اخبار السودان لحظة بلحظة

مالكم .. كيف تحكمون ؟ (4)

نعتذر لقطع التسلسل في مادة العمود بحلقاته الثلاث وبالخط أعلاه، لنخصص حديثنا اليوم عن  فضائياتنا وبعض برامجها الرمضانية.

وأذكر أننا فعلنا ذات الشئ؛ يوم أن كتبنا عن أم فضائياتنا القومية في ثالث أيام الشهر الفضيل متناولين ما حدث من تقديم آذان المغرب، قبل مواعيده الرسمية، ووصفنا ذلك بأنه (كارثة الفضائية).. وطالبنا (وقتها) بفتح تحقيق عاجل.

وإن كنا قد اضطلعنا على ما رشح من أخبار بالمعالجة ومحاسبة المخطئ؛ والذي قطعا هو ليس واحد في شخصه حسبما رشح، بل أكاد أجزم وأقطع بأن الخطأ يقع على عاتق ومسؤولية أكثر من شخص وأكثر من إدارة،  باعتبار أنه خطأ مشترك يحتمل ويتوجب محاسبة جماعية..ونرجو أن نسمع مايفيد في هذا الخصوص.

واليوم أخصص هذه المساحة للحديث عن بعض فضائياتنا العجيبة وبرامجها الرمضانية، فقبل أيام شاهدنا بإحداها حلقة عن الفنان الكبير الراحل المقيم الأستاذ عبد العزيز المبارك، وجئ بالمغنواتية من كل حدب وصوب وبكل الألوان والأشكال والأزياء تتوسطهم المذيعة، (ويلا يا غني).. وأحسب أنهم كانوا يغنون في وادٍ، وغناء الراحل المقيم، عبد العزيز المبارك، في وادٍ آخر.

ويقيني أنهم لم يسمعوا بمناجاة تائب وليل الغريب والكوكب الفضي وآخر العشرة والبسمة ديك ووصية محب وصبرنا كتير على الأشواق وعبير زهر البنفسج.

وأقل مايمكن أن توصف به هذه الحلقة، بأنها ضعيفة من حيث إعداد المادة والأداء.. وواضح أن المذيعة لم يكن لديها معرفة أو معلومات كافية عن السيرة والمسيرة الباهرة والباذخة للراحل المقيم عبد العزيز المبارك.. فقط أكدت أن أحد قمصان الراحل المقيم أخذ اسمه وشهرته من أحد الأغنيات (تحرمني منك)، وهذه المعلومة ذات نفسها، ليست من بنات أفكارها، وإنما رفدها وسراها بها أحدهم في كواليس البرنامج والتسجيل.

وددنا لو كان الحديث عن الراحل المقيم عبد العزيز المبارك، أكثر من ترديد أغنياته بهذا الأداء الباهت، ولأن سيرته ومسيرته فريدة ومتفردة بل واستثنائية.

هذه السيرة كانت تحتاج لسرد تاريخي وفني لبداياته الرائعة والمميزة بود مدني وقدومه للخرطوم وقصة إجازة صوته وانطلاقته القوية ومسيرته الفنية الرائعة والباهرة، مستصحبين معهم أحد الشعراء الكثر الذين تغني لهم -(كالحلنقي مثلا) – وأحد الملحنين الأفذاذ الذين لحنوا له (كعمر الشاعر)، أو بشير عباس أو الفنان القامة الطيب عبد الله، وهذا كان سيثري البرنامج ويعطي معلومات تفيد المشاهد وجوقة البرنامج.

قد يكون زمن البرنامج لا يسمح بكل ذلك، لكن كان من الممكن أن تستمر الحلقة لأخرى أو أكثر.. لتعم الفائدة وتكون المادة المقدمة بقامة وقيمة فنان مختلف، كالراحل المقيم الأستاذ عبد العزيز المبارك.

شؤون:

في بداية أيام دراسة الراحل المقيم عبد العزيز المبارك بمعهد الموسيقى والمسرح، زامل وصادف الشاعر الأستاذ عبد المنعم حسين خليفة، (من أبناء بربر) حياه الله وحفظه ورعاه، وكان نتاج هذه الصداقة والعشرة والزمالة التحفة الفنية الرائعة (تحرمني منك)..وبعد الرحيل المر والمفجع، كتب عبد المنعم حسين، مرثية وبكائية مدهشة  (رحل الصدي).

ويقينا نقول :  مالكم .. كيف تحكمون ؟.. وليتهم .. كانوا يعلمون..

شجون :

الابتسامة الحلوة وين

الليلة ما عادت هنا

لون الفرح يشاف حزين

وجفت عناقيد الهنا

غاب التقول غاب السنين

والفرقة ما تمت سنة

ولسه العشم فيك يازمان

لو درت تاني تلمنا

صحيفة مصادر

اترك رد