<
p style=”text-align: justify;”>
عندما كُنّا صغاراً ونريد أن نلعب بكُورة [سيوبر] لنرتاح من كُرة الُشرّاب التى كُنّا نصنعها بأيدينا وتساعدنا أمهاتنا وأخواتنا الكبار على خياطتها ، كنّا نُجمّع مبلغ الشراء فيما بيننا ولا أظنه كان كبيراً و نشتريها وكانت تعجبنا جداً نتبادل (شمُ) رائحة (الكاوتش) لنتأكد من أنها جديدة هكذا كان تفكيرُنا وكُنّا كثيراً ما نختلف داخل الملعب سواء حول قسمة اللاعبين أو إتجاه اللعب ويحتدّ بيننا السجال حتى يتمرد نفر منّا يُطالبون (بحقهم) في الكرة لأنهم لا يرغبون في اللعب ويدعون لفكّ الشراكة ويجتمع رأيُنا على تقطيع الكُرة لقطع صغيرة وكل (زول) يأخُذ حقه وغالباً ما نذهب لأقرب منزل ليعيروننا سكيناً لتنفيذ الإتفاق ولكن غالباً ما كُنا نفشل فى ذلك عندما يتدخل أهلنا الكبار ويضعوا لنا خُطط بديلة للعب و يُزيلون أسباب الخلاف فنعود للعبنا فرحين ببقاء الكُرة الجديدة .
هكذا فعل الإمام الصادق ليلة البارحة مع الحرية والتغيير حيثُ أعلنت الدكتورة مريم الصادق نائب رئيس الحزب فى بيان أن حزب الامة القومى يُعلق عضويته داخل الحرية والتغيير ويُمهِلها إسبوعين للموافقة على رؤيته لإصلاح هياكل الفترة الإنتقالية. ودعا البيان قُوى الثورة لعقد مُؤتمر تأسيسي بغرض الوُصُول لعقد إجتماعي جديد بحسب البيان (لاحظ عقد إجتماعي الصادق مُغرم بإبتكار الالفاظ) وفي حال عدم الإستجابة لرؤيته فسيكون في حِلّ من إعلان الحريّة والتغيير . تماماً مثل ما كُنّا نفعل بالكُرة ! يا أخي أي عقد إجتماعي الذى يتحدث عنه حزب الأمّة في هذا التوقيت؟. ففي الوقت الذي يُعاني فيه الوطن من كُلِ هذه الأزمات المُتناسلة لم يفتح الله على حزب الأمة سوى المُطالبة بتبني رؤيته لاصلاح الفترة الانتقالية وإلاّ فسوف تروا ! هكذا كُتبت برفع السّبابة ! عن أىُ إصلاح يتحدث الامام وحزبه؟ يا سيدى الاصلاح الان للخُبز وللمحروقات وللغاز و الاصلاح لمُجابهة جائحة (كورونا) الاصلاح الان للعالقين على الحُدُود من أبناء الوطن الإصلاح لحلحّلة مشاكل حصاد القمح بالجزيرة والشمالية الإصلاح الان لتوفير سُكّر رمضان الإصلاح يا سيدى لدعم الخزينة الخاوية والانتاج (البارِك) على جُرح الوطن المُتقيّح ! بالله حدثونى عن مُبادرة واحدة قادها حزب الأمة رسمية أو مُجتمعية لإدارة أياً من هذه الأزمات وغيرها ، فقط أعطِهُم الكلام و التنظير أما عمل و مُبادرات و خُطط فلا ، حدثونى عن حُكومة لم يُشارك فيها حزب الأمة منذ الإستقلال ! وبنفس نهج السُواطة ثُمّ الهُرُوب كل الحُكومات بلا إستثناء شارك فيها ماذا قدم؟ لا شى كلام وتمجيد لتاريخ تمدد عليه الأبناء و الأحفاد من عائلة المهدى لم يعُد صالحاً إلا بقاعات الدرس .
و(برأيّ) ورغم إختلافنا التام مع (قحت) إلاّ أن عليهم ألاّ ينتظروا للغد فليرُدُوا على الامام وحزبه اليوم أن (الباب يفوِت جمل) لكل من لا يؤمن بالرأي والرأي الآخر وأن لا يُضيّعوا المزيد من الوقت فما زادهُم حزب الأمّة إلاّ خبالا علي فشلهم ، الصادق يا سادتى لا يُخشى عليه من الفاقة والفقر فالرجُل يعرف كيف يأتيه نصيبه نيّاً ومطبُوخاً فهل سمعتم بالصادق يمتهنُ وظيفة غير رئيس وزراء؟ ألم يدفع بإبنه كمُساعِد للبشير والآخر بجهاز أمن البشير ومريم المنصورة قذف بها داخل عربة (قحت) ! ألم يفعل كل هذا؟ فالرجُلُ داهية و لا يُخشى عليه من الفقر يا سادتى . ألم ينسحب حاملاً (خيمته) قبل فضّ الإعتصام بيوم؟ فأين الثبات على المبادئ وأي دُيمقراطية التى تضعُ سقفاً لتداول الرأي مع شُركائك بخمسة عشر يوماً ! أعتقد أن الامام الصادق قد (شَمّ حاجة) قد تحصل فى مُقبل الأيام لربما تغيير، لرُبما إنقلاب ، لرُبما إعادة (شكْ) لأوراق اللُعبه لا أدري لذا إفتَعل الخِلاف حول الكُرة كما كُنّا نفعْل ، وآثر القفزُ من السفينة الغارقة ولكن ليس من أجلِ عقد إجتماعى ولا مصْفُوفة فالرجل يُحسنُ التلاعُب بالالفاظ والمُفردات و يعى مايقُول وهذا طبعُه فما أكثر مُعاهداتُهُ و ما أقبح نقضُها . وكُنتُ أتمنى من حزب الأمة أن يتحلى بالشجاعة لآخر لحظة مع حكومة الثورة ويتحمّل نصيبة من المسؤلية التاريخيه حول السُقُوط الذى بات وشِيكاً ولكن كما يُقال من (خلّ عادتو قلّت سعادتو) .
قبُل ما أنسى:ــ
ياخ الإمام ده عسل عديل ياخ أمُوت أنا فى تقالة دمُو ياخ تلقاهُو يزازي بي هناك شغال تنظير مادى أصبعو جيبو الكراسى هنا، لا الطربيزة دى خلوها بى هناك، الأباريق يا ولد، الموية الباردة وين، قعِدْ عمك داك !! بس أووول ما يجيبو العشا يضرب فى أول صينية و يتخارج! يا اخوانا عسل عسل.
وأخيرأ: كاتب هذا المقال من أكثر المُعجبين (بحركات) الإمام مع خالص دعواتى و امنياتى له بتمام الصحّة وموفور العافيه وطُول العًمُر.
بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)