في تصريح اخير للاخ وزير الاوقاف قال فيه اننا علي وشك ان نقنع حكومة امريكا برفع العقوبات علي السودان ويفهم من كلامه اننا اوشكنا ان نطبق في بلادنا الاسلام الذي تريده امريكا .انتهي كما ان للاخ الوزير تصريحات سابقة تدل علي عدم خبرته السياسية وعدم المامه حتي بعلوم السياسة الشرعية وهو لا يتحدث الا في غير اختصاصه .
نحن كنا نتوقع بعد ثورة ديسمبر التي قيل عنها ( انها ثورة ابهرت العالم ) ان تتكون لدينا حكومة كفؤة تتخلص من مشاكل السودان التي تسببت فيها وتتسبب فيها نخبنا الكسولة المستلبة فكريا للفكر الغربي والشرقي الاستعماري (الراسمالي والشيوعي القديم الذي تركه الان من اخترعه) نخبتنا التي تبالغ في اطراء نفسها وتقول بانها افضل نخبة سياسية في عالمنا العربي مما يجعلها تفشل كل مرة في تكوين ادارة تتمكن من تطوير البلاد، فاذا قارنا بعدالة فان ثورة الجزائر مثلا كانت افضل بكثير من ثورتنا وعلينا ان نتواضع ونتعلم منها.
لعل الاخ وزير الاوقاف لا يعلم ان امريكا تدعي انها دولة علمانية وتخدع شعبها بذلك قبل شعوب العالم الساذجة، ولكنها في حقيقة الامر دولة تحكمها حكومات صهيونية يهودمسيحية متطرفة تعادي الاسلام الصحيح وتريد ان تستبدله باسلام محرف.
وفي تصريحات قديمة قال كبار المخططين الصهاينةللحكومات الامريكية مثلا (اننا بعد ان هدمنا الاتحاد السوفيتي لم يتبق لنا الا هدم الحكومات التي تريد ان تحكم بلاسلام) وفي تصريح اخر قالوا (اننا سنعمل علي ان يحكم الدول العربية حكام عرب مزدوجي الجنسية.. امريكان عرب او اوربيون عرب) بمعني ان حكام الدول العربية لابد ان يكونوا انصاف مسلمين وغير ملمين باحكام الدين الاسلامي وبالذات بالطرق الحكمية الاسلامية والسياسة الشرعية، ولعل الاخ وزير الاوقاف لصغر سنه ومحدودية ثقافته التي بانت من افعاله واقواله لا يعرف ذلك ونرجوا منه ان يراجع نفسه عملا بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: (لا ينبغي للمسلم ان يذل نفسه ،قالوا : وكيف يذل نفسه يا رسول الله، قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق) او كما قال.
علي الاخ وزير الاوقاف ان يعلم ان امريكا حاصرت السودان منذ ان اعلن نميري تطبيق الشريعة الاسلامية بان اوقفت مشروع استخراح النفط وسلحت جون قرنق وامثاله (لاستنزاف السودان من الدول المجاورة) وهذا هو بالنص ما قالته مادلين اولبرايت في مطار الخرطوم بكبر وتعالي عندما رفض البشير مقابلتها تطبيقا للبروتكول.
