الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
<
p style=”text-align: justify;”>
بالأمس أربعة طُرُق تُؤدي الي سفارة السودان بالقاهرة تم إغلاقُها بقوات الأمن المصري المُدججين بالعِصِي والهِرَوْات وعلي رأس كُل شارع ضابط برتبة رفيعة لواء أو عميد فلم يعُد بمقدور السودانيين العالقين بمصر الوصول إليها لمُتابعة قضيتهِم ، مقاطع (فيديو) تحكي المُعاناة قالت إحدي النساء وهي ترفعُ وُريقة هزيلة هي كُلِ ما استطاعت أن تحملهُ قالت أنها تُريدُ العودة لوطنها وتحدّثت بحُرقة قائلةً نُريدُ أن نُدفن بمقابرنا لا بمقابر الصدقات بمصر .
بالأمس كتبنا أن أخباراً غير مُؤكدة تقولُ أن الحُكومة بصدد فرض رُسُوم بالدولار لمن يرغبُ في العودة بتحمل تذكرة السفر وتكلفة الحجر الصحيّ لأربعة عشر يوماً لكل يومٍ مائةُ دُولار ، ولكن بالأمس (الأحد) بدلاً من مقابلة العالقين من قِبل مُوظفي السفارة وتبصيرهم بمسعاها أو عجزها أو حتي مُمَارسة بيعُ الوهم والوعد الكذوب كعادتها أرسلت لهُم الأمن المصري ليحُولَ بينهم وبين سفارة يُفترض أن تحُولُ هي بينهُم وبين أمن دولة المقر وقناعتي مهما حاولوا تسويق المُبررات من خرق الحظر الصحيّ أو غيره فلن يأتي الأمن المصري إلاّ بطلب السفارة فوتيرة الحياة تسير طبيعية و راتبه بمصر ولهُم مِثلُ الذي علي المصريين مِن التِجوال والحَظْر .
سبق أن كتبنا عن هذا الملف ثلاثة مقالات أوصلنا صرختهم لرئيس مجلس السيادة الفريق أول (البُرهان) ولكن للأسف ذهبت (وامُعتصماهُم) أدراج الرياح تحت تهديد (الكُورُونا) فى ظل سيادة دولة أصبحت تحت رحمة حُكومة عاجزة ، أصبحت هي الأخري تحت رحمة وزارة صحّة فاشلة عطّلت كُل خُطّة ومُبادرة ولزِمَت منازلها إلا من مؤتمر (أكرم) الهزيل الذي (برأيي) هو من يُدير الدولة هذه الأيام ، كُلّ الدول يا سيدي تعاملت مع الوباء بخُطط وخُطط بديلة إلا حُكومة السُودان فحتي المُبادرات الأهلية وأدتها في مهدها حتي لا تُنعت بالفشل وتغافلت بشقيها المدني والعسكري جميع مبادئ المسؤوليةالوطنية والشهامة والمروءة ، فأصبح مواطنيها بمصر مثاراً للشفقة ومحلاً للصدقة ! ولن يُكابدُ الصبابة إلاّ من يُعانيها ولن يحِسُ بألم هؤلاء إلا من عاش بمصر يوماً ما مِنْ أمثالنا فنحنُ الذين نعرف جيداً ماذا يعني لك يوماً واحداً بمصر وأنت بلا مال ولا مأوي ! و لا نلُومهُم ونعرف أن (الفيهم مكفيهم) فمع ضيق العيش والمساحة إضطرّت معها حُكُوماتهِم المُتعاقبة لتبني برامج طموحة لتحديد النسل ! وهذا شأنهُم .
