اخبار السودان اليوم

السودان: د. معتز صديق الحسن يكتب: الانتقالية .. أتجُّبُ ما بعدها؟!

 > ابتداءً وقبل استلام الحكم وبحسب الوثيقة الدستورية تواضعت قوى إعلان الحرية والتغيير على أن المشاركة في مناصب الفترة الانتقالية -ذات السنوات الثلاث- تجب ما بعدها بعدم الترشح في الانتخابات التالية لها.

>  لكن بحسب الوجوه المطلة من “كابينة” القيادة في كافة مناحي الحكم -وباستثناء القليل منها- تصل إلى قناعة تامة بأن قوى الحرية والتغيير تشارك بالصف الثالث والرابع و… و… في الحكم.

> هذا التقييم الصفي المتأخر يجيء ارتكازاً على الكثير من التصريحات غير المسؤولة والمهلكة التي بدرت من غالبهم فكأنما هم مصرون على البداية الخاطئة ومن حيث انتهى النظام البائد. 

>  فهل من الخطأ بمكان إبعادها لنجوم الصفين الأول والثاني كأمثال عمر “الدقير” وخالد “سلك” ومحمد الأصم واسماعيل تاج وغيرهم الكثير وهنا نستثني وزير الصناعة مدني الذي أُدخل للقائمة الحكومية بعد شد وجذب كبيرين.

> بينما هناك من يرى أنها قراءة صحيحة -من قبلهم- حتى لا يخسروا كروتهم الكبيرة والرابحة في الفترة الانتقالية لكن من يضمن استمرار السباق حتى خط النهاية ومن بعد ذلك يتفاءل بأن “خيولهم” الحرة ستأتي في “اللفة”. 

> فلماذا لم يتقدموا الصفوف باشتراطهم على أنفسهم الغياب من المشهد السياسي لما بعد الثورة مباشرة هل هو من باب القراءة من خارج الميدان والنزول في الشوط الثاني لإحراز الأهداف المفرحة والمنقذة؟

> خاصة وأنهم أداروا فعاليات ومجريات الثورة بحلوها ومرها من خلال شاشات القنوات الكبيرة بتصريحات ومبررات ومعالجات وطموحات مقبولة نصاً ومعنىً من الأعداء قبل الأصدقاء.

> أم أن تصريحات الأقوال قد لا تطابق قرائن الأحوال بحسبان أن “الفي” البر “عوام” و”الموية بتكضب” الغطاس وأن معيار الإنجاز الحقيقي يستند على مقالة أن الرجال في فعلها لا في الكلام.

> فهل هؤلاء النجوم السياسيون تّدخرهم “قحت” ليوم كريهة الانتخابات القادمة لكن ما الضمان لبلوغها وفوزهم بها مع تقلبات السياسة السودانية والتي بدون مبالغة ومع كل صباح جديد تشهد “تكتيكياً” وتحالفياً -وربما انقلابياً- التطورات الغريبة والمثيرة.

> ولا يسود فيها -بأي حال من الأحوال- منطق الاستقرار فإذا كان المعطى الأول دستورها الحاكم يطوله التغيير كثيراً لأن الأرضية السياسية متحركة وسماءها ملبدة بغيوم التحول والانقلاب و… و… فكيف بالمعطيات الأخرى.

> على كل نذكرهم بأن قنطار “الشطارة” السياسية ناهيك عن درهمها فجميعهما لا يسمنا ولا يغنيا من جوع إن لم يكن لديهم حظ -قليله أو كثيره- وذلك بأن يكونوا من الأسر التي يحق لها هي فقط حكم السودان.

> بينما كل القراءات المتفحصة لها بعمق شفيف وغير متحيز يجد أنها أي تلك الأسر صاحبة السمو الحكمي تضررنا منها كثيراً سواء بحق السودان عموماً أو خصوصاً فهي لا ترتكب بحقنا أخف الضررين بل أثقلهما.

> أم أن أم مشكلات السودان تندرج في أن كل مواطنيه كأنما هم خريجو كليات العلوم السياسية فيقيّمون ويصححون ومفهوم كل فرد منهم أنه هو الوحيد الذي على صواب بينما كل الأخرين -وبلا شك- هم على خطأ.

> فمتى نغادر هذه المحطة المدمرة ونصل لقيم ومبادئ تستند على أن سياستي صحيحة وتحتمل الخطأ وسياسة غيري خطأ لكنها تحتمل الصواب. هذا والله المستعان. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

////////////////////////

جدير بالذكر

د. معتز صديق الحسن

mutazsd@hotmail.com

Exit mobile version