علي الاخ الوزير ان يعلم ان السياسة الخارجية ليست من ضمن مهامه وانه لو حول السودان لدولة صهيونية العقيدة لن تعطية امريكا الدولارات حتي لا يصبح مكتفيا ويستغني عن امريكا ويصبح دولة (مارقة عن المجتمع الدولي) كما كانت امريكا تصنف حكومة البشير ولو ان امريكا كما تدعي انها دولة تدعو للسلام والديمقراطية لكانت قد دعمت حكومة عمه الصادق المهدي المنتخبة عام 86 … بل كانت امريكا هي من اسقطت تلك الحكومة بتسليح قرنق ثم بتاييد انقلاب البشير عليه. انا هنا كمراقب محايد لا اتعصب لحزب او رئيس حزب او سياسي بعينه لا اريد ان اجتر الماضي لتاييد هذا علي ذاك ولكني اسرد ما مضي لعل شبابنا ياخذ العبر ويحسن خططنا للمستقبل. وقبل ان اغادر نصيحتي للاخ وزير للاوقاف اقول لنقارن مدي خبرة ومؤهلات وزير اوقافنا الحالي باي وزير مماثل عينه البشير ،او اي وزير اوقاف في اي بلد عربي ؟ وارجو ان يكون اخي الوزير قد فهم الان ان امريكا دولة شعبها مغموس في الرفاهية لا يعرف عن غيره من الشعوب كثيرا، فقط هو يعرف انه تحكمه اقوي واغني حكومة في العالم يمكنها ان تدمر اي شعب اما بتجويعه بالحصار او بقتله بوحشية باسلحة الدمار الشامل وان امريكا يحكمها رجال يملكون شركات عابرة القارات تعادي الاسلام لاغراض اقتصادية لان الاسلام يجعل المواطن في بلادنا يجاهد دون ماله فان قتل فهو شهيد ، وماله هنا هي ثروات السودان التي ظلت تنهبها امريكا وشركاءها ومن قبلهم بريطانيا فلما جاءت حكومة المجاهدين حاصرتها امريكا واسقطتها وتم تكوين حكومة كحكومة حمدوك التي تجعل الشعب يزداد يقينا بنظرية المؤامرة وان ثورة ديسمبر جاءت نتيجة حصار اقتصادي امريكي قصد منه جعل السودان مثالا لتخويف الدول العربية والافريقية التي تريد ان تستعين بخالقها وتحرر قرارها وتعيش كغيرها من الدول التي تنتج وتتبادل السلع بندية مع دول العالم الاخري. ولعل ذلك ما يجعلنا نفهم لماذا ترفض بعض مكونات قحت التي كان يرعاها سفراء امريكا وبربطانيا في ساحات الاعتصام ،ترفض اجراء انتخابات مبكرة تأتي بكفاءات وطنية ليست لها اي انتماءات حزبية سابقة.
من وجهة نظري الشخصية التي ناديت بها قبل واثناء ثورة ديسمبر ان الحكومة الاخيرة التي شكلها البشير وتولي معظم حقائبها وزراء اكفاء من خارج المؤتمر الوطني كانت هي التي ستدير انتخابات مقبولة في ابريل 2020 وتتدرج بالسودان للامام لتحقيق استقرار متتالي في المستقبل.
ولكن قدر الله وما شاء فعل وخسر السودان ارواح شباب من الثوار ومن القوات النظامية لن تعيدها لجان ولا ديات ولا محاكم قصاص بل ولدت شعارات الثورة احقاد وضغائن بين الاسر وربما داخل الاسرة فماذا استفادت اسرة الاستاذ احمد خير غير فقدان ابنها وهل مقتله حرر السودان من مستعمر ، وخسر السودان سنين واموال واصبح الشعب في جدل يتحسر علي المعارك الاعلامية التي تدور في الصحف ووسائل التواصل بين شبابنا الذي خسر كثيرا جراء ما حدث اقلها مثلا تخريب جامعة الخرطوم وتعطيل الدراسة لذلك كنا نقول وقتها بنصح البشير وحكومته نصيحة شرعية وليس الخروج عليه كما حدث بتعبئة من فضائيات المخابرات الغربية الموجهة لنا بالعربية ووكلاء الصهاينة في وسائل التواصل.
الان ثم ماذا بعد ؟ علينا ان نتعلم من اخطاءنا وان ننتخب من ينوب عنا ثم ندع الامر لاولي الامر وننصرف كل منا لاتقان عمله وان نمنع سريان نظرية المؤامرة فينا بان ننتج ونغير ما بانفسنا حتي يغير الله ما بنا لنعيش بالشوري الاسلامية حياة افضل من التي يحياها غيرنا بالديمقراطية الغربية او الشيوعية الالحادية.
The post السودان: نصر رضوان يكتب: من الذي شكل حكومة قحت؟ appeared first on الانتباهة أون لاين.