تقولُ الطُرفة أن الرئيس نميرى كان فى زيارة لاحد مضارب الرُعاة ببادية البُطانة وفى أثناء حديثة كان هُنالك أحد مُلاك السعِيّة يُريدُ أن يُطالب الرئيس بحفر آبار ولا يعرف بأي صيغة يُخاطبه فصاح مُقاطعاً حديث النُميري (الحفاير الحفاير ياللُمباشا) . فأظن حال أطبائنا ليست بأحسن حال من صاحب الإبل بيد أن الأول قد وجد من يستمع إليه أما أطباؤنا فلم يصلُ نداؤهم لأنهُم يخاطبون رجُلاً يعيشُ داخل التلفاز !
وصلت لبريدى ليلة البارحة صرخة من أم لطبيب شاب يعمل فى ظروف سيئة تقول إنهم يُقاتلون بلا سلاح ولا مُعينات وأن إبنها رفض بدافع الشهامة أن ينزل إجازة كما فعل الكثيرُ من أقرانه من أطباء الإمتياز فى ظِل عجز الحُكومة عن توفير أدنى مُعينات العمل ، وعدَدْت الكثير من ضرُوب المُعاناة اليوميه ولم تُخفى قلقها على إبنها . تواصلتُ مع أحد الأخصائيين البارزين أستجليه الأمر وليتنى لم أسأله فما ذكرته أم طبيب الإمتياز كان نُقطةً فى مُحيط المُعاناة المُرة ، إصاباتٌ وسط الأطباء ومنسوبى الحقل الطبى ومنهم من إنتقل الى جوار ربه نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة ومنهُم من ظلّ يُكابد ويعمل فى ظُروف أقل ما تُوصف بأنها (ليست بيئة عمل) ولا داعى للوصف لان القلم لن يُطاوع سألتُه هل صحيح أن هُناك مُستشفيات ومراكز قد خرجت عن الخدمة فكانت الإجابة الصادمة بنعم والسبب؟ هو لا توجد مُعينات عمل ! وأحجام بعض الأطباء نجاةً بصحتهم وصحة عوائلهم ، تسآلتُ أين الوزير قيل أنه عاجز عن إدارة مُستشفى ناهيك عن وزارة صحة ! هكذا ببساطة كانت الإجابة ! والسبب أنّ جميع من حوله عديمى الخبرة وثُلّة من الفنيين الذين لا سابق تجرُبه لهُم بعد أن أعمت (قحت) سكرة التمكين فطردت كفاءآت الوزارة الى (الشارع العام) هكذا كانوا يتلذذون بها بدلاً عن جُملة (الصالح العام) و النتيجة ياسادتى هى وبما أن العُقُول هى أغلى بضاعة فلم تتبقى كفاءة واحدة إلاّ و تلقفتها دُول الخليج قبل أن تستلم خطاب فصلها من وزارة الدكتور أكرم .
أين ذهب الدعم الخارجى الذى تناقاتُه وسائل الإعلام مع بدايات إنتشار جائحة (الكورونا) ! طائرتين من رجل الأعمال الصينى ، طائرة من دولة الأمارات ، مساعدات من منظمة الصحة العالمية ومساعدات من مركز مكافحة الأمراض بالإتحاد الافريقى التى تابعتها (الكوزة) أميرة الفاضل حتى إستلمها الوزير أكرم على مضض لا لشئ إلا لأن ورائها أميرة ! ومن رجال الأعمال السودانيين مواد إعاشة بما قيمته (2) مليون دولار ، دعم التصنيع الحربى ، بنك التنمية الإسلامى بجدة (2) مليون يورو وهناك أخبار أشارت الى (130) مليون دولار من دول مُتعددة ، إذاً ماذا ينتظر معالى الوزير؟ لا أعتقد أن فشل وزير الصحة يختلف عليه شخصان منذ أن تفوّه بنشوهٍ بمقولته اللاّ مسؤوله (قدرنا على البشير ما بنقدر على الكورونا الصغيرونا دى؟) أو كما قل لا فضّ اللهُ فُوه عفواً عزيزى القارئ لا تمّلُ هذه الجُملة فسنُرددُها و سنُحدثُ بها أحفادنا ولن نمَلُ تكرارها كُلّما ذُكر الفاشلون ، (دقس) الوزير عندما سمح بفتح المطار بلا (فهم) ولا إجراءات وهو يشُدُ على أيدى القادمين ببوابات الخروج بمطار الخرطوم مُهنئاً بسلامة الوصول ليأتى بعدها (مُتأسفاً) يُعلن أن الجماعة قد سجلوا عناوين (غلط) (بالله؟) ، فشل أكرم عندما زار الفريق أول حميدتى مُستشفى جبرة للحجر الصحى يُقدم العون المعنوي والعينى والمُؤاذرة وأتحدى أكرم إن يكون زارها بحُكم الإختصاص أو حتى إن كان يعرف أين يقع حي جبرة أساساً ! فشل أكرم عندما لم يجد من تلك الملايين ثمن كَمّامة واحدة يُقدمها لطبيب إمتياز نذر نفسه وحياته لعلاج المرضى ، أنا لا أفهم ما هُو تعريف حُكُومة (قحت) لكلمة فشل ! إن لم يكُن هذا هُو الفشل .
قبُل ما أنسي:ـ
معالى الوزير أكرم علي بَالْ ما يتفُقُوا (الجماعة) على وزير آخر بالله أرجوك التفت لزُملائك من الأطباء والمُمارسين الصِحِيّين أمِنْ لهُم الكمّامَات و البِدل الواقيه و المُعقمات (ياخ) مليون دولار واحد بتكفِي . و أوعِدك (كلام نجيض) وحتى تنجلى هذه الجائحة لن يأتيكُم سودانى واحِد يشتكى من ضُرُس و لا زائدة ولا سُكّري ولا ضغط وما فى أيّ (زول) يجيب سِيرة المعدة و الحُمُوضة و وجع الضهر حتى تنتهى من حكاية (الكُورُونا هانم الصغيرونا دى) وبعدها أظُنْ من حقّ الشعب السودانى أن يمرض (بمزاج) أي مَرضْه يحبها زائدة ، فِتَاق ، خمّة نفس ، شحاتيف رُوُح (إتفقنا)؟
بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)