اخبار السودان اليوم

السودان: د. معتز صديق الحسن يكتب: سرقة وطن

> لأكثر من شهر وفي نهاية كل أسبوع سواء في يوم الخميس أو الجمعة وبقدر ما تشاهد حلقة من برنامج المؤتمر الإعلامي للجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال.

> تصل إلى قناعة تامة أنه لن تكون هناك أية نقطة من العالم تصل إليها أشعة الشمس بهذا المستوى الجشع من السرقة والنهب لكنز الأموال والأراضي وأسهم الشركات والاتصالات و… و…

> فهل صادفكم في زمان ما ومكان ما انعقاد مؤتمر يستغرق زهاء الساعة أو أكثر من أجل استرداد أموال نقدية أو عينية تخص الشعب بأكمله لكنها مسروقة من قبل شخص أو شخصين كأقصى تقدير؟

> بهذا المعدل الكبير والمكتشف من السرقات للأموال العامة من قبل بعض ممثلي الحكومة السابقة فهل نحن بحاجة إلى حلقات تقارب أعداد كل المشاركين بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الحكم؟

> للحق وعند اقتراب بثها والتنبيه لها من الناشطين في مواقع التواصل بأنهم في هذا المساء سيصرخون مجدداً لاندرى أنفرح بإرجاع هذه الحقوق من الأموال لأنها تعني الاسترداد لقيم العدالة ورفع الظلم؟!

> أم نحزن لهذه الصور الفضائية “الفضائحية” القبيحة والتي نعكسها -اضطراراً- بصورة ثابتة نهاية كل أسبوع لنشوه صورة أمانة السودانيين المشتهر بها في الخارج عموماً والمنطقة العربية خصوصاً.

> نتمني الفراغ من أعمال هذه اللجان سواء الاتحادية أو المتوقعة ولائياً بأسرع فرصة ممكنة والتطبيق لمخرجاتها للمساهمة في رفعة الوطن فقد ضيعنا الكثير من الوقت علي حساب العمل والبناء والإنجاز.

> اقتراح حتى لا تكون كالمسلسلات الهندية والتركية المستغرقة لأكثر من سنة وسنتين ولا تصل للحلقة الأخيرة مع احتفاظها طيلة هذة الفترة بعناصر التشويق والإثارة والجذب.

> لم لا نخصص لكل نوع من أنواع سرقاتهم حلقة أو حلقتين متتاليتين مثلاً عن سرقات الأراضي السكنية والزراعية والاستثمارية مع إيراد أسماء كل المتورطين وإجمالي سرقاتهم في هذا الملف؟

> ثم حلقة منفصلة عن مالكي عفواً أقصد سارقي الأسهم المالية الحكومية وتحويلها لحساب مصالحهم الخاصة سواء في البورصات والبنوك وشركات الاتصالات وهكذا دواليك.

> واضعين في الاعتبار عدم استبعاد الظهور لشخص واحد وأفراد أسرته وخاصته وأصدقائه وجلسائه من نافخي الكير لا حاملي المسك في عدة حلقات والمنافسة في أكثر من ملف إجرامي.

> للأسف وحتى الآن فهذه الحلقات الإجرامية هي خاصة بالخرطوم كجهة اتحادية وأيضا كولاية أما الولايات التي لم يبدأ فيها عمل هذه اللجنة فلن تقل سوءً عنها وذلك بحسب ما تجهر به مجالسها.

> ربما تغازل الولايات مجتمعة الخرطوم “العاصمة” ولسان حالها يردد: (تصوري كيف يكون الحال لو ما كنت حرامية وأهل السرقة ما أهلي) مع كامل الاعتذار لشاعر الأغنية.

> إذاً لا غرابة ولا عجب وصول عامة الشعب لهذا الدرك السحيق من الجوع والفقر والمرض والجهل والهروب الاضطراري بالاغتراب من الوطن والترديد برضا كبير (كفلائي وإن ضنوا على كرام).

> فهذه السرقات الكبيرة من حكامنا السابقين لشعبهم تذكرنا بقول الشاعر محجوب شريف: حليلك بتسرق سفنجة وملاية وغيرك تصدق بيسرق ولاية. فصدقت أنهم يسرقون الوطن. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

> فهل من باب رد الدين والجميل للوطن سرقته بدلا من بذل الأنفس والأموال والجهود لإعماره وتنميته وتطويره؟! هذا والله المستعان. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

Exit mobile version