من أوائل اللقاءات التلفزيونية التي اجريت معه، امسك القراي كتاب العلوم الهندسية .. انا كمهندس توقعت أن الرجل الآتي من أمريكا سيقوم بمقترحات تنقيح واضافات للمنهج الهندسي ليواكب احدث تقنيات العالم .. لكنه ترك المنهج الذي اتضح انه لايهمه انما يهمه ان يمسح كل ما له علاقة بالاسلام ولهذا جئ به، فامسك بالمقدمة وقال (كيف يكتب فيها ان هذا الكتاب معد لتخريج مهندس مسلم وطني لبناء دولة العلم). اود ان اذكر القارئ بان هذا المنهج خرج الاف المهندسين منهم مثلا ثلاثة الف مهندس يعملون الان في التصنيع الحربي، قاموا بصناعة احدث الاسلحة محليا وعندما ظهرت كورونا قام بعضا منهم بتصنيع احدث الاجهزة الطبية والان يقوم بعضا منهم بتصنيع مواد غذائية وكل هذا من اجل السودان وسيبقي في السودان ولن تاخذه معها حكومة. لو كان تصرف القراي هذا شخصي لقلنا يجب ازالته لكن واضح ان كل منظومه قحت تعمل ضد الاسلام بحجة ان بعض الافراد في الحكومة السابقة سرقوا بعض اموال الدولة !؟ نحن كمواطنين نقول ان كل من سرق لابد ان يحاكم بواسطة القضاء كما يحدث في كل دول العالم وليس بواسطة لجان تسئ للقضاة وتعتبر كل من عمل في السلك العدلي والقضائي في السنوات الماضية انسان فاسد ! ان اللجان التي تحتل التلفزيون الان تعتبر كل قاضي سوداني فاسد وتشكك في ذمته وهي تريد ان تحاكم المتهمين في محاكم اجنبية بدعوي ان القضاء السوداني فاسد او غير مؤهل وانتم تسمعون ما يردده البعض حتي عن رئيسة القضاة والنائب العام الذين تم تعيينهم بعد الثورة.
اننا لابد ان نغير مفاهيم الممارسة السياسية في بلادنا بحيث نفرق بين الدولة التي هي دولة كل السودانيين والحكومة التي يشكلها الشخص او الحزب الفائز وتتغير كل اربع او خمس سنوات بارادة الشعب. اذكر انه بعد ثورة ديسمبر قال قادة الجيش وقتها اننا يمكن ان نسلم البلاد لحكومة منتخبه فورا وبعد ستة اشهر ، ولكن اليساريين في قحت الذين استولوا علي الثورة من الشباب قالوا لا اننا نريد ان نقيم انتخابات بعد اربعة سنوات ،فاستعجب لذلك سفراء دول العالم وقالوا لاول مرة نري عسكريين يريدون تسليم السلطة سريعا ونري مدنيين يريدون تاخير الانتخابات.
الان لقد ان الاوان لان يحسم شعبنا امره ويجمع علي ما يراه ولاة امورنا خيرا للبلاد والعباد ونحن نلمس الان اغلبية وطنية بما فيها حزب الامة وحزب المؤتمر السوداني تؤيد اقامة انتخابات مبكرة ينتج عنها استقرار البلاد.