- عرمان يدلي بتصريحات في جوبا..الإثنين 23 مارس 2020
وذكر عرمان في مقال نشره السبت أن أمر السودان لن ينصلح دون علاج قضية المواطنة بلا تمييز، وعدَّها مسألة مرتبطة بالسلام والعدالة والديمقراطية.
وأضاف، “ما يحدث الآن هو تكالب على السلطة على طريقة (شيلني وأشيلك) في قوائم خالية من طعم التنوع أو النوع، وبعيدا عن ضمير الشهداء وقوى المقاومة والشارع والنساء والشباب والهامش.
وأوضح أن الجبهة الثورية ارتكبت أخطاء كبيرة في التفاوض، ولكن عتاة المختلفين معها، لابد لهم من الاعتراف بأنها لم تسعى للمحاصصة، وإلا لكانت الآن في الخرطوم، وطرحت قضايا الهامش الحقيقية لاسيما؛ في ملفات إنهاء الحرب.
وأضاف، “ولولا ذلك لتوصلت إلى اتفاق سلام منذ زمن، قائم على قسمة السلطة ولحصرت نفسها في توزيع مقاعد السيادي والوزراء والتشريعي، وهو الأمر الذي لم يطرح في طاولة التفاوض وسيطرح بعد كل هذا الزمن بشكل منهجي في القضايا القومية”.
ولفت إلى أن النقاشات التي جرت طوال هذه الفترة تناولت قضايا النازحين واللاجئين والقضايا الإنسانية وهيكلة السلطة والتوزيع العادل للثروة والأرض والترتيبات الأمنية وغيرها.
كما أوضح أن الجبهة الثورية هي الأقرب إلى دائرة السلام ومن بعدها ستدخل بقية الحركات في السلام أفواجا، إذا تمت مخاطبة قضايا الناس لا النخب، خاصة وأن قضايا الحرب بطبيعتها معقدة.
وأكد عرمان أن حل قضية الحرب يعد مدخلا لترتيبات أمنية جديدة، تحتاجها البلاد، وبدونها لن تقوم دولة مدنية أو ينصلح اقتصاد أو علاقات خارجية، وأنه بدون إنهاء الحرب لن نستعيد الوجه المنتج للريف.
وأشار إلى أن التناقضات الواسعة بين قوى الثورة والتغيير مصدرها غياب الرؤية والقيادة والبرنامج، ومحاولات انفراد كل طرف بتحديد قوانين اللعبة في معادلة صفرية، إن نجحت لن تؤدي إلى استقرار؛ وتعيد الماضي ولا تنتج مستقبلا.
ونبه الى أن الطريق الوحيد هو طريق توحيد قوى الثورة والتغيير، وإيجاد معادلة متوازنة وفاعلة بين المدنيين والعسكريين، قائمة على أجندة التغيير وتنفيذ الوثيقة الدستورية وإنهاء التهميش والحروب والمواطنة بلا تمييز، تبدأ بالسلام الذي بدونه لن تقوم دولة مدنية أو ديمقراطية.
وأكد عرمان أن الدولة السودانية كانت أفضل وأقوى من حيث المؤسسات في عام 1964 و1985 ومع ذلك فشلت في إقامة الدولة المدنية، حينما غفلت عن أجندة المواطنة بلا تمييز والربط العضوي بين السلام والديمقراطية.
وشدد على أن الدولة السودانية هشة وضعيفة ولا تحتمل الصراعات والسلاح (على قفا من يشيل)، وأنها تحتاج الى برنامج جديد يوفر السلام والطعام والمواطنة بلا تمييز هي وحدها التي ستنقذه من مصير ليبيا والعراق واليمن والصومال.
مشيرا إلى أن حديث العموميات من المسؤولين يوميا، لن يحل قضية، وأن البلاد تحتاج إلى برنامج تفصيلي متوافق عليه وفريق عمل متجانس ولغة سياسية واضحة لا تختفي خلف العموميات، تقضي على التمكين القديم ولا تحاول إقامة تمكين جديد، على أي نهج ومذهب يقام.
وأضاف، ” نحتاج لحوار جاد بين كافة الأطراف، حوار لا تحاول فيه مجموعة فرض أجندتها على الآخرين، وحوار يقيم شراكة بين الجميع وليس بين طرف أو طرفين، هو حوار لا يدعي فيه أي طرف احتكار الحقيقة؛ حتى نصل إلى شراكة بين جميع الأطراف قائمة على توازن المصالح وهو ممكن وضروري”.