
حوار: محمد عبد العزيز
قترحنا قبل طلب حمدوك تكوين بعثة مشتركة لكن دول غربية لم تقبل
نأمل في اتفاق سلام شامل قبل نهاية العام
ما يزال الجدل محتدماً حول طلب الحكومة الانتقالية من الأمم المتحدة مساعدة السودان بموجب الفصل السادس عبر بعثة سياسية، وسط أصوات معارضة ترى أنها بمثابة وضع للبلاد تحت الوصاية الدولية، رئيس الوزراء السوداني علق على المسألة : “السودان اليوم هو تحت وصاية الأمم المتحدة ونحاول إخراجه من هذه المسألة من الفصل السابع إلى الفصل السادس”. وأشار حمدوك إلى وجود الأمم المتحدة في البلاد منذ أكثر من “10” سنوات، ونوه إلى أن السودان يُدار حالياً من الأمم المتحدة تحت الفصل السابع، وقال “ما فعلناه طلعنا السودان من الفصل السابع إلى الفصل السادس وهذا يتيح للدولة السودانية أن تطلب من الأمم المتحدة ما يمكن أن يُنفذ في السودان بإرادة سودانية وليست بإملاء من الأمم المتحدة “. وأضاف “طلبنا من الأمم المتحدة أن تساعدنا بموجب الفصل السادس وهو يأتي بتوافق معنا ونحنا من سنُملي عليها وليس العكس”. وأكد حمدوك أن الفصل السادس يُتيح للبلاد التعامل في القضايا المعنية مع الخبراء دون وجود عسكري في مجالات تريدها الحكومة، (السوداني) طرحت بعض التساؤلات والمخاوف حول طلب البعثة على مفوض الأمن والسلم بالاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي عبر حوار قصير عبر الهاتف من أديس أبابا، فكان ما يلي:
- كيف تنظر لطلب السودان إرسال بعثة أممية للمساعدة في تنفيذ مطلوبات الفترة الانتقالية؟
بعد استقرار الأوضاع في إقليم دارفور بدأ الحديث عن خروج بعثة يوناميد، وتوصلنا لإنهاء البعثة، وتحدثنا مع الأمم المتحدة أن تكون هناك بعثة بعد يوناميد معنية بمتطلبات السلام والدستور والتنمية وتعزيز الاستقرار والإصلاح، ودعونا لأن تكون بعثة مشتركة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، لكن دول غربية لم تقبل ذلك المقترح، وأرادت أن تكون بعثة أممية، والمسألة ستحسم في مقبل الأيام، وفي خضم هذه المناقشات أتت رسالة رئيس الوزراء السوداني بطلب البعثة.
- لماذا اقترحتم أن تكون مشتركة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة؟
اقتراحنا أن تكون مشتركة، لتقدم كل منظمة أفضل ما لديها لإنجاح عمل البعثة في مواجهة تحديات الفترة الانتقالية، مثلاً خدمة الأمن، الاتحاد الإفريقي أفضل في هذا الجانب، نحن نطالب بأن تكون مشتركة بعيداً عن الفصل السابع فليست هناك حاجة لقوات أممية، يجب ألا تكون هناك نظرة متشائمة لمفاوضات السلام في جوبا والتي تأثرت بجائحة كورونا، أمل في التوصل لاتفاق سلام شامل نهاية العام الجاري.
- ولكن الناظر لمجريات التفاوض ومواقف الحركات المسلحة يجد صعوبة في التوصل لاتفاق نهائي؟
لا يوجد حل سوى التوصل لاتفاق ، الأمر يتطلب من جميع الأطراف التحلي بروح وطنية والانضمام بقلب مفتوح وإدراك عالٍ لمتطلبات المرحلة، فبعد عام من الثورة لم ترفع العقوبات عن السودان وهذا أمر جائر وله تأثيره على الاقتصاد، لذلك لا بد من الوعي بالمصالح الوطنية العليا والترفع عما هو شخصي.
- ألا ترى أن أداء البعثة المختلطة في دارفور (يوناميد) ووصفها بالفشل هو السبب في عدم تكرار تجارب البعثة الهجين؟
لا يمكن أن تقول إن هناك بعثة نجحت بنسبة 100% فالظروف متغيرة وقد يحدث ما يؤثر على أدائها، يوناميد أدت واجبها والأوضاع في إقليم دارفور الآن هادئة باستثناء نواحي جبل مرة، ولكن العبرة في النهاية فيما يريد أن يفعله السودانيون وهم واعين بخطورة حدوث انزلاقات تؤدي لتدخلات أجنبية.
- هل تعتقد أن مجيء بعثة أممية حسب طلب السودان وفقاً للفصل السادس يمكن أن يمثل تهديداً؟
البعثة الأممية إذا أتت لإكمال جهود السودانيين وإنجاح الفترة الانتقالية عبر المساعدة والدعم والنصح في تعزيز البرامج الاقتصادية والاجتماعية وتطبيق ما اتفق عليه في الإعلان الدستوري لا يمكن أن تكون خطراً، الأمر يرجع بشكل أساسي للطريقة التي سيدير بها السودانيون عملها بتوجيهها لما يحتاجون إليه وتقليص فرص التدخل، وهذا يتطلب من جميع السودانيين أن يكون لديهم تفهم متكامل للتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتهديدات المحيط الخارجي وفرص حدوث انفلات أمني يمتد إلى أراضيهم، التغيير الذي حدث قد لا يكون حقق كل ما كان يصبو إليه السودانيون، يجب أن يلتف الجميع للعبور بأقل الخسائر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، السودانيون لا يحتاجون لدروس من الخارج، إنهم يمتلكون الحكمة والوعي لتحقيق ذلك.