اخبار السودان لحظة بلحظة

وجوب الصيام .. بين التحري والإكمال

شمس الدين المصباح

انقضى اليوم الرابع للحظر الكامل، وتبقى يومان لموسم “الطاعات والقربات” وشهر التجليات والبركات، رمضان الرحمة والخيرات..

والحياة تكاد تتوقف تماماً، إن لم تكن قد توقفت بالفعل.. وإن كنا في مثل هذه الأيام التي تسبق الشهر الفضيل، نجتهد ونحث الخطى لنتقاسم خيرات ومعينات الصيام من “عيوش” ودقيق مختلف الأشكال والألوان من ذرة وقمح ودخن وآبري (حلو مر) ورقاق وسكر ومختلف المواد التموينية، كل ذلك يتم في توادد وتراحم وتكافل وحميمية رائعة وشفيفة، نتميز بها كشعب سوداني فريد ومثالي..

وقاتل الله جائحة كورونا اللعينة، لجهة أنها أزمت وعقدّت وشوّهت هذه الأيام المباركة من شعبان؛ والتي تسبق الشهر الفضيل، ونسأل الله أن يجعل صيامنا وقيامنا حرباً ودواءً شافياً وقاتلاً لفيروس الجائحة اللعين..

وسنترقب (فجر أو مغرب اليوم الأربعاء) التاسع والعشرون من شعبان، ونتحري الرؤية؛ والتي إن تحققت، كان الخميس غرة رمضان، وبعدها، أي عدم تحقق الرؤية، سيكون يوم غدٍ الخميس هو اليوم المُكمل لشعبان : (ثلاثون يوماً) وتكون الجمعة المباركة بعد غدٍ هي أول أيام شهرنا الكريم الفضيل..

وما عجبت له هو ذلك الخبر الذي رفدتنا به وكالة السودان للأنباء (سونا) أمس الثلاثاء؛ والذي جاء فيه أن (مجمع الفقه يتحرى رؤية هلال رمضان الخميس المقبل) !!.. وهل يعقل أن يكون ويتم تحرى الرؤية في الثلاثين من شعبان ؟ ..هذا إلا إذا كان المجمع يحتمل ويتوقع أن يكون شعبان (31 يوماً).

مع ملاحظة أنه وحتى بالحساب الفلكي، وحسب تقويم أم القرى، فإن يوم الأربعاء  (22/4/2020م) هو الموافق  لـ(29 شعبان 1441ه) وليس الخميس !!

وحتى السعودية التي أعلنت رسمياً عدم التحري لهلال رمضان من خلال الناس، لم تقل أن الخميس هو يوم ( 29 شعبان )، وإنما أثبتت أن يوم الجمعة ( 24/4/2020م)، هو أول أيام رمضان فلكياً.. وذلك حسبما أوردت : (الحدث أون لاين)، وفوق كل هذا وذاك يأتي القول الفصل ، قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم : ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين).

وقصدنا بذلك أن ننبه جموع المسلمين في بلادنا الحبيبة، وفي ظل هذه الظروف العجيبة والعصيبة.. ونسأل المولى عز وجل أن يعيننا ويوفقنا للصيام والقيام وكل الأعمال الصالحة، وأن يكفينا شر الكوارث والجوائح والفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يزيل هذا الوباء والداء اللعين، إنه سميع مجيب قدير وبالإجابة جدير.

صحيفة مصادر

اترك رد