اخبار السودان لحظة بلحظة

البرهان.. إذا قال لا يعلم.. فهو يعلم !!

عبد الماجد عبد الحميد

• قبل عام من الزمان.. وبصحبة ثلة من قادة الصحافة والاعلام جلسنا نستمع الى الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي يومها، داخل مكتبه بالقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ولمدة زادت عن الساعتين، حدثنا الرجل عن قضايا وأسرار كثيرة خرج جلها إلى العلن لاحقاً !!
• لاحظت يومها أن الفريق برهان يتحاشى الإجابة الصريحة على الأسئلة المباشرة.. ومما أدهشني حقاً ان أجاب على أحد الأسئلة الساخنة بطريقة لاتزال تثير استغرابي حتى اللحظة.. وربما لسنوات قادمة حتى تقول لجنة المحامي المغلوب على أمره نبيل أديب رأيها في ( غلوتية فض الاعتصام ) ..
• مما قاله الفريق برهان في تلك الجلسة أنه فوجئ بدخول قوات غريبة إلى ساحة ميدان الاعتصام .. وسارع على الفور بمهاتفة الراحل الفريق جمال عمر يسأله إن كان يعلم شيئاً عن قوات عسكرية دخلت ساحة الاعتصام، وبدأت في طرد المعتصمين !!
• الفريق البرهان .. القائد العام لقوات الشعب المسلحة والرجل الأول في الدولة يُفاجأ كغيره من عامة الذين لم يكونوا على علم بأمر فض الاعتصام بقوات دخلت ساحة القيادة دون علمه !!
• هذه واحدة..
• في قضية انقلاب 28 رمضان الشهيرة أدلى الفريق البرهان بحديث موضع نظر عند من يعرفون حقيقة ما حدث وموقف البرهان من تلك الواقعة التي تحتاج الى تحقيق محايد يكشف أسماء الذين كانوا شهوداً.. وفاعلين في ذات اللحظة !!
• في كواليس وخفايا قصة لقائه مع نتنياهو .. صمت الفريق البرهان عن كل الحقيقة .. رفضت المشاركة في اللقاء الصحفي الذي دعا له البرهان عقب عودته من يوغندا .. فوجئت ببعض أصدقائي الصحفيين، وهم يصوبون الكرة في الاتجاه الخطأ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً !! .. حدثونا كيف أن البرهان كان قوي الحجة ومتماسكاً وموضوعياً في طرحه .. ولم يقل لنا أحدهم كيف أجاب البرهان على السؤال الجوهري : كيف بدأت قصة هذا اللقاء ؟!
• مرة أخرى قال الرجل إن الأمور تسارعت .. وأنه وجد نفسه وجهاً لوجه أمام نتنياهو.. وحدث .. ما حدث !!
• كثرة أحاديث ولقاءات الفريق البرهان تُنسي بعضها .. بعضاً ..
• في حديثه لمدير التلفزيون لقمان أحمد .. فاجأني الفريق برهان بمواقف جديدة .. علمت وربما للمرة الأولى أن الفريق برهان لا يعلم أن الحركة الإسلامية السودانية (دعنا نسمي الأشياء بمسمياتها) لديها وجود قوي ومؤثر وفاعل ومنظم داخل القوات المسلحة السودانية .. بل وكل الأجهزة الأمنية والشرطية وكل الأجهزة الخاصة الظاهر منها والباطن .. الفريق البرهان لا يعلم هذه الحقيقة .. ولهذا فهو يستغرب أن يقوم النظام البائد بتحريك أذرعه هذه ضد الشرعية الثورية التي حملت البرهان على رأس المكون العسكري وجعلته حليفاً مقرباً من قوى الحرية والتغيير !!
• الفريق البرهان قال بالصوت العالي إنه فوجئ بوصول عناصر النظام البائد الي ساحة القيادة العامة للجيش وهي ترفع صوتها منددة بحكومة حمدوك ومساندة للقوات المسلحة في وجه حملة التشويه المنظمة والشرسة التي تقودها قوي اليسار !!
• الفريق البرهان قال إنه لم يكن على علم بكيفية وصول (حشد) الى قيادة الجيش، ويستغرب كيف يتجرأ فلول النظام البائد على رفع صوتهم ضد شرعية الثورة التي أطاحتهم !!
• ما قاله الفريق البرهان يطرح أسئلة جديدة حول أسباب صمت الرجل عندما خرجت جموع تيار نصرة الشريعة .. وبعدها جموع الزحف الأخضر .. وبعدها حشود حشد .. كل هذه مسيرات طرقت هتافاتها مسامع الرجل .. لم يقل شيئاً .. لأنه لم يكن يعلم ماذا تريد هذه المجموعات التي أعادت التوازن للساحة السياسية، رغم أنها لم تتحرك بكامل القوة التنظيمية والجماهيرية التي تتوفر للتيار الإسلامي والوطني؛ الذي يملك أدوات ومفاتيح الفعل السياسي المؤثر، إن أراد التحرك بكامل طاقته وشراسته التي يعرفها البرهان ..ومن يناصرونه في قوى الثورة المصنوعة !!
• تطرق القوات الأممية التي استدعاها رئيس الوزراء حمدوك .. تطرق هذه القوات أبواب الخرطوم .. حمدوك لن يتكلم في هذه المرحلة لأنه يعرف ماذا يفعل .. حمدوك لن يتحدث لأنه على قناعة بفعلته .. لا يجد الرجل حرجاً ولا تأنيب ضمير .. لن تقتله ( الحسرة الأخلاقية) التي تحدث عنها ماركيز في روايته ( قصة موت مُعلن) .. سيصمت حمدوك لأنه يعايش حالياً وقائع الاحتلال المُعلن للسودان .. وسيقول كلمته في الوقت المناسب !!
• الرجل الذي نحتاج حديثه الصريح والواضح في هذه المرحلة هو الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة .. والقائد العام للقوات المسلحة السودانية .. ما هو موقف الرجل مما يجري الآن على الهواء مباشرة ؟
• أخشى أن يتحدث الفريق البرهان عندما تضع القوات الأممية أحذيتها الغليظة على أرض مطار الخرطوم .. ويقول والحيرة تلفه تماماً : لم أكن أعلم أن هذه القوات ستصل إلى السودان !!

صحيفة مصادر

اترك رد