> أثناء المتابعة لإحدى نشرات الأخبار بتلفزيون السودان وصوت المذيع يعلو وينخفض بينما الصورة المصاحبة للخبر تملأ الشاشة مستعرضة اجتماعاً لمجلس وزراء الحكومة الإنتقالية.
> ما يلفت الانتباه فيه و”الكاميرا” تنتقل من وجه وزير لأخر أن الديباجات التعريفية الموروثة والموضوعة أمامهم كأنها تختص بمجلس وزراء لا يعترف بتقلد عدد كبير من النساء لمنصب الوزير.
> وذلك بملاحظة -في بعض من هذه الديباجات- إضافة تاء التأنيث المربوطة بعد كلمة وزير بخط وبنط مختلفين تماماً وهي “مشخبطة” بقلم “شيني” أو قلم جاف لكن بعد تكرار كثيف لها.
> هذا ما بثته “الكاميرا” بصورتها التي لا تتجمل لتلك التاء غير المنسجمة والمكتوبة بعد مسافة كبيرة من راء (وزير) وتحديداً في الديباجتين الخاصتين بوزارتي الخارجية والشباب والرياضة.
> بناء على تلك المعطيات فالمتيقن منه بنسبة ١٠٠٪ وإن لم تظهر صورتها على الشاشة لكنها سوف تكون مثلهما تماماً وهنا أعني الديباجة الخاصة بوزيرة العمل والشؤون الاجتماعية.
> قد يقول قائل إن الإثارة لمثل هذه الموضوعات ليست من الأهمية بمكان خاصة في ظل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد عموماً من مشكلات اقتصادية وصحية وسياسية وغيرها الكثير .
> بل يعدها نسخة مماثلة من أولئك الذين يصرون على ضرورة إقامة “سبقاً” للحمير دون الإكتراث بالخطر المحدق بهم حال ترك المؤازرة للحليف الذي دقت طبول الحرب مقتربة منه ومنهم.
> لذا ننوه بأن القصد النبيل منها التنبيه إلى أنه إذا كانت المراعاة للتنظيم والبرتوكول هذا حالها داخل رئاسة مجلس الوزراء فكيف بالجهات الأخرى والتي بلا شك هي دونه من حيث الأهمية والمقدرات.
> فأين أنتم يا رعاة المراسم والعلاقات العامة لا تعتذروا بحداثة عهدكم فقد أكملتم أكثر من سبعة أشهر فنوم أهل الكهف لا يصلح في هذه الجهة السيادية والتي تمثل الواجهة الأولى في هذا البلد.
> إذاً فالإهتمام بهذه التفاصيل غير ذات الجدوى في نظر البعض والتي لا تحتاج لتخطيط إلا أن المؤكد من لا يهتم بالأشياء الصغيرة فلن يهتم بالكبيرة منها ومن غير غفلة منا فإنا هنا نظن أن الأشياء هي الأشياء.
> وهذا ما يستشهد به أهل الإدارة كثيراً أنه إذا قصدت أية مؤسسة ولاحظت عدم ضبط توقيت الساعة المعلقة أعلى رأس المسؤول فتأكد وقتها أن العمل داخلها غير مضبوط والعكس صحيح.
> مقترح أول من الآن فصاعداً لماذا لا يعمل اهل البرتوكول بمجلس الوزراء على توفير ديباجتين واحدة بتاء التأنيث المربوطة وأخرى بدونها لتضع ما يتناسب مع الوزير سواء أكان ذكراً أم أنثى.
> إقتراح ثان في حال الإكتفاء بديباجة واحدة ولترشيد الإنفاق الحكومي لماذا لا تصمم جميعها ومنذ البداية كتصميم الجهات التي تكتب في دعواتها لعناية الدكتور/ة المهندس/ة لتكون هكذا وزير/ة.
> أو عدم الكتابة لكلمة وزير نهائياً حتى لا نحتاج لكتابة تاء تأنيث مربوطة بغض النظر عن جنس من يمثلها فتكتب هكذا وزارة الخارجية،وزارة الشباب والرياضة …إلخ.
> أو بما أنه هذه التاءات غير واضحة والأقرب لأنها ممسوحة ماذا يضير لو عملنا بالراوية القائلة أنه في الوظائف القيادية ككلمة وزير مثلاً يمكن استخدامها في هذه الحالة لتشمل الأثنين الذكر والانثى.
> وبعيداً عن الإشكاليات البرتوكولية وبمناسبة هذه التاء فهل الأمر يحمد للحكومة الإنتقالية المستوعبة في المناصب الوزارية لهذه الأعداد المقدرة من العنصر النسائي أم العكس.
> على كل نرجو أن يتسم الأداء لكل المسؤولين والمسؤولات في المجلس الوزاري وفي غيره بطابع “الحلحلة” والانفتاح لخدمة الوطن والمواطن بتحقيق ما يصبو إليه الجميع من نجاح وتقدم ورفاهية.
> فلا أحد منا يريد أداء منغلقاً ومربوطاً بتقديم المصالح الخاصة والحزبية حتى لا نحصد الفشل والتخلف والمعاناة فيكفي ما ظللنا نحصده منها منذ الاستقلال وإلى يومنا هذا. هذا والله المستعان. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Mutazsd@hotmail.com