اخبار السودان لحظة بلحظة

مكالمة هاتفية من حمدوك تعيد مناوي لمنبر التفاوض

منذ سقوط الرئيس المخلوع ظل سكان المعسكرات واللاجئون بدول الجوار يحلمون بالعودة إلى الوطن على الرغم من وجود جيل كامل ولد في معسكرات النزوح وترعرع فيها ولم يحلم بدخول المدرسة أو استقرار تام مع أسرته الممتدة.
وفي الفترة الأخيرة ظهرت مضايقات كبيرة لاسيما للفتيات في المعسكرات وصارت معاناتهن كبيرة في (الاحتطاب ) وفي ذات الوقت أصبحت مفاوضات السلام في حاضرة دولة جنوب السودان تتعثر أحيانا وتتقدم مرة دون أن تحقق شيئا ظاهرا ورغم أنها تجاوزت المدة المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية بستة أشهر. ويتضجر المواطنون في بعض الولايات من الولاة العسكريين فاستقال والي النيل الأبيض ودفع والي الشمالية باستقالته ثم تراجع وكذا والي جنوب دارفور.

وأجرى رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك اتصالا هاتفيا برئيس حركة تحرير السودان والأمين العام للجبهة الثورية مني أركوة مناوي ناقش معه ترتيبات عملية السلام الجارية في دولة جنوب السودان ومن جانبه أكد مناوي رغبة حركته في عملية السلام.
وقال مناي في تغريدة له على تويتر (مشكور السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك على نصيحتك الغالية “التماسك والسرعة للسلام” وموقف حكومتك التي تضع السلام في مقدمة أجندتها. نحن جميعا ندعم استقرار الفترة الانتقالية ونحارب معك خبايا المتربصين ما ظهر منها وما بطن).

من جهته قال الناطق الرسمي باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغير إبراهيم الشيخ عبد الرحمن عبر صفحته بفيس بوك
“لابد من تحرير قضية السلام نفسها من الاحتكار واختزالها عند نفر محدود يكيفها وفقا لمصالح حركته وتقديراته الذاتية”. مشيرا إلى أن الجبهة الثورية عطلت التوصل إلى اتفاق سلام يحقق مطالب ثورة ديسمبر وقال الشيخ إن السلام ليس سلعة تمتلكها حركات الكفاح المسلح لتحدد سعرها ومواقيت بيعها بل هي هم وطني يعنينا جميعا

وأضاف: “صحيح أن الحركات حملت البندقية دفاعا عن قضايا عادله ونذرت نفسها لها وقدمت من أجلها التضحيات الجسام ونحن جميعا نؤمن بما آمنت به الحركات وإن اختلفت وسائلنا لذلك لم نستنكف في التحالف معها والعمل معا لنصرة قضايا مناطق عانت من التهميش والمظالم التاريخية”. موضحا أن السلام شأن يهم كل مواطن سوداني يعاني من أثر الحرب وتداعياتها لاسيما المواطنين في المناطق المتأثرة بالحرب النازحين واللا جئين والمشردين بسبب ويلات الحرب.

وتابع الشيخ: رغم تحفظنا في أديس أبابا قبل تسعة أشهر مضت على تأكيد الجبهة الثورية أنها ستنجز السلام خلال أسبوعين ثم شهر وطالبتنا بوقف تعيين مجلس الوزراء والسيادي إلى حين إبرام اتفاق سلام مع المجلس العسكري.
رفضنا ذلك بحجة أن السلام عمليه طويلة لن تنجز في أسبوعين أو شهرين وأن هياكل الفترة الانتقالية لابد لها من النفاذ لخدمة قضايا الناس وتلبية احتياجاتهم

وأردف: (وها نحن ندخل شهرنا التاسع وتغريدات منى أركو مناوي تقول لنا إن شيئا لم يتحقق في ملف السلام غير النية في الذهاب للجنائيه) و18 ولاية في السودان يقطنها أكثر من أربعين مليونا بلا حكومات ولا ولاة مدنيين لثورة شعارها وأشواقها إقامة الدولة المدنية تساقط المئات بسببها وفي شفاههم الهتاف الحبيب مدنيااااو مدنيااااو).
من جهتها قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، إنها رصدت اعتداءات من قوات عسكرية في المنطقتين، بما يؤكد عدم جدية الحكومة السودانية في مساعي الوصول إلى سلام. وقال المتحدث باسم الحركة جابر كمندان كومي، في بيان صحفي: “تأكد لنا عدم جدية الحكومة في مساعي السلام، وأتضح لنا ذلك من خلال العديد من الوقائع منذ بداية التفاوض”.

