لا لا لن نترُكَكْ لوحدك سنقف معك بلا أدنى تردد لن نسمح أن تكون مادة للسُخرية للآخرين من دول الجوار سنقف معك يا سيدى عندما قالوا هل لا تُوجد (كورونا) بالسودان أم ليس لهُم وزارة صحة ! وعندما ضجّت وسائطهم ساخرة بأن وزير الصحة السوداني يضع شعبه أمام ثلاثة خيارات من (الكُورونا) إما البندول أوالأكسجين أو القبُر لا لا (هي حصّلت!) وتبّاً لهم (كمان) يقدحُون فى كفاءة وزيرنا الدكتور أكرم التوم (دكتور آآد الدنيا) والمتُخصص فى عِلم الوبائيات وصاحب الخبرة الطويلة في مُنظمة الصحة العالمية! وصاحب النظرية العالمية الشهيرة (صغيرونا ثِيُوري) لا لا ياسيدى سندافع عنك أمام الغُرباء، زندية ورجالة ودواس.
ولكن دعنا (نقفل) الباب ونحدثُك حديثاً قد لا يُعجبك ولكنها الحقيقة المُرّة للأسف ، لا أرى جدوُى من عتابكم على مؤتمراتكم الصحفية التى أصبحت أشبه بمؤتمرات محمد سعيد الصَحّاف عندما كان العراقُ يسقٌط شبراً شِبرا وهو يُجاهد أن يُغطى شمس الحقيقة بغربال من خلف (المايكرفُون) ، يا سيدى (الكورونا) لم تأتينا على حين غرةٍ من أمرنا وليس سبب إنتشارها (برأييّ) هو المواطن الذي صَببْتَ جام غضبك عليه بقدر ما سببها هو سياساتكم الخاطئة وخُطتِكُم العرجاء. قُل لي بربك عندما فتحتُم مطار الخرطوم إستثناءاً لدخول قادمين من دول موبوءة هل كانت لديكُم خُطّة لتجهيز مقار للحجر الصحي؟ أو حتى برنامج حاسوبي للتعامل مع عناوين القادمين؟ أو أية إجراءات أخرى سوى قياس درجة الحرارة عند بوابات الخروج ! ألم تصرحوا بعد أيام (مُتأسفين) أن (الجماعة) كتبوا العناوين (غلط)! ثم كان تعاملكم مع أبنائنا الطلبة القادمين من (ووهان) الصينية بذات الفهم بعد أن إعتصموا بمدرج المطار رافضين الحجر الصحي! في أوضح إشارة لإنعدام الدولة، أما كان بإمكانكم التنسيق مع السُلطات الصِحية بدولة الأمارات فإما تعترفوا بنتيجة حجرهم ليدخلوا بلدهُم مُعززين مُكرمين وإما لا، فيلزمُكُم تجهيز مقر للحجز مُسبّقاً وهذا ما لم يحدُث فتحت ضغط المُحتجين سمحْتُم لهُم بالدُخُول، أيضاً قضية العالقين بمصر فليس وزارتكُم وحدها بل كامل الحُكومة والمجلس السيادي وقفتُم عاجزين عن حلّها حتى كتابه هذه السُطُور لعجز وزارتكم (بحكم الإختصاص) من تبني رُؤية صِحّية تدفع بها للمجلسين! سوى خطوات خجولة أُعلن عنها مُؤخراً لم تتجاوز ملء إستمارات للراغبين فى العودة.
وها هي (الكورونا الصغيرونا) قد بدأت تقدل في تحدٍ ماثل ووزارتكم تُمارس إنسحاب المُهزوم الذي عجز عن تأمين أسلحة المواجهة للجيش الأبيض ناهيك عن إدارة معركة شاملة تحتاج لتضافر جُهُود جميع أجهزة الدولة الأمنية والإعلامية ووزارة التجارة والغُرف التجارية عن وضع خُطة مرنة تتغير وتُحدّث بحسب مُتغيرات الإحصاء والرصد والمُتابعة فهل تشعُرُون بفداحة الخطب؟. والشعب السوداني الذي (وصلها معاكُم الحدّ) فهُو ذات الشعب الذي كانت تحكُمهُ (الانقاذ) ولكن الذى تغير هُمُ الحُكام فشتّان بين من يُدير الأزمة ومن يقف مُتفرجاً عليها. كُنت أتمنى وأنت تُبدئ (إنبهارك) بمستوى الصناعات الطبية المحلية لدى زيارتكم لمنظُومة الصناعات الدفاعية صنيعة الانقاذ (سيئة الذكر) أن تستفيد من طائرات (الدورون) والاسعافات وأسرة العناية المُكثّفة والمحاليل وأدوات الوقاية وأجهزة التنفس الصناعي وسيارات مُجمّع جياد (كمان) (مافيها حاجة ياخ) نعم صنعها (الكيزان) ولكنها مِلك للشعب السوداني! ومعذرة ما قصدتُ أن أُهيّج عليكم المُصران لكن هذه الحقيقة التي دائماً ما تُحاولون القفز فوقها عمداً. أم مكتُوبٌ على الشعب السوداني أن لا يأتي وزارتكم لأنه لن يجد سوى البندول أو محلول أو عليه أن يَمُوت! وزير صحة ينصح بشراء (الأكفان) أليس كذلك؟
تسجيل صوتى وردني من مُتحدث يدعو الناس أن يأكلوا (المُوليتا) لعلاج الكُورونا، أيّ وربُ الكعبة وقبل أن أرفع حاجب الدهشة ختم حديثه قائلاً: (غايتو ده رأييّ أنا كميكانيكي)! وهذا نتاج طبيعى لضعف الشق الإعلامي والتوعوي لوزارة (الدكتور أكرم) ولإعلام الوزير فيصل .
مِمَا قرأناهُ هذه الأيام ويعلمُه حتى صاحبنا الميكانيكي (بتاع) المُولّيتا أن الإحباط والتوتر يُضعفان مناعة الجسم فأين نضع ثلاثية الوزير الهُمام (البندول، المحلول، الموت)؟ بل وأين نضع معركته المُضحكة مع المعمل القومي (إستاك) وأين نضع مُشكلة العالقين والذين دخلوا أليس هو الفشلْ؟ زيادة نسبة الوفيات قد تجاوزت ال10% هي الأعلى عالمياً ونسب التعافي أقل من 20% هي الأقلّ عالمياً فماذا أنتُم قائلون معالي الوزير؟ إنعدام الأدوية بالصيدليات حتى البندول (لحق أمات طه) عندك خبر؟ والعُهدة على (البُوسْت) كتب الراوي يقُول أنه من أحد منسوبي وزارتكم أن خُطة شاملة وُضِعت بين يديكم للتعامل مع جائحة (كُورُونا) منذ يناير الماضي ولكن (سعادتكم) لم تولوا الأمر إهتمامكم ! وتعاملتُم معها وفق نظرية (صِغيرونا ثيوري إنترناشونال) فهل هذا صحيح؟
قبُل ما أنسي :ــ
تقُولُ الطُرفة أن مُتسولاً جاء لصاحب مطعم يسأله رغيفاً قائلاً إنه لم يذُق طعم الرغيف منذ ثلاثة أشهُر فأجابه صاحب المطعم: (ياهُو طعمُو زااتو ما إتغير). فيا معالي وزير الصحّة الشعب السوداني ياهُو زااتو ما إتغير الإتغير صحن الفول أقصد (طعم الصحة).
مُجرّد سُؤال :ــ يا ناس (قحْت) ما عندكم زُول غيرو؟
بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)