الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
<
p style=”text-align: justify;”>
سأنقلك عزيزي القارئ لتحكم بنفسك على سلسلة أخبار وتصريحات الكل ينفى الآخر وجميعها صادرة من الحكومة وخلال (24) ساعة فقط بدأت من منتصف ليل الثلاثاء الماضى وحتى مُنتصف ليلة البارحة الأربعاء . يقولُ الخبر الأول الذى أوردته صحيفة (متاريس) الالكترونية وتُؤكد أنها حصلت على نُسخة منه ونُشرْ مُنتصف ليلة الثلاثاء ، أن السيّد عُمر مانيس وزير شؤون رئاسة مجلس الوزراء قد وجه خطاب لوزيري المالية والعمل يُفيد بتراجع الحكومة عن زيادة المُرتبات وأن فتويً قد صدرت من المحامي العام بعدم إمكانية تنفيذ إلتزام الحكومة لعدم تضمن تلك الهيكلة للمستشارين القانونيين بوزارة العمل و أعضاء النيابة والسُلطة القضائية و وجّه الخطاب بإيقاف أي زيادة و(متاريس) تُؤكد أن بحوزتها نسخة من هذا الخطاب ! ظَلّ هذا الخبر (لافِىّ) طيلة يوم أمس وتداولته الكثير من الوسائط بالتحليل تارة و بالتذمر والإمتعاض من الفئات المُتضررة تارةً أخري . وفي أمسية الأربعاء الساعة الحادية عشر والنصف مساءاً تقريباً أوردت الأخبار علي لسان وزير المالية الدُكتُور إبراهيم البدوي أن بُشري سارة حول الهيكل الإداري الجديد وأن وزارته تنفي أي منشور من السيّد مانيس وأن وزارته قد شرعت في صرف رواتب شهر مايو مع منحة العيد ! (فجأة كده طقش) ود البدوي عُمر مانيس من الخلف كما يكررها شقيقنا الباشمهندس الهندي محمّد علي (فجأة كدا مسك ليّ فرملة) ! الهندي يقود سيارته دائماً بسرعة ولا يترك مسافة كافية بينه وبين العربة التي أمامه وكل حوادثه يكون هو (الطاقش) و بذات المُبرر (فجأة كده) كما حدث بين ود البدوي و عمر مانيس ! هذه واحده .
أماّ الثانية فمُنذُ الثلاثاء والأخبار (تلف وتدور) أن إجتماعاً ضمّ المجلس السيادي ورئيس الوزراء بصحبة وزيرين أثنين لم يُسميهما الخبر مع مركزية (قحت) إتفق الإجتماع علي إقالة وزير الصحة أكرم التوم ، و أيضاً تم الإتفاق علي تسمية وزير الدفاع الجديد ، بل وأن السيادي أورد هذا الخبر المُركّب بمواقعه الرسمية بعد فترة قصيرة جداً تم سحب تدوينة الخبر من الموقع دون إبداء أسباب لذلك مما إضطرّ المواقع الإخبارية الإشارة الي ذلك بدهشة وإعتذار ، ثم ظهر وزير الإعلاع عقب إنتهاء إجتماع مجلس الوزراء (لاحظ عزيزئ القارئ كُل هذا ليلة البارحة الأربعاء) ليؤكد أن لا صحة لتداول خبر إعفاء وزير الصحة وأن الأخبار المتداولة لا أساس لها من الصحة وإن كان لم يُخفي أن هناك تبايُن وإختلاف في وجهات النظر حول آداء الوزير كما ذكر عُضو السيادي (تاور) ذات النفي المغلف بضعف الأداء ولكن إتفقت الأطراف أن قرار الإعفاء لم يصدُر بعد . بعدها بأقلّ من ساعة أعاد المجلس السيادي تدوينة الخبر مرّة أخري علي موقعه مؤكداً الاتفاق علي الإعفاء وأنه وجهه رئيس الوزراء بإتباع الوسائل الدستورية لتنفيذه. إنتهت (المُطاقشة) التى أربكتْ الإعلاميين و وكالة السودان للأنباء (سُونَأ) خلال اليوميين الماضيين ولسان حال الكثيرين منهم يقٌول (معليش أعذرونا يا جماعة) فهذه مواقع وتصريحات الحكومة الرسمية تتخبط هكذا ولا سبيل لنا أنْ نستجوب وزير! فتحملونا يا جماعة و أمسحوها في وشّنا . نعم هذه حكومة (قحت) او الصبية سمِها ماشئت هكذا يُدارُ السودان وليُسجلُ التاريخُ ذلك .
قبُل ما أنسي : ـــ
تذكرت حبوبتنا عندما تعطينا نقود لنشتري حلوي فنكون فرحين جداً وقبل الذهاب للدكان يُحدد كلٌ مِنّا ماذا يُريدُ شراؤهُ ثم نُغير رأينا ونعود إليها مرة أخري لنخبرها وما أن نصل باب الحُوشّ حتي نعودُ مرة أخري لنُخبرها أن فلان لا يرغب في شراء الحلوي الفلانية لان أخر سيشتريها وفى كل مرة تقولُ لنا (سمح امشو) وبعد ينفد صبرها من تغيير الآراء كما تفعل الحكومة . تضع كفّها الأيمن أسفل حنكها وتصُرّ عينها قائلة هيّ وتمد الياء طويلاً (هيّ يا يُمّة يا حليل أبوي) وعندها نفهم أن الحَاجْة (قفلت معاها) من كثرة تردُدنا في القرار فنولي راكضين صوب الدُكان ، وزراء حكومة حمدوك يفعلُون كذلك بالإعلاميين كما فعلنا بحبوبتنا .
وأخيراً …
إذاً يظل الخطاب المُبعثر والمتناقض هو من أكثر المشكلات المُعقدة التي تواجه هذه الحكومة ولعل مردّ ذلك للتنافر (الآيدولوجي) والنظرة الحزبية الضيقة التي يُخفيها كُلٌ عن الآخر ويمارسها في الخفاء ولا أشُكّ مُطلقاً لو أن مجلس الوزراء أراد مُناقشة أمرٍما فإن هُناك ما يفوق الأربعين إجتماعاً بمزارع الخُرطُوم ستسبقه لمكونات الحُكُومة كُلُهُا (بالعراقي الخفيف) ينفُثُون الهواء الساخن ينتقدون شركائهم من (قحت) والعساكر و(تُجُم) وإذا وقفوا أما (المايكرفونات) تعانقوا في ودٍ كاذبٍ يُخفُون الحقيقة .
بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
The post السودان: العيكورة يكتب: أتفقُوا علي رأيّ واحد يا جماعة! appeared first on الانتباهة أون لاين.