وأضاف: “ظللنا نرصد سلسلة من الاعتداءات والتحرشات من جانب الطرف الحكومي في إقليمي النيل الأزرق وجبال النوبة”.
وتحدث كومي عن منح الحكومة الانتقالية جزءا من الأراضي الواقعة تحت سيطرتها إلى الحركة الشعبية، بقيادة مالك عقار، لاتخاذها كمراكز نزوح تابعة لهم، من أجل تمكينهم من تنفيذ الاتفاق الإنساني المبرم بين الطرفين.
واتهم المتحدث الحكومة كذلك بعرقلة المساعدات الإنسانية للنازحين في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحركة.
وأكد على تقديم الحكومة الانتقالية تسهيلات لغريمهم مالك عقار، لتجنيد مقاتلين في مراكز تدريب بمناطق تقع في ولاية جنوب كردفان والنيل الأزرق، لمساعدتهم في بناء قوات.

وأوضح الشيخ: طوال الوقت حرصنا على وحدة قوى الثورة وعلى تماسك قوى الحرية والتغيير وأبدينا حرصا على السلام عن إيمان عميق بقيمته ووعي ساطع بمخاطر الحرب وكلفتها الإنسانية والاجتماعية قبل الاقتصادية.
وأردف أن: السلام معادلة من طرفين حين يتحول احد طرفيها إلى ابتزاز الطرف الآخر ويفقد وعيه ومسئوليته الوطنية بذرائع لا تقيم وزنا لأوجاع المتضررين من الحرب في المناطق المتأثرة بها فالأمر حينها يستدعي مراجعه شامله لماهية السلام المنشود قضايا ومفاوضين. مؤكدا أن حركات الكفاح المسلح ممثلة في الجبهة الثورية طرف أصيل في مفاوضات السلام عليها مسئولية في تحقيق السلام لا تقل عن الوفد الحكومي الذي لم يمتنع عليها بشيء طلبته

وانتقد الشيخ التناقض في مواقف مكونات الجبهة الثورية وقال إن حركة العدل والمساواة تقول إنها قد حققت كل ما تريد في التفاوض ولم يتبق إلا القليل بينما تقول حركة تحرير السودان بلسان قائدها الأول إنها لم تحقق شيئا من جولات التفاوض التي امتدت لثمان شهور غير أشواق بالذهاب للجنائية

فمن نصدق وهذا الجدل يحدث في جغرافيا واحدة هي مسار دارفور الذي تتحرك فيه الحركتان وتتفاوض فيه نيابة عن أهله بينما طرف ثالث في ذات المحور ينأى بنفسه بعيدا عن كل هذا الذي يحدث في مسار دار فور وهو أصيل فيه.
وفي سياق ذي صلة اتهم تحالف الجبهة الثورية، قوى “الحرية والتغيير”-الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية -، بانتهاج المحاصصات الحزبية في تسمية الولاة المدنيين واختيار أشخاص يفتقرون الى الكفاءة ولوحت بمقاومة المصفوفة التي جرى التوافق عليها السبت الماضي بين أركان الحكومة الانتقالية.

وقالت الجبهة في بيان لها إن ما يحدث حاليا هو تكرار لتجارب الماضي الفاشلة، ولن يؤدي إلى إقامة دولة المواطنة المتساوية.
وأضاف “قوى الحرية والتغيير، مجموعة الخرطوم، تسعى لإقصاء قوى الهامش والجبهة الثورية السودانية كتنظيم مؤسس، وتجاوزت الشارع ولجان المقاومة، وتوصلت إلى محاصصات حزبية حول الولايات بطريقة مخجلة، وتسعى لتعيين أشخاص لا يتمتعون بالكفاءة”.

وطالبت الجبهة الثورية، الحكومة الانتقالية بتمليكها نتائج الاجتماع الثلاثي بين قوى الحرية والتغيير بالخرطوم ومجلسي السيادة والوزراء، وما تمخض عنه من مصفوفة زمنية لاستكمال هياكل السلطة الانتقالية، بغرض الرد عليها كتابة.
واتفقت قيادة السلطة الانتقالية، على صياغة وإجازة مصفوفة ملزمة للأطراف الثلاثة، فصلت المسؤوليات ووضعت المواقيت لتنفيذ مهام عاجلة في 7 محاور هي: الشراكة، والسلام، والأزمة الاقتصادية، وتفكيك التمكين، وإصلاح الأجهزة العسكرية والأمنية، والعدالة، والعلاقات الخارجية.

بيد أن البيان الصادر عقب اجتماع للمجلس الرئاسي للجبهة الثورية في جوبا توعد بمقاومة هذه المصفوفة، وشدد على انه “بدون السلام لن تكتمل الثورة”.

الخرطوم – وليد النور

صحيفة ( اليوم التالى )

اترك رد