الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
السودان كالسفينة التائهة في بحر محيط فوق الماء. تسوقها الرياح على أمواج هادئة احيانا، ومتلاطمة في أحيان أخرى، في جوفها ما تحمل من خيرات، ومن فيها من ركاب باللّه مؤمنين، ولرسوله محبين، وفيما بينهم متواصلين، وبروح المودّة متراحمين ، وبروح التسامح متعايشين حتى مع الذين اختلفوا عنهم في اللون واللسان وتباينوا معهم في الهوية والأديان. فاكرمهم الله يحفظه، واحاطهم برعايته، ووسعهم برحمته.
مصيبة هذه السفينة الكبيرة وركابها في الربان ، فقد ظل يتهافت على قيادتها من يريدون الزعامة، ويتنافس عليها من يدّعون المعرفة، ويتصارع عليها من يتكالبون على القيادة، فإذا وصلوا للدفة حار بهم الدليل، وتفرقت بهم السبل، فصاروا يتخبطون، ولا يدرون ماذا يفعلون. فظلت السفينة تترجح لأكثر من ستة عقود بعد الاستقلال بين هذا وذاك، إلى أن قفز إليها القحاتة إلى قيادة السفينة، فكانوا أسوأ السيئين، فلا هم ساروا بها في الطريق الصحيح الذي ينجي السفينة ليصل بها إلى بر الأمان، ولا حافظوا على ما كان بين ركابها من أمن وتسامح، ولا تركوهم يقتاتون من البحر تحتهم بما يأمنهم من جوع، وفوق ذلك زرعوا بينهم الفتن، فسادت بينهم العداوة، وشب بينهم النزاع، وبدأ بينهم الإقتتال، و ربنا يستر عليهم قبل أن يختلط الحابل بالنابل.
وقحت وحكومتها يرون ما يحدث وهم بالدفة متمسكون، وبالقيادة متشبثون، ، فلا وازع لهم من ضمير ، ولا راد لهم عن منكر، بل هناك من يشيد بأفعالهم وإن كانت عمالة وخيانة، وينمق لهم حديثهم وإن أنكر للقرآن والسنة، ويزين لهم لباسهم وإن كان لا يوارى سوءاتهم ولا يستر عوراتهم، إنهم المطبٍّلون من كتّّاب وإعلاميين، مغشوشين كانوا أو مأجورين، أو من أصحاب الهوى أولياء الشياطين.
وكانت ثالثة الأثافي في قيادتهم للسفينة أن استدعوا الذين يأخذون كل سفينة غصبا، ليسلّموها لهم لقمة سائغة، بما فيها نعم، ومن بها من ركاب، وهم يعلمون أن هؤلاء إذا دخلوا سفينة أفسدوها وجعلوا أهلها أذلة، ويسلبون ما فيها نعم، ويلقون من فيها من ركاب في ظلمات البحر، وهكذا تصرّ قحت على أفعالها كرهوا ما أنزل اللّه فأضل أعمالهم وأعمى بصيرتهم وباعوها السودان بمن فيه وما فيه. .
فماذا بعد… !!!؟ وهل من سبيل للإفلات من تلك المصيبة التي جثمت على ظهر السفينة وقيادتها، وهل من طريقة نتفادى بها الهاوية، ويتحاشى بها شعبنا الهلاك…!!!؟
نعم علينا برفع أكفنا للّه العلىّ الكبير، ذي القوة الذي على كل شئ قدير، وعلينا الاجتهاد في الذِّكر والدعاء، والجهاد بما نستطيع من قوة، وهنا يبرز الدور الكبير الذي يقع على عاتق قادة قواتنا مسلحةوعلينا. أن نقف في صعيد واحد لنعيد سفينتا إلى جادة الطريق للوصول بها إلى بر الأمان ولا يتم ذلك إلا بأيدينا، فمن لم نستطيع فبلساننا، فمن لم يستطع فبقلبنا، وهذا أضعف الإيمان. ولن يتخلّى عنّا ربنا، وإنه على نصرنا لقدير
The post السودان: أحمد السعران يكتب: السفينة تغرق فهل من مغيث؟ appeared first on الانتباهة أون لاين.