- حصاد القمح لهذا العام حقق انتاجية عالية بمشروعي الجزيرة والمناقل
الخرطوم 11 أبريل 2020- قررت الحكومة السودانية توجيه شحنات الجازولين المستورد لتأمين نجاح حصاد القمح بمشروعي الجزيرة والمناقل،على الرغم من تسبب تلك الخطوة في أزمة النقل والمواصلات التي تشهدها العاصمة وعدد من الولايات.
واتخذ هذا القرار بحسب مسؤولين رفيعي المستوى تحدثوا لـ “سودان تربيون” السبت، خلال اجتماع لجنة وزارية مختصة عقد الأربعاء الماضي وناقش الاحتياجات اللازمة لإنجاح موسم الحصاد والموسم الزراعي الصيفي لعام 2020م.
وتبلغ اجمالي المساحة المزروعة بالقمح 570 ألف فدان منها 480 ألف في الجزيرة والمناقل، حيث وصل متوسط انتاج الفدان الواحد في أسوأ مناطق الانتاج 16 جوالا للفدان بينما بلغ متوسط انتاج الفدان في الجزيرة والمناقل 34 جوال فيما لم يزد متوسط الانتاج العام الماضي عن 9 جوالات في أفضل الحالات.
وبغطي انتاج هذا العام حال نجاح موسم الحصاد نصف استهلاك السودان السنوي من مايو إلى نوفمبر 2020 ويوفر على خزينة الدولة مليار وثمانمائة مليون دولار لاستيراد القمح.
وطبقا للمسؤولين فإن اللجنة الوزارية قررت بعد تدارس الأمر توجيه الانتاج المحلي والمستورد من الديزل لتغطية آليات الحصاد والنقل من مناطق الانتاج الى المطاحن وصوامع الغلال للتخزين على الرغم من هذا القرار سيؤثر بشكل مباشر على حركة النقل والمواصلات في البلاد ويزيد تفاقم الازمة في العاصمة.
وأفاد مصدر مسؤول “ٍسودان تربيون” أن نجاح حصاد القمح لهذا العام يستلزم توفير كل شروط نجاحه وتقديم كل التضحيات في سبيله.
وكشف عن قرار بتشكيل لجنة قومية عليا لإنجاح موسم الحصاد وموسم الزراعة الصيفية برئاسة رئيس الوزراء للسهر على اتخاذ كل الخطوات اللازمة في سبيل ذلك.
كما قرر الاجتماع رفع سعر جوال القمح المنتج محليا إلى رقم أعلى من القمح المستورد وتسديد قيمته فورا لمنع تهريبه.
وعلمت “سودان تربيون” أن المطاحن تسلمت بالفعل اولى دفعات القمح السوداني.
وكشف مصدر مسؤول اخر أن هناك نقص في كميات الجوالات في مشروع الجزيرة وان هناك اجراءات جارية لاستيراد كميات كافية لسد النقص وتوقع وصولها في غضون الايام القليلة المقبلة.
واستبشر المسؤول خيرا بإنتاج القمح لهذا العام وشدد على أن الحكومة ترغب في أن يكون المزارع السوداني هو المستفيد الأول ماليا من هذا النجاح بعد سنوات عجاف تحت نير النظام المخلوع بحيث يتمكن من الاستعداد ايضا للموسم القادم.
وتوقع المسؤولين أن تستمر نتيجة لذلك أزمة الوقود في البلاد لعدة اسابيع مشددين على ضرورة تأمين نجاح موسم حصاد القمح خاصة وأن البلاد في حاجة لكل دولار تكسبه في ظل غياب المساعدات الخارجية وإبقاء السودان على قائمة الدول الداعمة للإرهاب.
يشار إلى ان كل من دولة الامارات والسعودية اوقفتا دعم أعلن عنه في العام الماضي بعد رفض قوى الحرية والتغيير لتدخل دول خليجية في شؤون البلاد كما وعدت دول اخرى بتقديم المساعدة للسودان الا ان مؤتمر المانحين المقرر عقده في يونيو أصبح مهددا بسبب تأثيرات فايروس “كورونا” الصحية التي اجتاحت العالم.