاء لذلك تجد الرجل عصي علي كل محاولات التأطير والتنميط التي يريد البعض وضعه فيها

في هذا اللقاء ارسل حميدتي عدة رسائل وافادات في عدة اتجاهات داخلية وخارجية فتلقف كل طرف ما يهمه وطار به فرحا ولكن قرائتي ان هذا اللقاء وهذه الافادات هي خارطة طريق اكثر من كونها رسائل وهي تقرأ ككل ولا تتجزأ
عندما تحدث القائد حميدتي لقواته في جبل اولياء في بداية الحراك الثوري في ديسمبر ٢٠١٨ تغيرت معادلة الشارع وعندما التقي قيادات سياسية واجتماعية في داره في يونيو ٢٠١٩ تبدلت حالة الجمود و الاحتقان السياسي وتم التوافق بين مكونات الثورة واحسب ان هذا اللقاء سيشكل برنامج عمل للفترة المقبلة
…..نواصل

 

مصطفي مكي العوض
صحيفة الوطن

اترك رد