ولكن ما يهُمُنا هو إنساننا العفيف الذي ما عُرف مُتسولاً ولا ذو يدٍ سُفلي إلاّ في ظِل هذه الحُكومة البائسة ، وهاهي أبوابُ الحُكُومة وقد أوصِدت أمامُهُم كما مُدِدَ إغلاق مطار الخُرطُوم بالأمسِ حتي الواحد والثلاثين من هذا الشهر ، وقلنا كان بإمكان (البُرهان) أن يُدخلهم عبر الطيران الحربي كما حدث معنا في الثمانينات القرن الماضي عندما كُنّا طُلاباً هُناك وقُلنا أن هُنالك الكثير من الحُلُول المُتاحة ولكن أين مَنْ يُمسك بالورقة والقلم ويجلس ليُفكر! فمهما كانت الصُعُوبات فلن يعدم الناسُ الحُلُول إذا توفرت الإرادة الصادقة ، فالتصنيف والفرز وفرز الحالات المرضية والعاجلة وكبار السن والأطفال والعجزة كُلها أساسيات حتماً سيصلُ الناسُ عبرها لمُعادلة لترتيب أولويات العودة .
نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (برأيي) هو الرجل المأمول و (جمل الشيّل) الذي يجب أن يُحال اليه هذا الملف الذي أرهق حُكُومة (حمدوك) حتي أوردها مَبارِك الإبل كما أرهقها الملف الإقتصادي من قبل وأحالته للفريق (حميدتي) ، فقناعتي أن للرجلُ نخوة وشهامة وصدِق ولا يقبل أنصاف الحُلُول وله إرادة وكلمة فإذا وعَدَ فَعَل وإذا فعل أتْقَن وصَدَق ، الفريق (حميدتي) لن يَعدَم التَصْرُف فلا الوسيلة و لا المالُ ولا الرجالُ ولا (الزّامله) ستُعجِزهُ ، العالقون لم يطلبُوا درهماً ولا ديناراً بل طلبوا العودة لديارهم مُعززين مُكرمين بعدما كابدوا العَوْز والفقر والمسغبة في صبرٍ وجلد طيلة الشهور الماضية ، لا يستحقُون كُلّ هذا الإهمال والإنتقاص من حقهم في العودة الى وطنهِم وقناعتي أن مُعاناتِهم إذا وصلت للفريق (حميدتي) فقد إنتهي الأمر! فحصٌ طِبي ومراكز للعزل بالتضامن مع مُبادرة رجل الأعمال (البطحاني) وآخرين ستُسهِل المُهمة ، الشباب وذوي التحمل يعودوا عبرالبرّ وللدعم السريع تجارب ناجحة في هذا المجال وبإمكانه قيادة الحافلات من الحدود المصرية وحتي مراكز العزل رغم أنهم أصحاء ولم تظهر بينهُم إصابات ولله الحمد ، أمّا العجزة وكِبار السِنْ والمرضي فما المانع أن يُفتح لهم المطار ليومٍ أو يومين كما حدث للقادمين من دولة الأمارات المتحدة ، الفريق حميدتي لن يبخل بالمال والرجال علي أهله ويجب أن تتضافر معه جهود الخيريين ويُنْهُوا مُعاناة أهلهم فكفي ما لحقهم من ذُل ومهانة وطردٌ من السكن حتي عَدِمُوا ثمن الرغيف الناشف فهل يرضى (حميدتي) أن يُتصدق علي أحفاد النعيم ود حَمَد وعُصار المَفْازة وأهل كِسوة الكعبة هل يرضي لهُم أن يفترشوا أرصفة شوارع القاهرة يُكابدون الحياة بصدقات المُحسنين وهو ثاني اعلي سلطة في البلد؟ هل يرضي حميدتي ذلك لأهله؟ فما من مشكلة إلاّ ولها حلّ ولكن أين الرجال؟ حولوها للفريق وستروا ما يسُرْكُم وهذه قناعتي .
قبُل ما أنسي:ــ
لا تُحدثُوني عن حُكُومة (حمدوك) فكفاها سُقُوطاً ذُلْ أهلنا بالقاهرة وسنكتُبُ حتى يَعُودُوا
بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
The post السودان: العيكورة يكتب: وصِلُوها (حميدتيّ) وسيحلُها appeared first on الانتباهة أون لاين.