الخرطوم: باج نيوز
غيَّب الموت، يوم الأربعاء، الرمز الاتحادي البارز، والقطب المعروف في سجادة الطريقة الختمية، الشيخ حسن أبوسبيب عن عمر ناهز “83” عاماً.
ورغم بدايته في صفوف الحركة الإسلامية، إِلَّا أن أبوسبيب يعتبر من الأيقونات التاريخية في الحزب الاتحادي الديمقراطي، بسبب مواقفه المصادمة لنظام الإنقاذ بقيادة الرئيس عمر البشير، ولمناهضته -كذلك- لقرار مشاركة “الأصل” برئاسة مولانا محمد عثمان الميرغني في الحكومة.
ونشط أبوسبيب مؤخراً ضمن مجموعة “أم دوم” التي تضم أطيافاً اتحادية مختلفة، يجمعها السخط من قرار المشاركة، والاعتراض على منهاج أسرة الميرغني في إدارة الحزب.
يقول القيادي الشاب في الحزب الاتحادي الديمقراطي، جمال حسين الصادق، والمناهض للمشاركة في الحكومة، إن الراحل عبرَّ مبكراً عن موقفه من المشاركة، بخروجه قبيل انتهاء أعمال اجتماع “جنينة السيد علي” الذي مهد لها في العام 2012.
يومذاك خاطب أبوسبيب جموع الشباب المترقبين لقرارات الاجتماع في شارع النيل، معلناً تبرؤه مما يراه تدبير بليل من قيادات داخل حزبه لجرّهم لعملية مشاركة لا ترتضيها القواعد.
ونوه جمال في حديثه مع “باج نيوز” إلى أن جميع قرارات الراحل تتماشى مع مبدئيته الواضحة، وسبق أن خرج بسببها من برلمان نيفاشا، جراء امتلاك حزب المؤتمر الوطني للغالبية الميكانيكية التي تخول له تمرير كافة القوانين والمشروعات.
ولم يتوقف أبوسبيب عن نشاطه السياسي رغم تجميد قيادة الحزب لأنشطته، فساهم بفاعلية في تأسيس مجموعة أم دوم التي سبق وأن عزلت الميرغني من منصبه.
ومع ذلك، لم يفجر الرجل في خصومته مع الجميع، لا سيما قيادة الحزب، وظلَّ حريصاً على حصر الخلافات في المستوى السياسي، وهو ما تتم مقابلته عادة بكثير من الاحترام.
يقول القطب الاتحادي محمد أحمد ود المكي لـ “باج نيوز” إن أبوسبيب رجل نادر على طريقته، ومحل تقدير وتجلة داخل وخارج البيت الاتحادي، وتسبب رحيله في إحداث جرح عميق للاتحاديين، وفقد كبير للوطن الذي خسر أحد أهم رجاله المحترمين في جيل ما بعد الاستقلال.
أما جمال الصادق، فيقول إن أبوسبيب كان أحد أكبر الداعمين للشباب داخل الحزب، وأكثر القيادات حكمة في مخاطبة قضاياهم، ورحيله يسبب ألماً كبيراً في نفوسهم، بأكثر مما هو حادثٍ عند بقية الأشقاء.