اخبار السودان اليوم

القراي يستمر في الطعن في ما ثبت في القرآن الكريم ويجزم أن بني آدم أصلهم من (القرود) !!

بقلم: بروفيسور عارف عوض الركابي
نعم ؛ فإننا بتنا بين اليوم والآخر تزحم هواتفنا مقاطع فيديو يتحدث فيها عمر القرّاي وتصوّر ثم تنشر وهي تصادم ثوابت المسلمين ومحكمات الشريعة وما أجمع عليه المسلمون !!
للأسف إن العرض ((المستفز)) مستمر..
إنه عرض الجهالات والكذب.. بكل بجاحة ودون خجل!!
هي محاولات – جريئة – لتكذيب القرآن الكريم لأن مواقف القرّاي من القرآن الكريم خاصة – المدني – منه مواقف معلنة غير مخفية ، وكل ما نشر مجموع لدينا تم الرد سابقاً على كثير منه .
هذه المرة جاءت صورة تكذيب القرآن الكريم ونقض ما تضمنه من عمر القرّاي من خلال جزمه وتأكيده وزعمه أن نظرية (التطوّر) باتت بالعلم الحديث نظرية لا جدال فيها وأن أصل بني آدم – كما يدّعي القرّاي – من (القرود) ، وهو تكذيب صريح لكتاب الله عز وجل الذي بين أصل الإنسان وكيف كان بدء خلقه ، وكيف خلق الله أب البشر آدم وكيف خلق منه زوجها ..والمقطع المشار إليه فيه أمور منحرفة أخرى ؛ة فإن تتبع مقاطع القراي والرد على أباطيلها أصبح من الأمور المتعذرة لكثرة ما يغزو به بلاد الأربعين مليون مسلم من ضلالات تناقض ثوابتهم وأصول دينهم.

في زمان بات فيه نشر (الجهالات) و(النظريات البالية) متاحاً عبر وسائل إعلام في بلادنا فإن عمر القراي يؤيد نظرية التطور {دارون} ويدعي بجزم أنه يلتقي مع القرود في { 99.9٪ في DNA}.. ويلقب دارون الذي ادعى في جهالة عمياء وسفسطة (متهافتة) أن أصل الإنسان هو {القرد} يلقبه هذا القرّاي بأنه [النجم الهادي] وأن نظريته [علمية]..

قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم…).
وقال الله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)
وقال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا). والآيات الكريمة والأحاديث الشريفة في ذلك كثيرة كما لا يخفى لعامة المسلمين.

والنظرية الداروينية قد حظيت بالنقض والنقد – كما يقال – : (عالمياً دولياً وإقليمياً ومحلياً)، ولمن في قلوبهم زيغ أقول إن النظرية نقدها أمريكان وأوروبيون وغيرهم من غير المسلمين !! ومن آخر ما كتب في نقدها في السودان بحث مطبوع للبروفيسور شوقي بشير.

ولإفادة القراء أجد نفسي بحاجة عرض تعريفي موجز بالنظرية (نظرية داروين) التي ذكرها القرّاي في هذا المقطع المرئي مدعياً أنه أ صبح لا جدال فيها وأنها من المقطوع بها وأن أصل الإنسان من القردة العليا ، والمقتبس أدناه نشرته بعمود (الحق الواضح) عدة مرات في سلسلة من ثماني حلقات بعنوان (تهافت الملاحدة) وقد أفدت فيها من بحث مميز بعنوان : (ظاهرة الإلحاد) للصديق زميل الدراسة الأستاذ الدكتور صالح سندي أستاذ العقيدة بالجامعة الإسلامية :

نظرية داروين، وهي التي وصفها في كتابه أصل الأنواع، الكتاب الذي أصبح اللَّبِنة الأساسية لنظرية التطور الإلحادية.
وقد أقام داروين مدرسته على أساس أن الأحياء لم يُخلق كلُّ واحد منها خلقًا مستقلًّا؛ بل كان لها أصل واحد هو الخلية البسيطة، ثم أخذت تتطور وترتقي من طورٍ إلى طورٍ حتى نشأ الإنسان وبقية الكائنات، والطبيعة في ذلك كانت تختار الأصلح للبقاء، وهذا ما عبَّر عنه بمصطلح: الانتخاب الطبيعي أو: بقاء الأصلح.
وتجمع مدرسة داروين في ثناياها كبار ملاحدة العالم، الذين يرون أن الإنسان لا خالق له، وأنه وليد ملايين السنوات من التطور الطبيعي والنشوء والارتقاء بين الأنواع المختلفة.
وقد اهتم الملاحدة كثيرًا بهذه النظرية، لأنها في نظرهم النظرية الوحيدة التي يمكن بها تفسير الكون والحياة دون الحاجة إلى خالق، والواقع أنها نظرية هشَّةٌ ضعيفةٌ غير متماسكة، ولذا فقد اضمحلت وضعفت كثيرًا في عصرنا الحاضر.

