تفاصيل معاناة الجيش الأبيض بلسان مدير عام مستشفى الولادة بأمدرمان في معركة شبه يومية في سودان الوباء
(خلف القضبان)
يطالب مدير مستشفى الولادة بأمدرمان حامد المشرف الأطباء بضرورة عدم الزج بالمرضى في معاركهم والعودة لمواصلة معركة مواجهة (كورونا) التي وصلت أرقام المصابين بها في البلاد إلى 140 حالة شاملة عدد 12 وفاة.
تأتي حكاية الاستشاري في أمراض النساء والتوليد ومدير عام مستشفى الولادة بأمدرمان كامتداد لحكايات منسوبي الجيش الأبيض في السودان فقد سبقتها تفاصيل حول مضايقات لهم في الحصول على الوقود في الطلمبات، في المقابل كان منسوبي القوات الأمنية يحصلون على ما يريدون بلا مشقة، في السياق نفسه فقد هدد المدير العام لمستشفى الأورام بالخرطوم (الذرة) بإغلاق المستشفى المتخصص في علاج السرطان بالبلاد أمام المرضى، يبرر الرجل خطوته بعدم وجود الكادر الطبي الذي يقوم بتقديم الخدمات، كردة فعل لإعلان السلطات إغلاق الخرطوم لمدة 21 يوماً وهو ما تسبب في أزمة تتعلق بوصول الكادر الطبي للمستشفى واعتبره المدير عجزاً من الوزارة غير القادرة علي٥ توفير وسائل مواصلات للأطباء.
حسناً بالعودة لما جرى صباح اليوم، فإن بطل الرواية وبحسب دكتور المشرف، أحد منسوبي الشرطة ممن يحرسون الارتكاز الخاص بالجسر الحديدي الرابط بين الخرطوم وأم درمان والذي رفض لهم العبور ما لم يقوموا بإبراز تصريح المرور المعلّق أصلاً في مقدمة العربة الحكومية التابعة للمستشفى، وهو ما لم يقنع فرد الحراسة الذي استعان بملازم شرطة والذي طالبهم بإبراز التصريح أيضاً، وقال المشرف إن أحد أفراد الحراسة قام بالاعتداء عليه حين استخدم هاتفه النقال لتوثيق ما حدث.
يكمل الرجل، إلا أن الأمر انتهى بهم إلى الاعتقال والجلوس في خلفية بوكس الدورية استجابة لأوامر أفراد الأمن، وحين وصولهم إلى القسم الشمالي بالخرطوم رفض مدير القسم فتح بلاغ في مواجهتهم، إلا أن الملازم استطاع الوصول إلى وكيل النيابة وفتح بلاغ في مواجهتهم وتم الزج به وسائق العربة في الحراسة، قبل أن يصل المسؤولون في وزارة الصحة وقيادات في الشرطة لإيجاد معالجة للأمر .
كردة فعل لأحداث جسر أم درمان الحديد، وما واجهه مدير عام المستشفى ظهر توجيهاً إدارياً ممهوراً بتوقيع المشرف يطالب بإيقاف كل الأعمال في المستشفى و،هو ما يعني أن إضراباً سيتم تنفيذه في مستشفى الولادة الأكبر بالبلاد وهو سلوك رفضه البعض باعتبار أن المرضى هم من سيدفعون فاتورته في نهاية المطاف قبل أن يأتي تسجيل المدير المطالب للأطباء بالالتزام الأخلاقي والقيام بدورهم في مواجهة الجائحة.
المفارقة أن هذه الأحداث تأتي متزامنة مع تأكيد كثيرين على أنهم يخوضون المعركة معتمدين فقط على الجيش الأبيض من قبيلة الأطباء ممن يستحقون أن يقف الجميع لتحيتهم تقديراً لما يقومون به، في وقت لا يطلب الأطباء ممن يقفون في خط النار الآن أكثر من توفير الأمان للقيام بدورهم، الأمان فقط، في سبيل ذلك فهم في كامل الاستعداد لتقديم أرواحهم فداءً لأجل الشعب، وللتدليل على ذلك فإن عضو سكرتارية لجنة الأطباء المركزية مهند (ياو ياو) يكشف لـ(صحيفة اليوم التالي) عن إصابة أكثر من 17 من منسوبي الكيانات الطبية بالفيروس وهو رقم قابل للزيادة.
الخرطوم(كوش نيوز)