اخبار السودان اليوم

السودان: د. معتز صديق الحسن يكتب: الطرد من المنابر

* يقول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه: (اذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت). (ومن مس الحصى فقد لغا).
* استحضرت هذين الحديثين الشريفين مع مشاهد موثقة بالفيديو كانت من ضمن مجريات أحداث الثورة الأخيرة.
* فقد شهدت العديد من المساجد في أنحاء البلاد المختلفة إرغام الإمام -من قبل المصلين- على النزول جبراً من المنبر وقطع خطبته لصلاة الجمعة.
* فهل صادف على مر التأريخ الاسلامي أحداث الطرد من المنابر لأحدهم كمغضوب عليه وصعود آخر مرضي عنه ليكمل الخطبة والصلاة؟
* مما يطرح العديد من الأسئلة المحتاجة -بحق وحقيقة- لإجابات صادقة ومنصفة من علماء الدين لا علماء السلطان.
* هل أمثال هؤلاء الأئمة خاطئون بالحديث والدفاع عن نظام ينتمون إليه لكنه أسقط هتافاً وعملاً بكلمة وسلاح “تسقط بس”؟
* أم أنهم يجهلون أو يتغافلون عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة من تقدم قوماً وهم له كارهون …الخ الحديث).
* أليس لهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة عندما وصفه صحابته رضوان الله عليهم بأنه كان يتخولنا بالموعظة الحسنة مخافة السآمة علينا باختيار القول المناسب في المكان المناسب؟
* لذا بدلاً من أن يكون الإمام معالج لمشكلات المجتمع ويسمع لقوله ويطاع فكيف يصير بنفسه جزءاً من أزماته والمؤجج لها؟
* وهنا نسأل هل يجب على الأئمة عدم إظهار الألوان السياسية والحزبية فهي شأنهم الخاص ولا يجب إقحامها في المنابر؟
* مع فارق التشبيه فالمشاهير في النشاطات المختلفة يتجنبون مثلاً إظهار ميولهم الهلالابية أو المريخابية للحفاظ على جمهورهم من الجانبين.
* مع مراعاة الفارق الكبير بين المثالين وبما أن الكثير من الأئمة يحوذون الشهرة في إتقان التلاوة والخطابة الفصيحة فهل واجب إخفاء إنتماءاتهم وميولهم؟
* طبعاً المقصود هنا الميول الدنيوية المختلف عليها لكن العلوم الدينية المتفق عليها المرجحة بالأدلة فالواجب إظهارها والدعوة إليها وعدم التستر عليها.
* وفي الجانب الآخر هل المصلون يشاركون بنسبة كبيرة في الخطأ وكان من الواجب عليهم الاستماع إليهم إضطراراً لحرمة المكان والزمان؟
* وبعد الفراغ من خطبتهم يطلبون منهم بالتي هي أحسن وينسقون مع الجهات الرسمية غير المتحيزة بعدم صعودهم للمنابر في مرات قادمة.
* بدلاً من مواجهتهم بالهتاف والصراخ الغاضب والاشتباك بالأيدي معهم فإن لم يسد الهدوء والحكمة وأدب الإختلاف في مساجدنا فأين نجدها وأين تسود؟!
* فهل هذه التصرفات هي فجور في الخصومة من قبل المصلين؟ أم هي استهزاء واستخفاف من الأئمة بعقول الناس قبل مشاعرهم؟
* أخيراً لا نملك إلا أن نسأل الله أن يرزقنا الثبات على كلمة التوحيد وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. آمين يا رب العالمين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

The post السودان: د. معتز صديق الحسن يكتب: الطرد من المنابر appeared first on الانتباهة أون لاين.

Exit mobile version