اخبار السودان اليوم

السودان: هاجر سليمان تكتب: إياكم والحظر الشامل

بكامل الاسى والحزن تابعنا المؤتمر الصحفي امس الأول الذي اعلنت فيه وزارة الصحة عن تأكد اصابة عشر حالات بفايروس كوفيد ــ ١٩، واعلن فيه وزير الاعلام عن فرض حالة الطوارئ الصحية والحظر لاربع وعشرين ساعة في محاولة لمحاصرة الوباء.
هل فكرتم انتم كحكومة في كيفية تطبيق الحظر الصحى في ظروف كهذه؟ هل قدمتم اية مساعدات انسانية للشرائح الضعيفة؟ ام انكم برفع درجة الحظر تلك تطمحون لقتل ثلث السودانيين بالجوع؟ وانتم تعلمون تمام العلم ان ذلك الثلث من الشعب يعتمدون في معيشتهم على رزق اليوم باليوم!!
ما لا تعلمونه يا هؤلاء انه وفق المؤشرات العالمية فإن المصاب بالفايروس يتسبب في نقل العدوى للمئات في حال خالطهم، وتنتقل العدوى بصورة سريعة من خلال الملامسة والمباشرة او العطاس، وهذا يعنى انه كان من المفترض في الفترة من الثانى عشر من مارس وهو تاريخ الاعلان عن اول حالة وحتى اليوم، كان من المفترض ان تكون عدد الحالات على الاقل الف حالة، وها هى لم تتجاوز بعد الثلاثين حالة، وهذا ما يؤكد الفرضية التى سبق ان ذهبنا اليها، وهى ان الفايروس اساساً انتشر وسط اعداد كبيرة من المواطنين، ولكن بفضل عناية المولى تماثلوا للشفاء، فالفايروس رغم سرعة انتشاره الا انه لا يؤدى الى الوفاة الا في حالة الامراض المزمنة والذين يعانون من نقص المناعة وكبار السن الذين تقل عندهم المناعة.
على مر تاريخ البلاد لم تكن هنالك حكومة تخشى على المواطن السودانى وتخاف عليه، واعتقد ان الحظر والاجراءات المتبعة هذه ليس الغرض منها حماية المواطن، بقدر ما ان الحكومة تسعى لحماية نفسها بتلك الاجراءات، ففرض حظر التجوال الشامل على مدار اليوم يريح دماغ الحكومة من التظاهرات والاحتجاجات التى تهدد عرش حكومة الثورة، والتى باتت تنادى بسقوطها، ولعل الحظر سيهدئ من روع الثوار وسيعمل على اطالة عمر الحكومة ويمنحها فرصة لاتخاذ التدابير التى تمكنها من تمكين نفسها.
ايضاً من فوائد الحظر انه يوفر على الحكومة الكثير، ويسهم في المحافظة على ما لديها من بقايا موارد ويخفض الاستهلاك والانفاق، ويريح الناس من الازمات المعروفة امثال ازمة الوقود والمواصلات، وتوفير احتياجات رمضان وغيرها، وبذلك تكون (كورونا) قد قدمت خدمة العمر لحكومة (قحت).
لا توجد اية دواعٍ للحظر الشامل، خاصة ان الحكومة لم توفر الاحتياجات للاسر من سلع ومواد غذائية وتموينية تمكن الأسر من البقاء في المنازل، فكيف سينجح الحظر في ظل هذه الظروف؟ وما هى خطتكم لالزام المواطنين بالبقاء في منازلهم دون ان يموتوا من الجوع.. ورونا شطارتكم دى ح تحلوها كيف؟ ام انكم حينما فشلتم فى توفير اساسيات الحياة قررتم حبسنا داخل منازلنا لنموت جوعاً؟؟
اما (كورونا) فأحب اطمئنكم بأنها منذ شهر نوفمبر من العام الماضى انتشرت في السودان واصابت الكثيرين دون وفيات، وكانت موجة التهاب فيروسي مزمن وقتها لم يعرف بانه (كورونا)، وكان كل حاملى ذلك الالتهاب يعانون من كل اعراض (كورونا) وبعد ده ما ماتوا.. اها رأيكم شنو انتو؟؟ لو لسه مصرين على الحظر قدموا السلع الاستهلاكية باسعار مخفضة للاسر حتى تتمكن من توفير بعض القوت بالمنازل، ولتعمل المخابز والمتاجر بصورة طبيعية، وعليكم أن تصرفوا أموالاً للأسر الفقيرة لسد حاجتها من الغذاء حتى لا يموتوا جراء الجوع وليس (كورونا).. بالمناسبة ما وريتونا الحالات العشر الجديدة ديل منو؟ وما فصلتوهم لينا من باب المصداقية.
كسرة:
(كورونا) ما بتقتل.. بتقتل صفوف العيش!!

Exit mobile version