اخبار السودان اليوم

محمد الماحي الأنصاري: ثلاثة بثلاثة

خطبة معاوية يوماً بالناس فقال إن الله فضلنا علي سائر الناس بثلاث ، “فقال لنبيه صلي الله عليه وسلم “وأنذر عشيرتك الأقربين”، ونحن عشيرته الاقربون ،وقال “انه لذكر لك ولقومك “ونحن قومه ، وقال “لإيلاف قريش”، ونحن قريش ، فقام رجل من الأنصار وقال علي رسلك يامعاوية فإن الله تعالي يقول “وكذب به قومك وهو الحق” ، وأنتم قومه ويقول “ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون”، وأنتم قومه ، ويقول “وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا” ،وأنتم قومه ، ثلاثة بثلاثة ولو زدتنا زدناك.
* بح صوت مكونات “قحت” الكرتونية وهي تعدد مواقفها ضد الإنقاذ التي تجعلها في الأفضلية من غيرها علي سدت الحكم دون تفويض انتخابي وتناست اتفاقيتها ومشاركتها في حكومة وبرلمان الإنقاذ، بل تناست انها قبل شهور من سقوط نظام الإنقاذ كان في محطة الخيار التفاوضي معها، رفض حوارها في قاعة الصداقة وذهبت تحاورها عبر ثامبو امبيكي في اديس ابابا وخارطة طريقها لم تنص علي سقوط النظام بل كانت تؤسس لمشاركتها بضمانات دولية، الكل قبل اندلاع الاحتجاجات في عطبر كان في محطة الخيار التفاوضي مع نظام البشير وكان شعار الإسقاط الذي تبنته الجماهير يذكر بخجل في ادبيات مكونات “قحت ” في حالة تهديدية اذا لم يلتزم النظام بحوار جاد يقضي الي شراكة حقيقية ،وحتى الاجتهاد السياسي الجديد الذي لحق بثورة الجماهير ” تجمع المهمين ” لم يفارق محطة الخيار التفاوضي وعقد الورش في قاعات البرلمان لإيجاد صيغة مع النظام لزيادة الاوجور وكانت مناشطه ومسيراته تحت هذا العنوان حتى اندلعت الاحتجاجات وظهرت قوى كانت مشاركة في حوار الوثبة تدعي راس النظام بالتنحي فغير مسار وشعار مسيرته.
* الثورة لعب فيها الشباب دورًا كبيرًا، فنشأت لها قيادة ظرفية من تجمّع المهنيين وقوى إعلان الحرية والتغيير، وأقول ظرفية باعتبار أن الثورة شارك فيها كل الشعب السوداني، غير أن قوى الحرية والتغيير أخرجت جداول للمظاهرات والمواكب، فخلقت رباطًا مع الشباب الذين اعتقدوا أنها القائدة، مما جعلهم يشكّلون الوضع الانتقالي، لكن قحت تعاملت مع الحالة الثورية مثل تعاملها مع الخيار التفاوضي مع الإنقاذ، كيف تصل الى سلطة حقيقة؟ بعيداً عن الشعارات الثورية وفي ذلك دخلت في صراع طويل مع المكون العسكري اساسه تمكينها ومازال صراع التمكين مستمر، ثم انتقلت الي صراع مع رئيس الوزراء حتى تفرض اطروحات أيدلوجية في خطته الاقتصادي ثم انتقلت الي صراع بين مكوناتها حول تعين الولاة.
*كان من الممكن أن يشكل الدكتور عبدالله حمدوك قيادة لتحالف الحرية والتغير من خلال موقعه كرئيس للوزراء ولكنه اختار ان يصطف في الصف مع الآخرين في “قحت” وأصبحت الحكومة والتحالف بدون قيادة سياسية ،وشكل ضعفه السياسي والتنفيذي ارتباك كبير في المشهد لانه لم يتعامل كقائد سياسي واعتبر كثير من القضايا لا تعنيه حتى الصلاحيات والسلطات التي أعطتها له الوثيقة الدستورية تنازل عنها اما لقحت او للمكون العسكري في اي أزمة يختفي خلف بيانات فيصل محمد صالح والبراق

The post محمد الماحي الأنصاري: ثلاثة بثلاثة appeared first on باج نيوز.

Exit mobile version