اخبار السودان لحظة بلحظة

السودان: العيكورة يكتب: دعُوهُم يفشلوا ودعُونا نتكافل

<

p style=”text-align: justify;”>

ما كُنتُ يوماً يُساورُني أدنى شك أن حُكومة السيّد (حمدوك) فاشلة مُنذ مجيئها وحتى يومنا هذا لماذا؟ لا أعرف سَمّها إحساس سَمِها ما شئت وحتى لا أكونُ مُتحاملاً أطلُب منك عزيزى القارئ أن تُحضِر ورقة وقلم وأستعِن بكل مُنشطات الذاكرة ومُحفزات العقل وأكتُب معي، نعم أكتُب ماذا قدمت هذه الحُكُومة للمواطن حتى اليوم دعك من السياسات الخارجة وركِز معي في (قُفّة المُلاح)، لا أريدُ أن يذهب بك الخيال إلى مشاريع التنمية والبُنية التحتية فلا تُرهق نفسك فهذا ليس من أولوياتها. إفتتحت مسلخ (الكدرُو) و مِصفاة للذهب وهما من مشاريع (الإنقاذ) لا أريدُك أن (تعْقِل) أصابعك لتحسب المُستشفيات والمدارس والطرق. لا لا الحُكومة لا تعرف هذه الملفات أريدك فقط أن تنظُر لما حولك في البيت الحي أو القرية أو أقرب سُوق أو موقف حافلات وأكتب نعم. أكتُب ولا تتردد ما الذي جاءت به حُكومة حمدوك ورفاقه! أكيد لم تجد ما تكتبه! حسناً يا سيدي فالتكتُب ما إفتقدته في حياتك ومعيشتُك اليومية! سلع كثيرة (طارت) أليس كذلك؟ حسناً قارن الأسعار سابقاً وحالياً! شئ لايوصف المُعادلة (أُسّيه) صحيح؟ أكتُب يا أخي لا تتردد. تآكل دخلُك صحيح؟ إختفت كثير من الأصناف عِن مائدتُك صحيح؟ لم يعُد بمقدورك إحضار (نُص) كيلو باسطة لأطفالك كما كُنت سابقاً صحيح؟ لم يعُد بمقدُورك مُراجعة طبيب الأسنان المُجاور لمنزلك صحيح؟ لم تعُد تُشارك جيرانك و(تلِف) عُمامتك كما كُنت وتتقدم مرفوع الرأس نحو دفاتر الأعراس والمآتم صحيح؟ عجزت عن الوفاء بمصاريف أمك العجُوز وأختك الأرملة بالبلد التي كنت تُرسلها نهاية كُل شهرٍ صحيح؟ قُل لي بربّك ما هو شُعُورك وأنت تتوسّد الأرض لساعات طوال أمام صفّ الغاز وكُنتَ بالأمس القريب (تتناولا وإنت راجع) أليس هذا ما كان يحدُث؟ تحدّث يا أخي لا تسْتحى فمُراجعة النفس ليس عيباً، أما ودّعْتَ صُفُوف البنزين والجاز أيّام حكومة (الكيزان) فكم طولها اليوم كيلومترات؟ هذا إن وُجِدت! أما كان الرغيف يُعلّق على قوائم أكشاك السجائر وتحويل الرصيد فأين هُو الآن؟ كم ساعة تنتظرها بعد صلاة الفجر لتظفر برغيف بثلاثين جُنيها؟ تكلّم يا أخي لا تستحي! وكأنى بك تنْقِرُ بظفرك على طرف سِنّكَ تُومئ بالإيجاب. فعُذراً ما أردتُ أن أعاتبك لماذا ذهبت القيادة وجعلُوك تُغني للوطن بلا وعي وسرقوا نضارة الحُلم الجميل من وجهك (معليش)! تجربة والحياة تجارُب وحتماً لن تنساها.
أفما يحقُ لنا نتساءل من فعل هذا بمعايُشنا يا إبراهيم؟ أو ليس هُو حمدوك وصديق يُوسُف وإبراهيم الشيخ وأحمد المُصطفى والدقير والصادق وساطع وسلك والأصم؟ أوليس هُم من وعدوا وكذبوا وغرّروا بشبابنا حتى تقزّم حُلم الثورة فأصبح رغيفاً.
ولكن دعوهُم يفشلوا ودعونا نتكاتف فبين أيدينا شهر كريم مُقبل فالنُحيي فضيلة التكافل بيننا .. أهدي لجارك يا أخي أغرف له من طعامك، كيلو السُكُر يعني له الكثير .. (ملوة) البليلة ستُسعِدُ قلبه، ما تيسّر من نقودك ستقضي له حاجة. لا تنتظر حُكومة ليس في منهجها ماذا يعني رمضان وكيف يُستقبل رمضان حُكُومة لا تعلم (ليس مِنّا من بات شبعان وجارهُ جائع وهو يعلم)! حُكومة تتبادل الأنخاب وتُجاهِرُ بدعاوى الإنحلال فماذا تنتظرُ منها؟ كُنّا نُعيبُ على حُكومة الإنقاذ أنها تظهر مرتين في العام عندما تُقدم سلّة رمضان وعندما تُوزِع خراف الأضاحي ثم تختفي بقية العام. كُنّا نراهُ تقصيراً منها، أما هذه الحُكُومة فلن ترونها مُطلقاً، دعُوهم يتخبطوا ودعونا نتكاتف وجائحة (الكورونا) أفقدتهُم الصواب والخُطّة فنسأل الله أن يُبطل إحصائيات مُنظمة الصحة العالمية المُرعِبة عن أفريقيا و يخرجُنا من بين أرقامها سالمين بلُطفه وكرمه وعلينا الإلتزام بكُل ما وجّهت به السلطات الصِحية رغم تسليمنا بضعفها وتخبُطِها في إدارة الأزمة ولكن ندعو للتعاون معها حتى تنجلي هذه الجائحة وبعدها فالسياسة (ملحُوقة) ولكُل حادثٍ حديث كما أنّ التقليل من شأن الوباء خطأ فادح فيجب أن يأخُذه الناسُ على محّمَل الجَدّ ولو عجزت الحُكومة فيجب أن لا نعجز نحنُ فبإمكاننا فعل الكثير. في ظِلّ غياب أي ُمبادرات حُكومية أو مُجتمعية سوى اليسير الذي قامت به بعض مجموعات (الواتساب) في إصحاح البيئة وتوفير المغاسل والمُطهرات فنسأل الله أن يتقبل جُهدهُم.
قبل ما أنسى:ــ
اللهُمّ إنا نستودعُك أهلنا ووطننا اللهم وأصرف عنّا هذا الوباء ببركات شهرك الكريم اللهم وأجعله شهر رخاءٍ وبركة وقبُول، اللهُم ولا تؤاخذنا بما فعل سُفهاء (قحت) فينا اللهم إنهم تجرأوا على محارمُك وتطاولوا على كتابك فلا تمنع عنّا خيرك بشرّهِم ورُدنا اليك رداً جميلا .

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

اترك رد