اخبار السودان اليوم

السودان: العيكورة يكتب: البنسليّن يا حميدتِي

 البارحة والبارحة فقط توارى حملة شهادات الدكتوراة وأصحاب الخبرات (الفالصو) ليجلسوا في المقاعد الخلفية للجنة العُليا للطوارئ الإقتصادية ، البارحة فقط صعد وزراء قحت من أصحاب السير الذاتية الرنّانة ورباطات العُنق الفاخرة صعدوا على (ميزان القُطُن) ليعرفوا أوزانهم الحقيقية بعد أن مزّق الاقتصاد السوداني كل شهاداتهم وألقابهم العلمية، البارحة فقط جلسوا مُطأطئ الرؤس خلف الفريق أول (حميدتى) لا يتكلمون إلاّ بإذنه رئيساً للجنة الإقتصادية، وسأكون مؤدباً جداً في وصفى لهؤلاء الوزراء الفاشلين فعليهم من اليوم وصاعداً أن ينقعوا شهاداتهم ويشربوا مائها يعني (بلّوها وأشربوا مويتها) (بالدارجي كده). أين النفخ الفارغ الذى ظللتُم تُخدرون به الشعب المسكين طيلة تِسعة أشهر! أين المُنقِذ الخارق حمدوك وأين العبقري ود البدوي وأين نطاس البترول الجيلوجي ذو الخبرات العالية ود (أم سُنُط) وأين وزير الريّ والزراعة و(بتاع الدواجن) وزير الثروة الحيوانية أين ذهب تطبيل قحت الذي ظلّت تمارسه بتدليس على الشعب السوداني طيلة هذه المدة لتوهم الشعب بوزراء من الكرتون فأين فوارس أوروبا الناطقين بغير العربية ! فالبارحة والبارحة فقط إستوعبتُم أن هُناك عائدات لصادرات الذهب والسلع الاستراتيجية والبارحة فقط تحدثتم حول إستقطاب الدعم الخارجي والداخلي والبارحة فقط تحدثتُم عن ضبط الايرادات العامة وسن التشريعات الرادعة لمُكافحة التهريب ومطاردة مُهربي الذهب والمضاربين في العُملة والبارحة فقط تتحدثون عن ضبط قطاع الاتصالات والارتقاء بقطاع النقل والترحيل؟ والبارحة فقط علمتم أن بالموانى مشاكل مُزمنة ويجب حلُها! والبارحة فقط إنبثقت لديكم الأفكارالنيّرة لمُراجعة السجل الضريبي للشركات الخاصة وإنشاء قوة ضاربة من كل الجهات الامنية لمُلاحقة المُهربين والبارحة فقط فكرتُم أن تسمحوا للقطاع الخاص بإستيراد إحتياجاته من الوقُود مُقابل ربح معقول للحكومة! (يا سلام إيه الحلاوة دي) لماذا البارحة فقط أسمعتمونا صوتكم أيها الوزراء الميامين أين كانت هذه الأفكار والخُطط طيلة الفترة السابقة وما الجديد الذي حدث بينكُم هل يستطيع أحدكم أن يُنكر أنه لا قادم جديد بينكم إلا سعادة الفريق (حميدتي) هل تنكرون ذلك فماذا فعل بكم الرجل؟ ماذا فعل حميدتي لتفاجئونا بهذا (الشُغُل) المُرتّب! أين كُنتم طيلة ثمانية أشهر الماضية يا وزراء قحت؟

سعادة الفريق أول (حميدتي) نشهدُ أنكم تحملُون (الأخلاق والوطنية) ويعلمُ عنك الناس البساطة والحديث الذى لا يحتمل غير معنىً واحد لا مساحة للتلاعب بالالفاظ في حديثكم وطنيّ غيُرٌ حدّ البساطة، تعرّضَت في بدايات التغيير لكثيرٍ مِن الاساءات والاستخفاف مِنْ مَنْ أتوا بك اليوم لترأس لجنتهُم مُرغمين فإن تناسوا عمّا بدر منهُم سّمَونا وسَكْتنا وإن عادوا عُدنا نُحدثهُم بفشلِهِم. وستسمع مِنهُم الغمز واللمز فلا تلتفت لهذيانِهِم ويكفيهم فشلاً أنهُم فشلوا. 

سعادة الفريق أوّل (حمدان) أهلنا بمشروع الجزيرة والمناقل يٌعانون الأمرّين في حصاد قمحهم ومُعاناتهم لا تحتمل التأجيل فقد يبست السنابل و ذبُل معها الأمل ودبّ اليأس فى نُفُوسِهم بسبب شح الوقود و الخيش والترحيل ولا يتحدثون عن الاف الاطنان من الجاز بل يتحدثون عن البرميل والباغة فالحصادُ يحتاج للدعم السريع يا سيدى بالديزل ولا أظنه يصعب عليكم ومن إحتياطى قواتكم أن تفزع أهلك بالجزيرة والمناقل بتناكر ورجال يجُوبون الحقول لانهاء المشكلة صدقنى إسبوعين لا تزيد وستجد أن البنك الزراعى قد ضمِن للسودان ثلث الاستهلاك المحلى فأدركوا قمح الجزيرة والمناقل والشمالية .

أتمنى أن يُضاف للجنة العليا للطوارئ الاقتصادية السيد وزير الثروة الحيوانية (فحكاية) إعادة بواخر صادر الماشية من ميناء جدة قد تكررت ولتسمعوا منه إن كان يُتابع وزارته بحق أم أنه (نائم) ويكتفى بتوقيع رخص الصادر وشهادات التطعيم البيطرية ثم يعاود (الشخير) والله أشُكُ أنه يعلم (العدد) ناهيك عن رجوعها من جدة . 

بكُلّ صدق خالص تمنياتنا ودعواتنا للفريق محمد حمدان دقو (حميدتي) وطاقمه بالنجاح في هذه المهمة الجسيمة لإنتشال الاقتصاد الوطنى ونسأل الله أن يجعلهم مفاتيح خير وبشرى للمواطن و قدَمْ خير فحميدتي منّا والقحاته مِنّا والوطن يسعُ الجميع (لكن الفيهم إتعرفت) .

قبُل ما أنسي :ــــ

تراجُع وزراء (قحت) للجلوس بالكراسى الخلفية للمشهد السياسي ذكّرنى في زمنٍ غابر عندما يكُون المُطرب يُغنى في الحفلة فإذا إرتاد ساحة الرقيص نساء لم يُعجبه حٌسنهُن (شينات) غيّر (كوبليه) الأغنيه الى أغنية (البنسلين يا تمرجى … نادوا الحكيم يا تمرجى) فيخرجن من الساحة مُسرعات أمام صياح الكورَسْ) وهذا ما حدث لوزراء حكومة قحت.

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

الاحد ١٩/ ابريل ٢٠٢٠م

Exit mobile version