التحري  .. في الثلاثين !!

شمس الدين المصباح

انقضى اليوم الخامس للحظر الكامل، والحياة تكاد تتوقف تماماً لإنعدام الوقود والخبز والغاز، وتبقت ساعات ولحظات نستشرف ونستقبل فيها موسم الطاعات والقربات وشهر التجليات والبركات، رمضان الرحمة والخيرات..

وبطلوع فجر هذا اليوم الخميس، وهو اليوم المكمل لشعبان (30 يوماً) وتكون الجمعة المباركة غداً هي غرة  رمضان الكريم..

وأحسب أن مجمع الفقه الجديد في عهد الثورة المجيدة، لم يوفق في الامتحان الأول والأسهل والأوحد خلال السنة، بالظهور المناسب واللائق وتنبيه وتبصير جموع المسلمين في البلاد ببداية وغرة شهرهم الفضيل، هل هي بالرؤية ؟.. أم بالإكمال ؟.. أم  ياترى سيلتئم وينعقد اجتماعه اليوم الخميس (لتحري رؤية هلال رمضان)- حسبما رفدتنا بذلك (سونا) في أخبارها ليوم أمس الأول الثلاثاء..

أما إذا كان المجمع يحسب ويعتبر أن اليوم الخميس هو الموافق للتاسع والعشرون من شعبان، فهذا هو الأدهى والأمر .. لأنه وحتى بالحساب الفلكي وحسب تقويم أم القرى فإن يوم الأربعاء (22/4/2020م) هو الموافق   لـ(29 شعبان 1441)، وليس الخميس..

وحتى السعودية التي أعلنت رسمياً عدم التحري لهلال رمضان من خلال الناس،  لم تقل أن الخميس هو يوم (29 شعبان)، وإنما أثبتت أن يوم الجمعة (24/4/2020م) هو أول أيام رمضان فلكياً.. وفوق كل هذا وذاك يأتي القول الفصل،  قول رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم : (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم، فأكملوا العدة ثلاثين).

وهذا ما عملت به جموع المسلمين في بلادنا الحبيبة، والذين ينتظرون هذا الموسم الروحي بفارغ الصبر، ويتلذذون ويستمتعون بصيامه وقيامه، رغم العنت والرهق والمشقة والظروف العصيبة والرهيبة والاستثنائية لرمضان هذا العام، والذي نسأل الله بفضله ورحمته أن يصرف عنا الوباء والبلاء، وأن يعجل بشفاء المرضى والمصابين، وأن يوفقنا ويعيننا على الصيام والقيام، مستصحبين قول رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم:( صوموا  تصحوا) ..