ويمكن تلخيص أهم أوجه بطلان هذه النظرية -من خلال كلام العلماء والباحثين النقاد- في النقاط الآتية:

أولًا: أنها نظرية قاصرة؛ فهي لم تفسر جميع ظواهر الحياة في هذا الكون، إذ هي -مثلا- لا تقدم تفسيرًا لأصل نشأة الحشرات، مع أنها تمثل (80%) من مجموع الحيوانات؛ فهل تطورت تلك الحشرات أم بقيت على ما هي عليه، ولِم لم يجرِ عليها قانون التطور؟
كما أنها لم تقدم تفسيرًا للطيور؛ فهل ما يطير من الحيوانات قد تطور؟ وماذا كان أصل هذا التطور؟
إلى أشياء أخرى ترجع إلى الأحياء قد أهملتها؛ فما قيمة نظرية لا تقوم بتفسير (90%) من الظواهر التي من المفترض أن تتناولها؟!

ثانيًا: عجز أرباب هذه النظرية وأنصارها عن بيان كيفية انتقال الحياة من جماد إلى كائنات حية؛ فإذا سألتهم: كيف وجدت الحياة فجأة من خلية جامدة إلى أنفس حية لها إحساس وعقل؟ يجيبك الملحد وتجيبك النظرية: بأن هذا التطور إنما حصل فجأةً! صدفةً!
ولا يخفى أن الصدفة ليست جوابًا علميًّا، بل هي جواب يصادم العلم.

ثالثًا: أنه عند التأمل فيما اعتمدت عليه النظرية نجد أنها تنطلق من وجود تشابه بين الأحياء، ولذا قرر داروين أن أصل الإنسان قردٌ بسبب هذا الأمر.

ومن طريف ما يُذكر هنا ما أنشده الشاعر الملحد الزهاوي، حيث يفخر بأنه من نسل قرد هالك فيقول:
ما نحن إلا أقرُدٌ من نسل قردٍ هالكِ *
فخرٌ لنا ارتقاؤنا في سُلَّم المدارك!

إن مما تزعمه هذه النظرية: أن وجود الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان يدل على وجود تشابه بينهما، وهنا يُسأل أرباب هذه النظرية: لماذا لا يكون الإنسان متطورًا من فأر وليس من قرد؛ لأنهما يشتركان في كثير من الأمراض، كالسرطان مثلا؟!
ولا جواب عند هؤلاء.
ومن خرافات هذه النظرية أيضًا: الزعم بأن الأعضاء غير المستعملة تضمر بمرور الزمان، وتنتقل ضامرة إلى الأجيال القادمة، أما التي تُستعمل فتقوى وتتطور؛ ولذا يقولون: كانت عنق الزَّرافة طويلة لأنها محتاجة إلى أن تأكل من الأشجار فتمد عنقها، ثم تطور الأمر شيئًا فشيئًا حتى أصبح العنق طويلًا!
والسؤال الوارد عليهم: ولماذا لم تطُل عنق الماعز مع أنها محتاجة كذلك إلى أكل الأوراق من الأشجار، وهي تمد عنقها أيضا منذ آلاف السنين؟!
أيضا لا جواب!
كما يذكر داروين أن أسلافنا كانوا ذوي شعر كثيف، وأنه عندما تطور وتحول هذا الكائن إلى إنسان سويٍّ: سقط كثير من شعره لعدم استعماله أو الحاجة إليه.
لكنه عندما جاء ليفسر عدم وجود الشعر عند النساء كما هو عند الرجال اعتذر بعذر عجيب؛ حيث زعم أن هذا ضروريٌّ لجمال المرأة وجاذبيتها!
وهذا الجواب من الممكن أن يُقتَنع به لو كان النظر للموضوع يصاحبه اعتقادٌ بوجود خالق حكيم؛ لكن هذا لا يقرُّ به الملاحدة!
أيضا حاول داروين أن يفسر وجود الشعر في منطقة الرأس من الإنسان، وعدم تساقطه مع بقية شعر الجسم الذي سقط في زعمه؛ فيقول: بما أن الرأس معرض كثيرًا للضربات؛ فقد كان من الضروري أن يبقى الشعر عليه!
يا لله العجب! فماذا عن الجبين والأنف، وهما يتعرضان لصدمات أكثر؟!
وماذا عن الشعور الداخلية في الجسم؛ هل كان وجودها لهذا السبب أيضًا؟!
باختصار: إنها نظرية هشَّة، متداعية.

كتبه : عارف بن عوض الركابي

#إبعاد_القراي

Exit mobile version