اخبار السودان اليوم

السودان: أحمد يوسف التاي يكتب: لا تقزِّموا الطوارئ

أهم ما يميّز قوانين الطوارئ في العالم عن غيرها من القوانين ، أنها تطلق يد الجهاز التنفيذي في التفتيش والمطاردة والمصادرة بالقانون وحسم الفوضى آنياً، وقوانين الطوارئ نفسها هي قوانين استثنائية تصدُر في ظروف استثنائية بالغة الخطورة ، وغالباً ما تكون الأوضاع التي تفرُض حالات الطوارئ هي ظروف الكوارث المدمرة والوبائيات القاتلة والانهيار الاقتصادي.
الآن أوضاعنا الاقتصادية مُنهارة ، وحالة من الفوضى العارمة تضرب أسواقنا وانفلات مُذهل في الأسعار ، وتلاعب مُزر بقوت المواطنين وسلعهم الاستراتيجية ، وتخريب مُمنهج للاقتصاد عن طريق المضاربات والاتجار بالدولار وتزوير العملة المحلية ، وعلاوةً على كل ذلك يوجد الوضع الصحي الكارثي في ظل جائحة (كورونا) كل هذه النائبات تجعل فرض حالة الطوارئ في السودان أمراً في غاية الأهمية، وإجراءً لا فكاك منه…لكن…
لكن سيكون قانون الطوارئ بلا قيمة ، وكارثة تُضاف إلى الكوارث التي باسمها فُرضت الطوارئ، إذا اقتصرت أهدافه فقط على منع الناس من الحركة، وإغلاق المحال التجارية وإيقاف الأنشطة اليومية، وسيكون قانون الطوارئ إجراءً شكلياً بلاقيمة إذا لم تتجه أنيابه وأظافره لحسم حالة الفوضى والتلاعب التي سبقت الإشارة إليها ، فهو أي قانون الطوارئ وحده الذي يستطيع أن يعالج الأوضاع والكوارث التي تعاني منها البلاد حالياً خاصة الانهيار الاقتصادي وحالة الفوضى والجشع والاحتكار والتهريب …
بسلطات الطوارئ الممنوحة لأجهزة الدولة التنفيذية تستطيع الحكومة التي تضع يدها على كميات الهائلة من الدقيق المدعوم والقابعة بالمخازن والتي عثرت الشرطة منها أمس الاول على رأس جبل الجليد، وبسلطات الطوارئ تستطيع الحكومة أن تضع يدها على مخازن السكر والوقود وكل السلع الاستراتيجية المدعومة من الدولة، والتي يتم تهريبها خارج حدودنا الهاملة، فلماذا لا تنفذ الحكومة حملة تفتيش وفقاً لقانون الطوارئ تكون هي الأوسع والأكثر إحاطةً وشمولاً وحسماً على المخازن التي يتم فيها احتكار وتخزين السلع الضرورية والاستراتيجية والتي أضحت أضابير للتلاعب بأقوات الشعب السوداني، لماذا لا تتم مداهمة هذه المخابئ بشراسة وقوة وحسم وتُصادر كل ما فيها ويحاكم مرتكبو المخالفات استناداً على قانون الطوارئ، وإلا فما فائدة الطوارئ والأوضاع تنذر بالخطر في صباح كل يوم جديد… يا أخوانّا طوارئ بالقوة والشدة دي ما تضيعوها منع التجوال ليلاً، افعلوا بها ما هو أجدى نفعاً وأعظم أثراً…. …اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ، وثق أنه يراك في كل حين.

Exit mobile version